خذ وخل: تجنيس العنزي والراشد

نشر في 05-12-2010
آخر تحديث 05-12-2010 | 00:01
 سليمان الفهد أعرف سلفاً أن منح الجنسية ينطوي على إجراءات وروتين وما إلى ذلك، لكن الفوز بالكأس يستأهل صدور المرسوم المتجاوز للعقبات والعراقيل إياهما، خصوصاً أن هذا الفعل الحق سيحصن «العنزي والراشد» من أضرار الحرب النفسية، وسيمنحهما السكينة المؤثرة بالضرورة- سلبا وإيجابا- على أدائهما في الملعب. بحكم سوابق الحكومة الرشيدة في تفريطها بالثروة الوطنية البشرية، أراهن بأن اللاعبين المميزين «فهد العنزي، ومحمد الراشد» سيخرجان من سامر كأس العالم «بخفي حنين»، وبمعيتهما وعود وأمانٍ معجونة بمسكنات تعالج عرض قضيتهما بشأن الجنسية، وتنأى عن حلها الجذري، حسبنا دليلا في هذا السياق الإشارة إلى مبادرة نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع بتمديد سكن أسرة الأول في المسكن الحكومي لمدة أربع سنوات فقط لا غير، على الرغم من أن «العنزي» الأب خدم في وزارة الدفاع مدة تفوق الأربعين سنة كما أن «أم فهد» كويتية على ذمة ولدي «محمد»!

وعودا على بدء بشأن سوابق «الرشيدة» التي لا تمت إلى الرشد بشيء، سنذكر تفريطها في عشرات وربما مئات المهندسين والأطباء وغيرهما فضلا عن المبدعين في شتى مناحي الإبداع، من دون أن يرف لها جفن الوطنية، المحرضة على المحافظة على هؤلاء الذين ولدوا وترعرعوا وتعلموا هنا، وقد صرف عليهم من جيب وكيس الحكومة الرشيدة في المراحل الدراسية كافة، كما هو شأن الحكومة مع فئة غير محددي الجنسية في الأيام الخوالي!

* ولأن كأس الخليج بمنزلة حرب ملاعب مدججة بسلاح الكر والفر واللياقة البدنية والروح الرياضية وما إلى ذلك فإن الإشاعات شرعت في اللعلعة والحضور عبر وسائل الاتصال، ربما لتؤكد أن الحرب النفسية باتت رديفة الحرب الكروية، كما هو شأنها في الحروب العسكرية! وفي هذا السياق هتف لي أحد أولادي المغرم صبابة بمهارة لعب «العنزي»، قائلا: إن فضاء المسجات يعج بإشاعات تتحدث عن تجنيس هذين اللاعبين! وقبلهما انتشرت إشاعة عرض أحد الأندية السعودية على اللاعب العنزي الاحتراف في السعودية، وفق شروط مغرية يقف على هامتها شرط منحه الجنسية السعودية، حال انتقاله إلى هناك.

أيا كان الأمر فالذي نتمناه على «الرشيدة» هو الاستجابة للرغبة الجماهيرية الشبابية المتبدية في منح الجنسية الكويتية لهذين اللاعبين، قبل المباراة النهائية التي ستجري اليوم الأحد بإذن واحد أحد. أعرف سلفا و»إخوانا» إن شئت أن منح الجنسية ينطوي على إجراءات وروتين وما إلى ذلك، لكن الفوز بالكأس يستأهل صدور المرسوم المتجاوز للعقبات والعراقيل إياهما، خصوصاً أن هذا الفعل الحق سيحصن «العنزي والراشد» من أضرار الحرب النفسية، وسيمنحهما السكينة المؤثرة بالضرورة- سلبا وإيجابا- على أدائهما في الملعب، فضلا عن أن مشاركة لاعبين في المنتخب الوطني، من دون منحهما الجنسية، يشكل مفارقة إدارية حكومية موجعة!

back to top