البريد العام: 
ماذا تفعل مع الاحباط؟

نشر في 27-08-2010
آخر تحديث 27-08-2010 | 00:00
 أ. د. فيصل الشريفي ما يحصل في مؤسساتنا الحكومية كفيل بإصابة الغالبية العظمى من المواطنين بإحباط وظيفي يحتار فيه الأطباء لما وصل به الحال، فالحكومة تخرج دراسة تثبت فيها أوجه الفساد، وتقر بالفساد الإداري والمالي دون أن تحرك ساكناً لوقف العبث الحاصل بين أضلعها من تجاوزات تنوء بها الجبال.

تعريف الإحباط: هو حالة من التأزم النفسي تنشأ عن مواجهة الفرد لعائق يحول دون إشباع دافع، أو حاجة ملحة، أو تحقيق هدف محدد... والإحباط يحدث للجماعة كما يحدث للفرد.

وكي تكون المقدمة ذات معنى إليكم ما ذكره جهاز متابعة الأداء الحكومي الذي رفع تقريره إلى مجلس الوزراء متضمناً أسباب الفساد الحكومي: «إخفاء معلومات... استغلال المناصب... الواسطة وغياب العدالة... التلاعب في الميزانيات»، ثم لنبحث عن علاقة الفساد بذلك المرض.

المعلومات التي ذكرها الجهاز لها قيمة كبيرة رغم عدم تضمنها وقائع محدده تساهم متخذي القرار في مواجهة المفسدين، كما عابها عدم تسمية المخالفين، بل اكتفي بوصفهم, كما أن التقرير لم يتضمن التوصيات والإجراءات اللازم اتخاذها لمكافحة الفساد، خصوصاً بعدما أقرّت الدراسة بوجود بطء شديد في تنفيذ سياسات الإصلاح.

حالة الإحباط الوظيفي ظاهرة تستحق الدراسة لأن بعضاً ممن يعانيها هم أولئك الفئة التي تحمل راية الإصلاح لكونهم أضحوا الصوت المعارض، بل الصوت النشاز في مؤسسات توغلت فيها مافيا الفساد، وهؤلاء يعانون الأمرَّين، فإن صعّدوا الموضوع للمسؤولين وجدوا أذاناً مصغية في بادئ الأمر(حاجة في نفس يعقوب) لمعرفة حجم المعلومات التي يمتلكها الموظف، وبعدها تدور عليهم الدوائر... أما إذا نقلوا الأمر إلى نواب الأمة، فلن يختلف الحال إلا في استغلال المعلومة للمساومة ولمزيد من الفساد على غرار «مش لي وأسكت عنك», فبالله عليكم هل بعد هذا الإحباط إحباط؟

ما يحصل في مؤسساتنا الحكومية كفيل بإصابة الغالبية العظمى من المواطنين بإحباط وظيفي يحتار فيه الأطباء لما وصل به الحال، فالحكومة تخرج دراسة تثبت فيها أوجه الفساد، وتقر بالفساد الإداري والمالي دون أن تحرك ساكناً لوقف العبث الحاصل بين أضلعها من تجاوزات تنوء بها الجبال، خصوصا في فترة خطة التنمية التي يسيل لها اللعاب, فكيف يستقيم الحال مع ما ذكره التقرير؟

على العموم نصيحة لكل مخلص محب للكويت وطنه أن يتذكر قوله تعالى: «وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97 ) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ»- (سوره الحجر)، ليعرف ويتعرف على الفرق بين حالة الإحباط وحالة الضيق والتي تعتبر طبيعية يمر بها المؤمن ليستعيد نشاطه ويثبت على الحق ولا ييأس من وجود دائرة المفسدين، فهم سيطفون كالبيض الفاسد على عكس الشجرة الصالحة جذورها ثابتة وفرعها في السماء.

ودمتم سالمين.

back to top