وثائق رسمية ومعاملات خاصة ملقاة في الطابق العلوي لمبنى إدارة مرور الأحمدي

نشر في 25-11-2010 | 00:01
آخر تحديث 25-11-2010 | 00:01
صندوق إطفاء غطاؤه مكسور أمام مدخل المدير ومساعده!
ينافس «الكيربي» الطابوق على احتضان العاملين في مرور الأحمدي إلا أن الكراسي القديمة والمكاتب الركيكة على الخط في «تحدي البقاء» في مبنى الإدارة.

عمران ودوللي... أشهر من نار على علم في إدارة مرور الأحمدي، فالأول مسؤول عن نقل الأوراق والملفات في قسم الإجازات... وتدخل ضمن اختصاصاته أيضا إحضار الإفطار من سيارات الموظفات في الصباح إلى مكتب سكرتارية رئيس القسم.

ولوجبة الإفطار في قسم الإجازات، كما هو في باقي دوائر الدولة طقوس خاصة، إذ يجتمع أغلب العاملات في مكتب السكرتارية للتحضير لهذه الوجبة، والتي تتكون عادة من فطائر أو "شاميات" وطبعاً مع المشروبات "الغازية"... ومن الممكن أن تستغرق حفلة "الأكل" قرابة الساعة، بينما المراجعون ينتظرون في الدور أمام المكتب المخصص للرد على الأسئلة أمام مدخل القسم.

وإذا كان من بين المراجعين كويتيون، تبرعت إحدى الموظفات بترك الوجبة وإنهاء معاملة هذا المواطن درءاً للمشاكل وخوفاً من إثارتها... خاصة أنه كويتي!

وتظل المكاتب الستة المخصصة لتخليص معاملات المراجعين فارغة من أصحابها إلى نحو الساعة التاسعة أو التاسعة والنصف الى حين الانتهاء من الطقس الصباحي اليومي!

ويرن اسم عمران وسط الصالة... "ودي الأوراق لفلانة" أو "روح الى قسم المركبات بهذه المعاملة" أو" احضر الكيس الموجود في المقعد الأمامي لسيارتي". وأما اذا حضرت احدى صديقات الموظفة، فالكل يجب أن يتراجع ويفسح المجال لهذه الصديقة لكي تنهي معاملتها، والويل والثبور لمن يجرؤ من المراجعين على الاحتجاج... خاصة إذا كان من الإخوة المقيمين.

أما المدير ومساعده فقد تمر أيام لا يحضران الى مكاتبهما إلا بعد الساعة التاسعة صباحا، ويتفرغ دوللي... وهو العامل البنغالي للمدير ومساعده، لخدمة الموظفات كعمران... إذ يرسل إلى الزميلات لتخليص معاملات الأهل والأصدقاء.

ومن يتجول في إدارة مرور الأحمدي، لن يتعجب مما آل اليه حال الموظفين والموظفات، فعندما تريد أن تدلج الى الجناح المخصص للإدارة الرئيسية يستقبلك صندوق خُصص لخرطوم مياه، غطاؤه الزجاجي مكسور، ومن فوقه الى اليمين لوحة قديمة تشير الى أن المدخل يوجد فيه رئيس قسم الشؤون الإدارية والخدمات.

ومن جهة اليسار ترى كيف يحافظ القائمون على الإدارة على المال العام، فالكراسي القديمة والأرفف وثلاجة للمشروبات الغازية ملقاة في الممر الذي اتُّخذ كمخزن للأشياء القديمة.

وفي الممر المؤدي الى قسم الإجازات تلفت الانتباه لوحة ملقاة على الأرض تشير الى إدارة تنفيذ الأحكام، وحين ترفع نظرك الى أعلى تسقط عيناك على 3 حاويات للقمامة والسجائر.

وتحتضن كراسي حديدية قديمة من دون قواعد الغرفة "الكيربي" التي استخدمت للطباعة من جهة العيادة، بينما الأوساخ لجأت الى قسم المخالفات لتتخذ تحته مكاناً تبسط فيه سيطرتها مع أرضية "الشاليه" التي من المتوقع أن تسقط بين ليلة وضحاها.

وقبيل المخرج المؤدي الى المسجد وبعد الغرفة المخصصة لتجهيز الشاي والقهوة، يجب أن تكون حريصا كي لا تسقط في البالوعة التي غُطيت بالخشب.

أما إذا صعدت على السلم الطابوقي من جهة المسجد والعيادة الطبية، فستجد جهة اليمين مقاعد جلدية شبيهة بتلك التي توجد في الدور السفلي، إلا أنها أقل عدداً واتساخاً، إذ إن العوامل الطبيعية لها دور كبير في نظافتها النسبية، وعلى اليسار يجذب الانتباه باب قديم مفتوح نصفه، وترى كثيرا من الأمور العجيبة داخله، حيث يضم نحو 3 غرف كبيرة تجمع فيها غبار السنين الماضية... ووثائق عفا عليها الزمن تحمل أسماء وصور أشخاص ملقاة على الأرض، وفي الممر اتخذت الكراسي المكسَّرة من الطاولات مقعداً لها، بينما تسلقت القاذورات جدار الغرفة الداخلية التي حوت "مكيفاً" باليا.

وتتميز "مرور الأحمدي" بطغيان الجانب الاجتماعي على الجانب المهني، فليس من المناظر الغريبة أو المستنكرة هناك أن يترك موظف مكتبه "ويصطفلوا المراجعين" من أجل انهاء معاملة قريب أو صديق!

back to top