ينطلق معرضه في فا غاليري الأحد المقبل محمود المغربي: لوحاتي تجمع بين الـ بوب آرت والملصق
في معرض فني فردي يحتضنه «فا غاليري»، يقدِّم الفنان المصري محمود المغربي يوم الأحد المقبل حصيلة ثلاث سنوات من البحث، مستعرضاً مجموعة من البورتريهات المطبوعة بتقنية الحفر على النحاس، بعضها لشخصيات من العالم العربي والبعض الآخر لوجوه من الغرب، أثَّرت فينا وانطبعت في ذاكرتنا. يحمل المعرض عنوان «خلف الشاشة» ويجمع بين فن الـ{بوب آرت» كما يقول المغربي وفن «الملصق»، إلا أن التصرّف بخصوصية والجمع بعفوية بين هذين الأسلوبين يعطي لكل عمل هويّته التي تحمل بصمة الفنان وروحه. يقام المعرض تحت رعاية السفير المصري في الكويت طاهر فرحات.المغربي تحدّث إلى «الجريدة» عن فكرة المعرض وتجربته والتقنيّة التي قدّم من خلالها هذه البورتريهات.
هل تعتقد بأن فن البورتريه ما زال محافظاً على خصوصيته وقبوله لدى متذوّقي الفن؟طالما شكَّل فن البورتريه جانباً أساسياً من جوانب تاريخ الفنون المعاصرة والقديمة، ولعل أقرب مثال لدى المتلقي العادي لهذا الفن لوحة «الموناليزا» التي نفّذها الرسام العالمي ليوناردو دافنتشي في عصر النهضة.عموماً، مرّ هذا النوع من التشكيل بمراحل عدة جسّد الأميركي آندي وارهول شكلاً مهماً من أشكالها، ما يؤكد أصالة هذا الفن وقدرته على التحوّل والتغيّر واحتفاظه بخصوصيته وقدرته على حمل مضامين نفسية واجتماعية وسياسية كثيرة.أما في ما يتعلّق بجانب قبوله لدى الجمهور، فأعتقد أن هذا الأمر لا خلاف عليه كون المرء ينزع فطرياً إلى مشاهدة صورته وصورة من يحب، أو صورة كل من يُشكّل بالنسبة إليه مثالاً.ماذا عن البورتريهات التي ستقدّمها في معرضك المقبل، ومن هي أبرز الشخصيات التي اشتغلت عليها؟أقدِّم مجموعة من البورتريهات كنت قد عرضتها سابقاً في غاليريهات مهمة مثل «المسار» في مصر و{البارح» في البحرين، أعود اليوم لتقديمها برؤية أخرى، وتساعدني في ذلك خاصية الحفر التي تسمح بتقديم نسخ عدة بلونية جديدة وتأليف مختلف.في المعرض أيضاً، مجموعة أخرى من البورتريهات لم تُعرض سابقاً، أنجزت بعضاً منها العام الماضي وبعضها الآخر هذا العام. شخصياتي معروفة ومحبوبة أو شكّلت جدلاً كبيراً في القرن الواحد والعشرين، كوني ابتعدت عن الشخصيات البارزة اليوم. من هذه الوجوه أذكر مثلاً أم كلثوم، عبد الحليم، فيروز، جمال عبد الناصر وغيرهم.هل من صلة بين هذه الأسماء؟ نوعاً ما، لكن ليس بالضرورة. مثلاً، في مصر ارتبط بعض الوجوه الفنية بعلاقته الوثيقة بالسياسة، وشكّلت هذه العلاقة مادة دسمة للإعلام والرأي العام على حد سواء. الأمر نفسه في دول عربية وأجنبية أخرى، فثمة أيضاً بورتريه لمارلين مونرو وآخر لصوفيا لورين وآخرين. إضافة إلى أنني كنت حريصاً على حفر وطباعة وجوه شخصيات تعنيني شخصياً أو أثارت اهتمامي، وربما كانت مثالاً لي يوماً ما، وهي غالباً وجوه حُفرت داخلي قبل أن أحفرها.ماذا عن تقنيّة الحفر؟ بما تختلف عن غيرها من تقنيات الرسم والتلوين؟الحفر فن قائم بذاته، له تاريخه وجماليته وخصوصيته التي تغريني دائماً وتحرّضني على البحث الدائم فيه. راهناً، أعمل على رقائق النحاس وأطبعها بواسطة مكبس صنعته في الكويت. تتوافر طرق عدة للحفر، أحاول الجمع بينها لإغناء العمل بصرياً ولونياً. كذلك، أقدم كثيراً من الـ{مونوبرنت» أي النسخة الواحدة ليحظى كل عمل بحضوره الخاص.إلى ماذا تستند في عَنْونة معارضك، وما هو عنوان المعرض المقبل؟تربكني فكرة العنونة أحياناً، فأنا أخشى الرسائل الواضحة وأحب أن أترك المجال دائماً أمام المتلقي لإيجاد الإجابات وطرح الأسئلة، لكني أستجيب أحياناً لنداء خفي يمرر إلي مفردة أو عبارة فأجعلها عنواناً لمعرضي إذا ناسبت ما أقدمه.أما معرضي المقبل فعنوانه «خلف الشاشة»، ولكم حرية التفسير والتأويل.أخبرنا عن الغاليري الذي سيعرض تجربتك هذه.«فا غاليري» عبارة عن بيت قديم على شارع الخليج، أعيد ترميمه بطريقة مدروسة جداً وافتتح أبوابه لمتذوقي الفن وعشاقه منذ فترة قريبة، وأعتقد أنه سيكون علامة بارزة في المشهد التشكيلي المحلي.حقيقة، أنا سعيد جداً بأني سأكون بين الفنانين الأوائل الذين سيحتضن أعمالهم هذا الغاليري لما يحشد القيّمون عليه من جهود لإنجاحه، فمالكه البحريني إبراهيم القصاب أحد محبي ومقتني الفن في الكويت ويشكّل إصراره على تعزيز دور الفن في الكويت تحدياً حقيقياً، إضافة إلى أن اختياره الفنان اللبناني عبد الرزاق القادري لإدارة القاعة وانتقاء الفنانين والتعامل معهم يعزّز مكانة الغاليري المهيأ بشكل احترافي ومعاصر ويشعرنا بالطمأنينة والثقة كفنانين، وهذا أهم ما يصرّ عليه أي فنان عندما يبحث عن مكان لعرض أعماله.