كلمة راس: من يمولهم؟

نشر في 03-10-2010
آخر تحديث 03-10-2010 | 00:00
 شريدة المعوشرجي عدل من جلسته وتوجه إليّ وقد بدا الانفعال على قسمات وجهه.

هل تعتقد أن الحكومة مهتمة بقطاع الشباب؟ هل هذه القضية أولوية من أولوياتها؟

شعرت أن وراء هذا السؤال دوافع وأسباباً فأنا أعرف صحابي جيداً، إنه يمهد لفتح نقاش قد استعد له... إنه من الطراز الذي لا يلقي الكلام على عواهنه، فهو ليس من الذين يتكلمون بكل ما يسمعون... لابد أنه قد تجمعت لديه بعض القرائن، واستقرت قناعته، ويريد أن يستدرجني إلى نقاش حول موضوع لم أجهز نفسي للحديث عنه... إنه لا يريد جوابا، فالإجابة في رأسه... سؤاله مجرد فتح باب لكي يدلي برأيه أو يطرح ما تجمع لديه من أخبار تصلح للإجابة عن ذلك السؤال.

دارت تلك الأفكار برأسي بسرعة وأنا أنظر إلى بريق عينيه، وهما تنتظران إجابتي... لن أجيب بنعم أو لا فقد يفاجئني بأدلة لا تحتمل التأويل... قررت أن أستخدم أسلوبه في الاستدراج، فقلت وأنا أبحث سريعاً عن المفردات التي ستساعدني على دفعه إلى إظهار ما يخفي في صدره: المفروض أن كل حكومة في العالم تحرص على أن يكون الشباب في أعلى سلم أولوياتها، وأن تشمل خططها مشاريع تنمي قدرات هذا القطاع وتحتوي نشاطاته، فالشباب هم طاقة حاضرها وذخيرة مستقبلها. تبسم بطريقة كشفت لي أنه عرف مقصدي... لا بأس فالمهم أن يكشف ما عنده... قال: ابنتي دخلت الجامعة هذا العام، وحال وصولها إلى الجامعة للتسجيل تسابقت إليها مندوبات قوائم الطلبة وساعدنها في تسجيل المواد، وهذا قد يكون مقبولاً إلى حد ما فالمفترض أن يقوم بذلك موظف التسجيل، ثم أخذن رقم هاتفها النقال وعنوان البيت، وبعد يومين أو ثلاثة وصلتها جميع الكتب الدراسية إلى بيتنا مجاناً برسم التوصيل، ثم بدأت تنهال عليها الاتصالات من القوائم الطلابية المتنافسة... غداء في المطعم الفلاني للتعارف، واجتماع في صالة الاحتفالات الفلانية... تصور معي عدد الطلبة المستجدين... تُحجز لهم قاعات الفنادق، وصالات المطاعم الفخمة فقط للتعارف وعلى حساب القائمة الطلابية... ألم يتساءل المسؤولون، وأنا على يقين بعلمهم بتلك النشاطات... من أين للطلبة تلك المبالغ التي تُستخدم لتغطية تلك النشاطات؟

كيف يكون هناك اهتمام حكومي بالشباب وهم يسلمونهم لممولين من خارج الجامعة يوجهونهم ويستغلونهم لأغراض أقل ما يمكن أن نقول عنها إنها غير دراسية ولا تمت إلى العملية التعليمية بأي صلة؟!... انقطع الحديث بيننا لدخول مجموعة من رواد الديوانية فاستأذن دون أن يكمل حديثه الذي أحببت أن انقله كما تم إلى القارئ الكريم والمسؤولين في الجامعة والحكومة، فقد نجد الرد الشافي عندهم.

back to top