حطيت الأجرب

نشر في 01-04-2011 | 00:00
آخر تحديث 01-04-2011 | 00:00
وجه الامام تركي بن عبدالله آل سعود هذه القصيدة لابن اخته مشاري بن عبدالرحمن آل سعود سنة 1225هـ، بعد ورود رسالة من الاخير يشكو له حياة الاسر التي يعيشها في مصر، ونجد ان الامام تركي يخاطب مشاري بصفة ابن العم لعلاقة النسب بينهما، وذلك بعد استعادة الامام تركي لحكم نجد من ايدي الحملة المصرية، وكتب هذه القصيدة يعتب على مشاري بقاءه اسيرا في مصر، ويدعوه لمحاولة الخروج من مصر والعودة الى نجد. والمحزن في الامر ان مشاري المخاطب في هذه القصيدة قام بعد عودته بتدبير اغتيال خاله الامام تركي سنة 1249هـ.
طار الكرى عن موق عيني وفرّا

قزيت من نومي طري لي طواري

وابديت من جاش الحشا ما تدرّا

واسهرت من حولي بكثر الهذاري

خطٍّ لفاني زاد قلبي بحرّا

من شاكيٍ ضيم النيا والعزاري

سر ياقلم واكتب على ماتورّا

أزكي سلامٍ لابن عمي (مشاري)

شيّخٍ على درب الشجاعة مضرّا

من لابةٍ يوم الملاقى ضواري

يا ما سهرنا حاكمٍ ما يطرّا

واليوم دنيا ضاع فيها افتكاري

أشكي لمن يبكي له الجود طرّا

ضرّاب هامات العدى ما يداري

يا حيف يا خطو الشجاع المضرّا

في (مصر) مملوكٍ لحمر العتاري

من الزاد غادٍ له سنامٍ وسرّا

من الذل شبعانٍ ومن العز عاري

وش عاد لوتلبس حريرٍ يجرّا

ومتوّجٍ تاج الذهب بالزراري

دنياك يا بن العم هذي مغرّا

ولاخير في دنيا تورّي النكاري

تسقيك حلوٍ ثم تسقيك مرّا

ولذاتها بين البرايا عواري

إكفخ بجنحان السعد لا تـدرّا

فالعمر ما ياقاه كثر المداري

ما في يد المخلوق نفعٍ وضرّا

ما قدر الباري على العبد جاري

وإسلم وسلم لي على من تورّا

واذكر لهم حالي وما كان جاري

إن سايلوا عني فحالي تسرّا

(قبقب) شراع العز لو كنت داري

يوم ان كلٍ من خويه تبرّا

حطيت (الأجرب) لي خويٍّ مباري

نعم الرفيق إليا سطا ثم جرّا

يودع مناعير النشامى حباري

رميت عني برقع الذل برّا

ولا خير في من لا يدوس المحاري

يبقى الفخر وأنا بقبري معرّا

وأفعال (تركي) مثل شمس النهاري

أحصنت نجد عقب ما هي تطرّا

مصيونةٍ عن حرّ لفح المذاري

ونزلتها غصبٍ بخيرٍ وشرّا

وجمعت شملٍ بالقرايا وقاري

والشرع فيها قد مشى واستمرّا

ويقرا بنا درس الضحى كل قاري

زال الهوى والغيّ عنها وفرّا

ويقضي بها القاضي بليا (مصاري)

وإن سلت عمن قال لي لا تزرّا

نجدٍ غدت بابٍ بليا اسواري

ومن امّن الجاني كفى ما تحرّا

وتازي حريمه بالقرايا وقاري

واجهدت في طلب العلا لين قرّا

وطاب الكرى مع لابسات الخزاري

من غاص غبات البحر جاب درّا

ويحمد مصابيح السرى كل ساري

وأنا احمد اللي جاب لي ما تحرّا

واذهب غبار الذل عني وطاري

والعمر ما يزداد مثقال ذرّا

عمر الفتى والرزق في كف باري

وصلاه ربي عدّ ما خطّ قرّا

على النبي ما طاف بالبيت عاري

back to top