سورية: العلاقات مع الكويت تتطور في اتجاه واحد نحو الأمام

نشر في 05-12-2010 | 00:01
آخر تحديث 05-12-2010 | 00:01
المقداد: مؤتمر المانحين والمستثمرين للشرق السوداني ناجح بكل المقاييس
أكد نائب وزير الخارجية السوري د. فيصل المقداد تطور العلاقات بين  الكويت وسورية، معبرا عن مدى تميز تلك العلاقات ومتانتها.

أكد نائب وزير الخارجية السوري د. فيصل المقداد أن العلاقات بين بلاده والكويت متينة ومتميزة، وتتطور في اتجاه واحد نحو الأمام.

وأوضح المقداد في تصريح صحافي على هامش حفل العشاء الذي أقامه السفير السوري بسام عبدالمجيد في منزله بحضور مدير إدارة الوطن العربي في وزارة الخارجية الكويتية جاسم المبارك، والقنصل السوري أحمد دياب، والمحلق الإعلامي في السفارة فراس الشنتة، ولفيف من رجال الأعمال السوريين وبعض أعضاء الجالية السورية في الكويت، أوضح أن هناك فرصا هائلة لتطوير العلاقات بين البلدين مستقبلا، وقال: "تخليدا للعلاقة التي ربطت بين القائدين الراحلين في سورية والكويت فإن هنالك مشاريع استثمارية، ومشاريع خدمية سيتم تنفيذها من قبل الحكومة الكويتية خلال المرحلة القريبة القادمة".

وقال: "نحن نجتمع قبيل الاحتفال بالذكري الخمسين لاستقلال دولة الكويت، وبالذكرى العشرين للتحرير، ونحن سعداء بهاتين المناسبتين فنحن كسوريين جزء من الاستقلال وجزء من التحرير أيضا"، متمنيا للشعب الكويتي كل التوفيق والنجاح والازدهار بقيادة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد.

وأعرب المقداد عن ارتياحه لوضع السوريين الذين يعيشون في وطنهم الثاني الكويت، مشيرا الى انه يناقش باستمرار أفضل السبل لكي لا يشعر هؤلاء بالغربة وكي يساهموا بهذه النهضة العظيمة في الكويت، وقال: "عندما نرى أي إنجاز بناء جميل يخدم أي شعب عربي وخاصة الكويت التي هي الأقرب للقلب، أشعر كأنه في سورية وهذه القناعة يعرفها كل كويتي، لأن الكويت قدمت الكثير لأمتنا العربية عموما، ولم يكن تضامن العرب عندما وقعت الكويت في المحنة، إلا دليلا على هذه المحبة الصادقة والنابعة من القلب".

وعرج على مؤتمر المانحين والمستثمرين للشرق السوداني، وقال ان المؤتمر الذي انعقد في الكويت كان ناجحا بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، والدعم الذي قدمته الكويت والتبرع الذي جادت به للحفاظ على وحدة أرض وشعب السودان الشقيق، تنعكس معانيه من خلال الدعم الذي تقدمه الكويت بلا حدود لكل الأقطار العربية التي تحتاج الى المساعدة، لافتا الى ان التبرعات التي تقدمت بها الدول والمنظمات وصلت إلى نحو 3.5 مليارات دولار، وهذا يعني مساهمة حقيقية من قبل الدول العربية والمنظمات الاجتماعية والخيرية وغير الحكومية من أجل وضع السودان على الطريق الصحيح، وبين أنّ وجوده مع الوفد المرافق إنّما هو بسبب المشاركة في فعالية نظمتها الكويت في إطار التضامن مع الشعب السوداني وفي ظل المسؤوليات الكبيرة التي تتحملها دولة الكويت تجاه أشقائها العرب.

وحول الوضع السياسي في المنطقة، قال المقداد أطمئنكم بأن سورية بلد تجاوز كل المحن، وأضاف: "كلنا يعرف حجم هذا التآمر وأبعاده منذ اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري الذي كان صديقا لسورية، كما أن المعروف أن سورية ساهمت بكل ما تملك من أجل أن يقود لبنان بشكل صحيح، وفي كل مرة كان يتعرض لمشاكل داخلية، كانت تهرع سورية إلى مساعدته، لافتا الى ان الإسرائيليين يعرفون أنه لا يمكن إثارة مشكلة كبيرة لسورية والعرب، وأشار الى أن جميع المذكرات التي تنشر حاليا في فرنسا تشير إلى هذه المؤامرة وكيف حيكت والمذكرات التي نشرت في البيت الأبيض، وحاليا تسريبات "ويكيليكس" تشير إلى أننا كنا دقيقين في تحليلاتنا.

وعن المحكمة الدولية وما يثار حولها قال المقداد: "نحن حقيقة نريد للبنان أن يكون آمنا ومستقرا"، وأضاف أن الاتهام الظني يعني الشك في فرد أو مجموعة، وهذا الشك قد يستمر عشر سنوات، ولكن هل يتحمل لبنان ساعة شك واحدة؟ إن لبنان ونتيجة التركيبة الداخلية فيه لا يتحمل ساعة شك، ونحن واقعيون والبعض يقول لننتظر قرار المحكمة، فهل يمكن لعاقل أن ينتظر الحريق الذي يعرف أنه سيأتي ولا يجهز نفسه بأوعية الماء لإطفاء هذا الحريق؟

وأكد أن سورية لن تتدخل في لبنان لصالح أي طرف كان على حساب طرف آخر لتقديم تنازلات، لافتا الى ان اللبنانين مسؤولون عن وطنهم وعن بلدهم، وأصبحوا واعين.

وعلى الصعيد العراقي، ذكر المقداد أن الأوضاع شهدت تطورات جيدة بعد ثمانية أشهر من الاضطرابات، وبعد الانتخابات الأخيرة، وكنا في سورية نتوقع منذ الانتخابات البلدية قبل النيابية أن تؤثر هذه الانتخابات على وضع العراق إيجابيا، مشيرا الى ان الطائفية والمذهبية تراجعت في الانتخابات البلدية وإلى حد كبير في الانتخابات النيابية، لكن البعض يبدو من خلال مصالحه متمسكا بهذه الاشياء، ونحن لسنا قلقين من هذا الجانب، والمهم أن يسير العراق في اتجاه استقراره.

 وأضاف: "منذ أن احتلت الولايات المتحدة العراق حددت سورية خمس رؤى تمثل الاستراتيجية السورية تجاه أشقائها في العراق، وهي ما زالت صالحة حتى اليوم، وهذا لا يعني أي تدخل في شؤون العراق، فنحن نريد للعراق أن يعود للقيام بدوره ومهامه الوطنية الملقاة على عاتقه، وهي الوجه العربي للعراق، ومغادرة قوات الاحتلال العراق، ومصالحة وطنية تشمل جميع أطياف الشعب العراقي، وحكومة وطنية تمثل جميع القوى التي فازت في الانتخابات"، وبين أن الأهداف مازالت قائمة، وهي رؤى استراتيجية لسورية أو لنعتبرها نصيحة لإخواننا في العراق ليعود إلى لعب دوره الوطني والقومي بعيدا عن الإضرار بالأشقاء والاصدقاء.

وعن التنمية في سورية، ذكر أنها تسير بشكل متصاعد، وفي كل يوم يتغير أفق سورية، مشيرا الى ان هناك مزيدا من العمران والتقدم والمزيد من الإنجازات الاقتصادية والاجتماعية.

 وأضاف "الإراداة صلبة والمتابعة حثيثة من قبل الرئيس بشار الأسد لأوضاع الشعب السوري، ولعلاقات سورية العربية والدولية ضمانة حقيقية لسورية لكي تنتقل إلى عالم جديد وإلى ترسيخ دورها العربي والإقليمي والدولي".

back to top