منسِّقة الحفلات شيرين مختار: هدفي تحقيق حلم العروسين في ليلة العمر

نشر في 05-02-2011 | 00:00
آخر تحديث 05-02-2011 | 00:00
بدأت مهنة تنسيق الحفلات تشقّ طريقها في العالم العربي منذ سنوات، وهي ترتبط بحفلات الخطوبة والزفاف لتحقيق حلم العروسين في عيش «يوم العمر» على طريقة «ألف ليلة وليلة» من دون أخطاء أو مفاجآت غير سارة.

في حوار مع «الجريدة»، تتحدّث منسّقة الحفلات شيرين مختار عن المتعة التي تشعر بها أثناء أداء هذه المهنة لأنها تعتمد على إسعاد الآخرين، وعن تجربتها في هذا المجال.

من أين كانت البداية؟

من عملي كسكرتيرة في قسم الأغذية والمشروبات في إحدى الشركات الكبرى، من ثم انتقلت إلى تنسيق الحفلات الذي استهواني كثيراً، ذلك أن قسم الأغذية والمشروبات مسؤولٌ عن تنظيم المؤتمرات والحفلات من بينها الخطوبة والزفاف ومتخصّص بتجهيز الموائد وترتيبها وتنسيق منظرها العام لإعداد المناسبات المختلفة، ويشمل ذلك أدقّ التفاصيل مثل مراعاة المسافة بين الطاولات وبين المدعوين، اختيار القاعة الملائمة وتنسيق أثاثها من ستائر وشراشف طاولات وأزهار على كل مائدة وطريقة توزيع الأطعمة المقدّمة وتوافقها مع ذوق المدعوين.

كيف تقيّمين تجربتك في هذا العمل؟ 

إسعاد الآخرين متعة بالنسبة إلي لا تقدّر بثمن، لا سيما عند تحقيق ما يحلم به العروسان في ليلة العمر.

هل ثمة اختصاص في مجال تنسيق الحفلات؟ 

هو قريب من الفنون التطبيقية والفنون الجميلة وله دراسة تكميلية لكن خارج مصر ويتعلّق بإتيكيت وبروتوكول الحفلات والمؤتمرات بشكل خاص، وعلى المنسّق أن يكون على دراية كاملة بهما.

ما دور الهواية في هذا المجال؟ 

الممارسة على أيدي خبراء متخصصين هي الأهم ولا يمكن الاعتماد على الهواية فحسب. بالنسبة إلي، تعلمت هذه القواعد ومارستها بتفاصيلها على أيدي خبراء أجانب.

ما أبرز أنواع الزفات؟ 

الدمياطي والنوبي واللبناني وزفة الخيول وزفة الهودج، الزفة بالسيارت القديمة والزفة الملوكية بالطرابيش وأجواء الأربعينيات والخمسينيات.

هل يمكن جمع أفكار عدة في زفة واحدة؟ 

طبعاً. الزفّة هي أجمل لحظات العمر قبل دخول القفص الذهبي وطقس احتفالي قد يتحدّث بلغات العالم وذلك حسب رغبة العروسين واختيارهما سواء الزفة المصرية أو اللبنانية أو التحليق ببساط الريح على طريقة ألف ليلة وليلة. سبق أن نفذت زفة مزجت فيها بين الأجواء البدوية والصعيدية وبين اللبناني والمصري فتبلورت رقصات لتظهر بصورة فنية رائعة.

كيف تنسّقين حفلة الزفاف؟ 

أبدأ بوضع مخطّط دقيق لكل تفصيل صغير أو كبير لتصميمه على أرض الواقع بعد اختيار المكان الذي يتحدّد مباشرة عند عقد جلسات مع العروسين والأخذ في الاعتبار الذوق الخاص بهما وأفكارهما وتطلعاتهما لحفلة الزفاف. أما باقي الجلسات فتُعقد لاختيار الزهور والفرقة الموسيقية والأطعمة والمشروبات التي ستقدّم للمدعوين. يساعدني هذا المخطط على ابتكار أفكار جديدة ويسهّل عليّ تنفيذها بشكل صحيح.

هل تنصاعين لأفكار العروسين؟ 

ليس بشكل كلّي، فقد لا تنسجم أفكارهما مع طبيعة القاعة أحياناً، وقد يجلب العروسان صورة تصميم معين فأعمل على تطويره وإجراء اللازم ليتلاءم مع المكان.

هل ينتهي دور العروسين بعد آخر جلسة تُعقد معهما؟ 

ينتهي دور العريس بشكل محدود فيما أرافق العروس حتى يوم الزفاف، فأختار معها فستان الزفاف وتسريحة الشعر والماكياج وباقة الزهور التي تمسكها بيدها.

لماذا الاهتمام بهذه التفاصيل كلّها؟ 

لأن لكل حفلة زفاف أسساً لا بد من أن تتماشى مع بعضها، فلحفلات الزفاف المفتوحة (open air) مثلاً قواعد يجب أن تراعيها العروس عند اختيار إطلالتها وهي تختلف بالطبع عن الحفلة التقليدية في قاعة مغلقة. إذاً، يفرض المكان إطلالة خاصة به وهذا ما يتم تنسيقه بيني وبين العروس خطوة خطوة.

حدّثينا عن فكرة الكليب الذي تقدّمينه في حفلات الزفاف. 

يجمع العروسين معاً في مشاهد مختلفة، نصوّره قبل موعد الزفاف بفترة كافية ويُعرض في مستهلّ الحفلة، تعبّر كل فكرة فيه عن شخصية العروسين وأستوحيها من السؤال الأول الذي أطرحه عليهما: «ما أفضل أغنية بالنسبة إليكما؟». كذلك، قد أستوحي أفكاراً أخرى من خلال تعاملهما مع بعضهما.

أفضّل تقديم فكرة الكليب في حفلات الزفاف الهادئة وهذا ما يطلبه العروسان كي لا تنحصر الحفلة بالرقص.

هل تخاطب الأفكار التي تقدمينها الطبقة المخملية فحسب؟ 

الفرح هو أساس أي حفلة زفاف، لكن لا يعني ذلك دفع أموال طائلة، بل أستطيع أن أقدم للعروسين أفكاراً جديدة وجميلة في حدود إمكاناتهما.

هل يختلف تنسيق حفلات الخطوبة عن الزفاف؟ 

تتميز حفلات الخطوبة بالبساطة كعامل إبهار بعيداً عن التكلّف، بداية من الكوشة إلى فستان العروس. عموماً، أفضّل الحفلات في قاعة مفتوحة لأنها تمنحني مساحة أكبر للإبداع حول طريقة دخول العروس عن طريق الهواء (على جهاز كرين) أو دخول العروسين بزفّة الخيول وإطلاق الألعاب النارية وغيرهما من الطرق المبتكرة.

هل تحضرين حفلات الزفاف التي تنسّقينها؟ 

بالطبع، لأن حضوري يُشعر العروسين بالاطمئنان، خصوصاً العروس، كوني مسؤولة عن كل صغيرة وكبيرة في الحفلة، لذا لا أقبل تنسيق أكثر من حفلة في اليوم نفسه.

وما أغرب المواقف التي واجهتكِ في حفلات الزفاف؟ 

صودف في إحدى المرات أن هبّت عواصف رملية في موعد حفلة زفاف كان مقرراً أن تجري في الهواء الطلق، فما كان مني إلا أن جهّزت بسرعة قاعة مقفلة لتستقبل العروسين والضيوف، من هنا أيقنت أن حفلات الزفاف المفتوحة لا يمكن أن تقام في أي وقت من السنة. موقف آخر حدث عندما تمزّق فستان العروس أثناء نزولها من السيارة فعالجت الأمر بسرعة لأنني أحمل في حقيبتي أدوات الخياطة.

هل نالت مهنة منسّق الحفلات حقّها في مصر؟ 

لم تنل حقها مقارنة بالخارج، لكن لا نستطيع إنكار أنها بدأت تضع قدميها في مصر والدول العربية.

back to top