مسلسل واحد وإخراج مشترك... تقليد للغرب أم ضرورة دراميّة؟

نشر في 25-05-2011 | 00:00
آخر تحديث 25-05-2011 | 00:00
ظاهرة غير مألوفة بدأت تشقّ طريقها بقوة في الدراما المصرية وهي مشاركة أكثر من مخرج في تنفيذ مسلسل واحد. هل هذه الظاهرة ضرورة درامية أم تقليد للمسلسلات الأجنبية التي تعتمد في غالبيتها هذا الأسلوب الإخراجي؟ إلى أي مدى يتأثر إيقاع المسلسل بهذا الكمّ من المخرجين؟

يوضح المخرج والمنتج عمرو قورة (شارك المخرج هاني خليفة في إخراج مسلسل «الجامعة») أن فكرة مشاركة أكثر من مخرج في مسلسل واحد منتشرة في المسلسلات الأميركية، وهي تصل إلينا تدريجاً، على غرار ما حدث في ورش السيناريو التي انتقلت إلينا بالتبعية.

يضيف قورة: «لا يؤثر تعدّد المخرجين في المسلسل الواحد على صورته النهائية، لأن التصوير يتمّ بعد الاتفاق على الرؤية الإخراجية وطريقة تنفيذ التفاصيل»، لافتاً إلى استحالة أن يلاحظ غير المتخصّص في الدراما الفرق.

يشير قورة إلى أنه عمل في «الجامعة» وفقاً للرؤية الإخراجية التي وضعها هاني خليفة، إذ أخرج خمس حلقات من بين 15 حلقة، وأن مشاركته في الإخراج اتُّفق عليها أثناء التحضيرات كون المسلسل يحتاج إلى مجهود كبير.

يؤكد قورة أنه على رغم قلة عدد الحلقات، إلا أن التحضير للمسلسل استغرق عامين وتطلّب التصوير وقتاً طويلاً، نظراً إلى دقة كل مشهد فيه.

يثني قورة على هذه التجربة «لأنها تكسر الملل الذي يصيب الممثلين، في حال طالت فترة التصوير» على حدّ تعبيره.

أما عن الربط بين تلك الظاهرة ومسألة ضغط الكلفة الإنتاجية، فيؤكد قورة أن ضغط التكاليف ليس هدفاً في حدّ ذاته، بالإضافة إلى أن فروق الكلفة في تلك الحالة لا تقتصر على الفارق الزمني القليل لإنجاز مهمة التصوير.

أمر إيجابي

يؤكد المخرج أحمد صالح (شارك في إخراج مسلسل «لحظات حرجة» مع المخرج عمرو عرفة) أن طبيعة «لحظات حرجة» التي تعتمد على فريق عمل ضخم، من فنانين وتقنيين، والتصوير لفترات طويلة ترجّح مشاركة أكثر من مخرج فيه، لافتاً إلى أن الممثلين يعتبرون هذا الأمر إيجابياً.

يضيف صالح أنه نفذ الرؤية الإخراجية التي وضعها المخرج شريف عرفة في الحلقات التي شارك في إخراجها، «لا مشكلة في ذلك لأن الأعمال الضخمة تحتاج إلى أكثر من مخرج لتصوير الأحداث».

يوضح صالح أن طبيعة المسلسل تؤدي دوراً في الترويج لتلك الظاهرة، خصوصاً إذا كان التصوير يتمّ ضمن ديكور واحد، في هذه الحالة تكون لكل لمخرج حلقات محدّدة يضطلع بمهمة إخراجها.

ترى الفنانة درة (تشارك في بطولة «لحظات حرجة») أن توزيع الإخراج بين عرفة وصالح أضاف تميزاً إلى العمل وكسر روتين التصوير لا سيما مع الاستمرار في تصوير جزئين من المسلسل.

ضيق الوقت

كانت لمسلسل «ملكة في المنفى» (عُرض على شاشة رمضان الماضي) تجربة إخراج ثنائية مع المخرجين وائل فهمي عبد الحميد ومحمد زهير، إلا أن فهمي يرفض مصطلح وجود مخرجَين للعمل، مؤكداً ضرورة أن يتولى مخرج واحد المهمة.

يشير فهمي إلى أنه يستعين أحياناً، لضيق الوقت والارتباط بموعد العرض، بمساعد مخرج ينفّذ مشاهد معينة وفقاً لرؤيته هو، موضحاً أنه في هذه الحالة لا يمكن اعتبار أن مخرجَين نفذا الإخراج بل مخرج واحد عاونه فريق عمل.

بدوره، يربط المخرج محمد ياسين مشاركة أكثر من مخرج في المسلسل بطبيعة القصة، موضحاً أن الرؤية الإخراجية لا بد من أن تُرسم بالتوافق قبل بدء التصوير لينطلق المسلسل ضمن إطار محدد.

عن تجربته في مسلسل «الجماعة»، يقول ياسين: «لا يمكن اعتباره عملاً لأكثر من مخرج، إذ صوَّرتُ 98 في المئة من الأحداث»، مشيراً إلى أن مساعدة زملاء له في تصوير المشاهد في الحلقات الأخيرة جاءت بسبب ضيق الوقت واستمرار تصوير الحلقات يوماً بيوم.

تجربة جيّدة

تعتبر الناقدة ماجدة خير الله أن مشاركة أكثر من مخرج أمر جيد في المسلسلات ذات الحلقات الطويلة والممتدة إلى أجزاء، مشيدة في هذا السياق بمسلسل «لحظات حرجة»، الذي لم يلاحظ الجمهور أن مخرجَين نفذاه، عكس مسلسل «ملكة في المنفى» الذي ظهر فيه أن ثمة أزمة في الإخراج.

تشير خير الله إلى أن هذه التجربة منتشرة في المسلسلات الأجنبية منذ فترة طويلة وأثبتت نجاحها، «إلا أن البعض في الدراما المصرية يطبّق هذه الظاهرة بشكل يؤدي إلى نتائج عكسية، ذلك أن الإخراج المشترك يسبّب خلافات بين الفنانين».

تضيف خير الله أن دخول مخرج إلى مسلسل من دون أن تكون لديه فكرة كافية عن التفاصيل ودراية بأسلوب العمل، يؤثر سلباً على المسلسل لا سيما إذا كان الهدف الإيفاء بالتزام العرض في موعد معين.

back to top