أكاديميان خليجيان يستعرضان تجربة السقاف والقصيبي ووطّار

نشر في 18-10-2010 | 00:01
آخر تحديث 18-10-2010 | 00:01
خلال النشاط المصاحب لمعرض الكتاب الـ 35
خلال النشاط المُصاحب لمعرض الكتاب الـ35، استضاف المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أكاديميين خليجيين هما د. عبدالله القتم ود. معجب العدواني، إذ قدما أبحاثاً نقدية في محاضرة "مبدعون فقدناهم"، وأدار الجلسة د. أيمن بكر.

تضمنت محاضرة "مبدعون فقدناهم"، التي اقيمت في المقهى الثقافي في معرض الكتاب، محورين، الأول: العروبة في شعر أحمد السقاف، قدمه الباحث الكويتي د. عبدالله القتم، وفي المحور الثاني تحدث الناقد السعودي د. معجب العدواني عن الروائيين الطاهر وطّار وغازي القصيبي: التوازي والاختلاف.

في القسم الأول من المحاضرة، تحدث د. عبدالله القتم عن شاعرية السقاف، مشيراً إلى أن الشعر عند السقاف رسالة عظيمة الأهمية استخدمها لبث آرائه وأفكاره، فكان صريحاً واضحاً، تميز بموضوع أخذ لبه وفكره، ألا وهو العروبة، فالعروبة في دمه وسلوكه، يرى أن الوطن الكويت، ولكنه اختزن في عقله الوطن العربي كله، فجعله وطنه، من يقرأ قصائده يرى ذلك واضحا، فتغنى بالبلاد العربية جميعا، وترنم بالمدن العربية عشقا وهياما.

يشير القتم إلى أن فكرة السقاف عن العروبة تنقسم إلى عدة أقسام، أولا: العروبة في الوطن الصغير والكبير، ثانيا: العروبة في القيم والمبادئ، ثالثا: العروبة في النهضة والحث عليها، رابعا: العروبة دفاع عنها وهجوم لأعدائها.

ويضيف: "يمثل غزو العراق للكويت كارثة ومصيبة فادحة، إذ لم يتصور أن يقدم طاغية العراق على مثل هذه الفعلة، خاصة أن العروبة في دمه ووجدانه، فكان إحساسه بالألم بالغاً، وجرح الغزو غائراً في نفسه، لذا لا عجب أن يصدر ديواناً كاملاً عن الغزو البغيض بعنوان نكبة الكويت"، ويقول:

معذرة إن خانني الكلام/ ففكري المفجوع في ذهول/

من أين لي التعبير يا ريس؟/ وهل تبقى ما يصح أن يقال؟

مبادئ جئت بها لم تحترم/ وجيرة مجدتها غصب بدم

وكل ما رددته قد انهزم/ أهكذا جزاؤنا؟

أهكذا وفاؤنا؟

ويختم القتم دراسته بقوله: "لقد وازن السقاف بين متطلبات الحياة، وما في النفس من تطلعات، فهو من الذين عشقوا الحياة، حلوها ومرها، ولكنه عرف أن الحلاوة لا تأتي من غير كفاح وجد واجتهاد، لذا كان صادقا مع أفكاره مؤمناً بقيمه ومبادئه، فلم ينحرف عما رآه من إيمان بالعروبة وقيمها، ولكن الحياة لا تخلو ممن يعاند القيم العربية، وكان لا بدل له من الوقوف في وجه هؤلاء، مدافعا عما آمن به، وجاء شعره موافقاً لما عنده من آراء وقيم ومبادئ.

لا شك في أن العروبة أخذت من السقاف جل اهتمامه، فتمثلها في سلوكه وشعره، ولم ينحرف عن هذا الخط الذي اختطه لنفسه، ففخر بالعروبة، ومجدها، وتمثلها في حياته، وأضحت سمة بارزة عليه، فما ذكرت العروبة إلا وكان السقاف عرابها، ومنظرها، وقائد جمعها.

التوازي والاختلاف

وفي القسم الثاني من المحاضرة، تحدث د. معجب العدواني عن ملامح التشابه وعناصر الاختلاف في تجربتين روائيتين "وطّار والقصيبي: التوازي والاختلاف"، متناولاً عبر ورقته البحثية جانبين، الأول التجربة خارج النص وهو الجانب المتصل بمواقف الروائيين من الكتابة والرقابة والدين والاستعمار والظلم، أما الجانب الآخر فركز على التجربة النصية، ويضم هذا الجانب ثلاث بؤر مهمة متصلة بنصوص الروائي: ما يتصل بالجنون ثيمة وخطاباً، وما يتصل بالمكان الروائي، وتوظيف التراث الأدبي، مضيفا: "لم يتفق القصيبي ووطّار في انهما من أشهر الروائيين العرب فحسب، بل امتدت هذه العلاقة المتوافقة غير المنظورة إلى جوانب شتى تتصل بالمبدع والإبداع، وتنتهي بتوافق في العام والشهر، تاريخ وفاة علمين روائيين أغسطس 2010، كان الفرق الزمني ثلاثة أيام فصلت بين خسارتين من خميس وطّار إلى أحد القصيبي".

يؤكد العدواني تفوق القصيبي ووطّار على أقرانهما في الكتابة الأدبية، بقوله: "كسرا حدود الكتابة إلى التنقل بين الأجناس، فكتب القصيبي الشعر والرواية ونظّر في التنمية، وكتب وطّار القصة القصيرة والرواية المسرحية، ونقلت أعمالهما إلى لغات في الشرق والغرب، فاجتازا بذلك الأداء العلمي المتفوق بؤر المركز وزوايا الأطراف".

ويضيف: "يعد القصيبي ووطّار الأكثر تأثيراً في الإنتاج المحلي في الرواية السعودية والجزائرية، فحضورهما الروائي المؤثر كماً وكيفاً لا يخفى على دارس ومتابع الرواية في العالم العربي".

كما تطرق العدواني إلى موقفهما من الرقابة التي منعت معظم كتب القصيبي، لكن هذا المنع لم يمنع تداولها نقدياً عبر المقالات والدوريات والدراسات الأكاديمية المنشورة في المملكة العربية السعودية، إلى أن تم الإفراج عنها رقابياً قبل وفاته بأسابيع، وكذلك تعرض وطّار إلى مواقف مشابهة مع الرقابة بمختلف أشكالها، هما شخصيتان ثقافيتان لا يمكن تصنيفهما ضمن إطار.

وفي حديث عن ثيمة الجنون في أعمالهما الروائية، يؤكد العدواني أن تجربتهما النصية متباينة الاختلاف متفقة في الجنون، إذ يمثل الجنون في رواية اللاز لوطّار خاتمة، بينما يمثل خطاباً في عصفورية القصيبي.

كما تناول المحاضر جزئيات أخرى في التجربة النصية للراحلين.

back to top