د. محمد الباسل: {الهرم الغذائي} قاعدة الصائمين

نشر في 13-08-2010 | 00:01
آخر تحديث 13-08-2010 | 00:01
No Image Caption
يتحول شهر رمضان في البيوت العربية إلى احتفالية صاخبة بجميع الأطباق والأطعمة التي تتعارض مع فلسفة الشهر الكريم، فالصوم فرصة ذهبية للتخلص من الوزن الزائد ولتنظيم حياة مريض السكري كما يقول د. محمد الباسل، أستاذ أمراض الباطنة والكبد والغدد الصماء.
في حواره مع "الجريدة" يقدّم الباسل نصائحه لمرضى السكري والصائمين عموماً للاستمتاع بشهر الصيام بعيداً عن أية مشاكل صحية.
مَن من مرضى السكري توصي بعدم صيامهم في شهر رمضان؟

من لديهم هبوط متكرّر في معدل السكر، من يعانون متاعب في الكلى والكبد، من يتناولون الأنسولين باستمرار وبأوقات معينة. أما إذا كان مريض السكري يعتمد في علاجه على تنظيم طعامه فحسب، فالصيام قد يفيده، خصوصاً إذا كان مصاباً بالبدانة، ويساعده في التخلّص من الوزن الزائد.

ما أبرز النصائح التي توجّهها الى مريض السكري الصائم؟

أولاً، استشارة طبيبه الخاص ليحدّد ما إذا كان يُنصح له بالصيام، ثم فحص نسبة السكر في الدم، خصوصاً خلال أيام الصوم الأولى، تأخير وجبة السحور إلى ما قبل الفجر، الإكثار من السوائل بما يتناسب مع احتياجات الجسم. وفي حال شعر المريض أثناء الصيام بهبوط في معدل السكر فعليه ألا يكابر على نفسه لأنه بذلك يضرّ نفسه أكثر مما ينفعها وقد يتعرّض لمضاعفات خطيرة.

ماذا عن الأطباق غير المرغوب فيها؟

على مريض السكري الابتعاد عن الأطعمة التي تحتوي على نسبة سكريات عالية كالبلح والمانغو والعنب والتين وعن تلك التي تحتوي على سعرات حرارية عالية كالمعكرونة، وعن المكسرات والحلويات.

هل ثمة بديل عن قائمة الممنوعات تلك؟

بإمكان مريض السكري تناول الخضار كالخس والكرنب والخيار، والفاكهة كالتفاح والغوافة والكمثري، فهي تحتوى بكثرة على الألياف الطبيعية وتعمل على خفض نسبة السكر بعد الأكل وتساعد في خفض نسبة الكولسترول في الدم وتنظّم عمل الجهاز الهضمي.

ما هي مكوّنات الوجبة الصحية في شهر الصيام؟

يفضّل أن تكون وجبات الطعام عموماً متوازنة ومحتوية على العناصر الغذائية كافة، وعلى المرء سواء كان مريضاً أو سليماً أن يجعل نظامه الغذائي على شكل الهرم الذي تشكل النشويات قاعدته، أي الجزء الأكبر من كمية الطعام اليومي، تليها الخضار والفواكه، ثم الألبان واللحوم، فيما تشكل الدهون والزيوت والحلوى قمة الهرم أو الجزء الأصغر من حصة الطعام اليومية.

تفرض علينا قاعدة الهرم الغذائي أن نبدأ الإفطار بتناول تمرات قليلة أو عصير طبيعي، ثم شربة دافئة، ووأن تكون الوجبة الرئيسة مؤلفة من خضار مهبّلة وبروتين سواء كان قطعة لحم أو ربع دجاجة. ويفضّل أن تقدَّم اللحوم مشوية أو مسلوقة.

أما وجبة السحور فلا بد من احتوائها على الزبادي مع الجبن الأبيض والفول والبيض المسلوق مع الخضار، ويفضّل تناول الخبز الأسمر لغناه بالألياف الطبيعية.

كيف يمكننا مواجهة الحرّ في فترة الصيام؟

شرب المياه أساسي في شهر رمضان هذا العام وضروري لأجسامنا التي تفقد كمية كبيرة من المياء خلال فصل الصيف، لذا ننصح بتعويض هذا النقص خلال ساعات الإفطار حتى السحور، وبتناول العصائر الطبيعية من دون سكر إضافي والسوائل الدافئة كاليانسون، والابتعاد عن ملء المعدة بالمياه خلال الإفطار الذي يعد أحد أهم أسباب الإصابة بعسر الهضم التي يعاني منها كثر خلال الصوم. كذلك، ننصح بعدم التعرّض لأشعة لشمس مباشرةً في نهار رمضان لأنه يفقد الجسم السوائل بصورة أسرع.

هل يشكّل تناول المشروبات الباردة لمواجهة الحر مباشرة بعد آذان المغرب خطراً على الصائم؟

يعتقد البعض بأن المشروبات الباردة قادرة على إرواء عطشه، لكن هذا غير صحيح بل يؤدي الى نتائج عكسية، إذ يسبّب انقباض جدار المعدة ما يعني تأخّر هذه الأخيرة في القيام بعملية الهضم فيحدث عسر الهضم. كذلك، تطيل السوائل الكثيرة الموجودة في المعدة من فترة بقاء الطعام في المعدة ما يؤدي إلى الإحساس بثقل فيها.

لماذا يصاب البعض بمتاعب في المعدة ويشعر بالنعاس في رمضان، خصوصاً بعد الإفطار؟

بسبب عاداتنا الغذائية الخاطئة والإفراط في تناول الأطعمة المختلفة بشكل غير متوازن أثناء الأفطار، ما يؤدي إلى اضطراب الجهاز الهضمي والإصابة بالانتفاخ والتخمة والميل إلى النوم نتيجة بذل القلب مجهوداً ضخماً لضخ الدم إلى الجهاز الهضمي، فتقل نسبة الدم التي تصل إلى الدماغ فنشعر بالنعاس.

هل ثمة قواعد لصيام الأطفال؟

من حسن الحظ أن شهر رمضان هذا العام متزامن مع إجازة نهاية العام، وهذا ما يسمح للطفل بالصيام بعيداً عن التعرض المباشر لأشعة الشمس. يفضّل أن يبدأ الطفل بالصيام بشكل تصاعدي حتى يصل الى صيام يوم كامل في نهاية الشهر الكريم. كذلك، يمكننا اتباع وسائل أخرى لمساعدته على الصيام كحثّه على النوم فترات طويلة في نهار رمضان.

نصائح عامة لصيام رمضان

- البعد عن الحلويات بعد الإفطار واستبدالها بالفاكهة الطازجة.

- تناول المياه والعصائر الطبيعية بين وجبتي الإفطار والسحور لتعويض الماء الذي يفقده الجسم خلال ساعات النهار.

- المكسرات مفيدة ولكن الإفراط في تناولها قد يسبب زيادة في معدل السعرات الحرارية وزيادة نسبة الكولسترول في الدم.

- تناول الإفطار على فترات ويجب أن تكون الوجبة الأولى بسيطة لإعطاء المعدة فرصة كافية لتتنشّط.

- الزبادي أساسي على مائدة السحور لاحتوائه على بعض الدهون والمعادن كالصوديوم والكالسيوم.

back to top