وزنكِ... مثالي أثناء الحمل
لا شكّ في أنك تشعرين ببعض الانزعاج وتراودك تساؤلات عدة حين تكونين حاملاً، إذ يشكّل الوزن أحد المعايير التي لا يمكن التغاضي عنها في حياتك اليوميّة، خصوصاً في هذه الفترة الحساسة. يشغل هذا الموضوع بال معظم النساء. ويصعب عليك مع التقدّم في العمر الحفاظ على الوزن المثالي. فهل تراقبين وزنك أثناء الحمل أم أنك لا تولين الأمر الأهمية التي يستحقّها؟ من الطبيعي أن تكسبي كيلوغرامات إضافيّة خلال فترة الحمل. عموماً، يعتبر كسب حوالى 12 كيلوغراماً أمراً عادياً. الا أنّ عدد كبيراً من الحوامل يزداد وزنهنّ أكثر بكثير، فينعكس ذلك على طفلهنّ أو على أنفسهنّ. وفي بعض الحالات، يكسب بعض النساء كيلوغرمات قليلة، فيسهل عليهنّ التخلّص منها بعد الإنجاب.
يرتبط هذا الموضوع بوزن المرأة الأساسي، أي قبل فترة الحمل. وبفضل التطوّر الذي يشهده الطب وتقدّم وسائل منع الحمل، يجد الأطباء أنه من الأفضل أن تتمتّع المرأة بوزن طبيعيّ قبل أن تقدم على هذه الخطوة. إذاً، يكمن التحدّي في أن تبدأ المرأة هذه المرحلة الجديدة بظروف مناسبة لها ولجنينها. وكلما كانت متقدّمة في السن، كلّما شكّل الأمر صعوبة أكبر. فضلاً عن ذلك، يرتبط وزن الجنين بوزن المرأة و بمؤشر كتلة الجسم Body mass index: المقياس المتعارف عليه عالمياً لتمييز الوزن الزائد عن البدانة والنحافة والوزن المثالي. من هنا، باشري هذه التجربة على أسس قويّة وثابتة. لا تتردّدي في زيارة طبيب العائلة، فيجري لك فحصاً شاملاً، ويمكنك أن تطرحي عليه كلّ الأسئلة التي تقلق بالك بما في ذلك زيادة الوزن. وإذا كشف بداية داء السكري، سيطلب منك اتباع حمية غذائية خاصة لتتفادي أيّ مضاعفات خلال الحمل. إذا تراوح مؤشّر كتلة الجسم بين 18.5 و25، يكون المعدل طبيعياً وعلى المرأة في هذه الحالة كسب ما بين 12 و16 كيلوغراماًً خلال فترة الحمل، أما إذا تعدّى المؤشر الـ 25 يمكنها كسب 5 الى 8 كيلوغرامات إضافية.نقاط أساسيّةاستشيري الطبيب إذا كنت نباتيّة أو تستثنين بعض الطعام لأسباب شخصيّة، ذلك لتتأكدي من أن كلّ العوامل المغذية والضرورية متوافرة في طعامك حرصاً على أن ينمو الطفل بطريقة جيّدة. قد يهدّد بعض الحميات سلامة جنينك كالنظام الغذائي النباتي. فضلاً عن ذلك، إذا لم يمضِ على حملك السابق فترة طويلة، قد تحتاجين الى تناول حبوب حمض الفوليك طوال الأشهر الثلاثة الأولى.عمومًا، يجري لك الطبيب العام أو الطبيب النسائي، منذ الزيارة الأولى، فحصاً شاملاً وفحصاً للدم. كذلك من الضروري أن تقلعي عن التدخين ما أن تصبحي حاملاً، ما يساهم أيضاً في زيادة الوزن. ابدئي بالتأقلم مع هذا الوضع الجديد وتصرّفي بمسؤولية، ذلك بالتخلّي عن العادات القديمة المضرّة بطفلك. بعض القواعدلا يجب أن تتردّد المرأة الحامل في تناول ما يطيب لها من الأطعمة، لكن تتصف الرشاقة بأهمية كبرى بالنسبة الى صحتها وصحة جنينها. قد تعتقد بأن عليها زيادة كمية الطعام التي تستهلكها يومياً خلال فترة الحمل بغية مدّ جنينها بالغذاء اللازم، إلا أن هذا التفكير خاطئ تماماً، إذ يطلب اختصاصيو التغذية منها خلال هذه الفترة تحسين نوعية غذائها لا كميّته: فيجدر بها أكل مرتين أفضل وليس مرّتين أكثر، أي أن تعطي أهمية قصوى لنوعية طعامها وألا تزيد الكمية عشوائياً. قد تعجز الحامل عن السيطرة على شهيّتها، لا سيّما إذا كانت تتّبع سابقاً حمية غذائية، فيصعب عليها مقاومة الشوكولا والحلويات. لكن من المهم أن تتدارك في هذه الحالة، الأمر بسرعة وإلا قد تعاني أمراضاً كثيرة خلال الحمل وبعده. فانتبهي الى طعامك جيداً ليسهل عليك لاحقاً الحفاظ على قوامك. وزن المرأة الطبيعيّ وبنيتها عاملان مهمان. ولاحظ الباحثون أن النساء النحيفات كثيراً يكسبن وزناً أكثر خلال الحمل مقارنة مع الأخريات. فيعدّ كسب 12 كيلوغراماً طبيعياً إذا كنت حاملاً بطفل وكسب 15 الى 16 كيلوغراماً طبيعياً إذا كنت حاملاً بتوأم. يساهم ثلث الطعام الذي تتناولينه في نموّ الجنين ومحيطه: زيادة حجم المشيمة (عضو دائري مسطّح الشكل يتصل بالجنين عن طريق الحبل السري في الرحم) فضلاً عن نمو ملحوظ في الرحم والثديين. يؤمّن النظام الغذائي الصحي حاجات الأم خلال فترة الحمل. أكثري من أكل الخضار والفاكهة والأطعمة الغنيّة بالبروتينات. يكفي أن تتناولي ثلاث وجبات أساسيّة يومياً بالإضافة الى الفواكه. لا تتبعي أيّ حمية غذائية خلال الحمل إلا بعد استشارة الطبيب أو في حال أُصبت بداء السكري. وننصحك بتناول أنواع الأطعمة كافة، كي لا تعاني نقصاً في الفيتامينات أو في أيّ عوامل أساسية. قد يصف الطبيب أحياناً، بعض الفيتامينات الإضافية الغنيّة بالحديد، وهذا أمر شائع لدى النساء الحوامل لا سيّما إذا لم يمرّ وقت طويل على الحمل السابق، فيكون جسم المرأة ضعيفاً قليلاً. من الضروري أن تتبعي إرشادات الطبيب بحذافيرها ولا تأخذي العقاقير إلا بناءً على وصفة طبيّة، لتجنّب أي آثار جانبيّة خصوصاً إذا تناولت جرعات إضافيّة من الفيتامين D . فضلاً عن ذلك، قلّصي كميّة المحفزات كالشاي والقهوة والمشروبات الغازيّة. ويُستحسن أن تتحاشي أكل الكثير من الصويا أو لحوم الكبد التي قد تثير حساسيّة الجلد. يشدّد الأطباء على أهميّة شرب كميّة كبيرة من الماء خلال الحمل وفي فترة الرضاعة لاحقاً.أطعمة أساسيّةثمة أنواع من الأطعمة ضروريةٌ خلال فترة الحمل كالتي تحوي الكالسيوم (الحليب ومشتقاته) وفيتامين D (السمك والبيض). بالإضافة الى ذلك، أكثري من أكل الفاصولياء والبروتينات فهي تزخر بالحديد الأساسي للحمل. وتذكّري أن طفلك بحاجة الى السكريات التي يحصل عليها من الكاربوهيدرات الجيدة التي تُعرف بـ «السكر البطيء» والى الفيتامين B9 والى اليود. بإمكانك الاستعانة بكتاب خاص بالمأكولات الصحية أثناء الحمل يشرح لك عن الأطعمة التي باستطاعتك تناولها في هذه الفترة. وينصح الأطباء الأمهات اللواتي يعانين من حساسيّة بالغة، بأخذ بعض الإجراءات الوقائية كالحدّ من أكل الفستق مثلاً. باختصار، فليكن نظامك الغذائي متوازناً وشاملاً. وكوني حذرة أكثر إذا كنت تنتظرين توأماً أو حاملاً وأنت لا تزالين في فترة المراهقة. يضعف الجسم مع بداية الحمل، فيصبح من الضروري أن تستشيري الطبيب كي لا تعاني أيّ نقص في الفيتامينات والعوامل الأساسية.الحصصالخضار والفاكهة: خمس مرات في اليوم على الأقلّ.الخبز وأطعمة أخرى غنيّة بالحبوب كالبطاطا والخضار الجافة: مع كلّ وجبة طعام أساسية (أو حسب رغبتك).الحليب ومشتقاته: ثلاث مرات في اليوم.اللحوم والسمك والبيض: مرّة أو اثنين في اليوم.الأطعمة الدهنيّة: كميّة محدودة.السكر: كميّة محدودة.المشروبات: كميّة كبيرة من المياه. الملح: كمية محدودة.ماذا عن الرياضة؟ لا تبدئي بممارسة رياضة جديدة خلال فترة الحمل، بل ينبغي أن تقومي بتمارين رياضيّة بسيطة لا تتّسم بالخشونة. وينصح الخبراء بالتوقّف عن ممارسة بعض أنواع الرياضة كركوب الخيل والفنون القتالية وأيّ نشاط يعتبر خطراً أو يتطلّب جهداً إضافياً. ويحبّذون في هذا الإطار، المشي والسباحة.مراحل زيادة الوزن1 - زيادة الوزن في الأشهر الأولى معتدلة، ذلك إثر الشعور بالغثيان وانقطاع الشهيّة. غير أن زيادة حجم الثديين في هذه المرحلة تكون أكثر وضوحاً. 2 - بعد الشهر الرابع، يبدأ الجنين بالنمو، فيزيد وزن الأم تلقائياً، فتكسب حوالى خمسة كيلوغرامات من الشهر الرابع الى الشهر السادس. في هذه المرحلة، راقبي وزنك باستمرار (أقلّه مرة أسبوعياً)، وأطلعي طبيبك فوراً إذا خسرت كيلوغرامات كثيرة في هذه المرحلة. 3 - مع نهاية الحمل، تكسبين كيلوغرامات أكثر فيكتمل نمو الجنين، وتشعرين بأن شهيّتك كبيرة في هذه الفترة. لا تنسي أنك تجبرين أيضاً على التوقف عن ممارسة نشاطاتك العاديّة والمهنيّة، فتشعرين بالتعب وتفضّلين النوم والاسترخاء ما يساهم في زيادة الوزن. مخاطريولّد الوزن الزائد وبدانة الأم قبل الحمل مشاكل صحيّة عدة، إذ تعرّض البدانة في مطلق الأحوال الأم والجنين لخطر إضافيّ.ارتفاع ضغط الدّميصبح ضغط الدم المرتفع الذي يفوق 15 أمراً شائعاً في حال كانت الأم تعاني من البدانة. وقد ترافق المراحل الأخيرة من الحمل الوذمة Edema، تورّم عضو أو نسيج نتيجة تجمّع للسوائل أو فائض منها، في الكاحلين والقدمين غالباً. إذا تفاقم الوضع، قد تجدين صعوبة في المشي في أيام الحمل الأخيرة. يظهر خطر الإصابة بضغط دم مرتفع في المرحلة الأخيرة من الحمل، وقد تعانين من الإكلمسيا Eclampsia، أحد مضاعفات الحمل الحادة، يهدد حياتك ويتميز بظهور ارتفاع بالغ في ضغط الدم. ثمّة علاجات كثيرة لهذه الحالات، لكن قد يضطرّ الأطباء الى إجراء ولادة قيصرية.داء السكريعندما تعاني الأم من البدانة، يتفاقم خطر إصابتها بمضاعفات ترتبط بهذه الحالة. فترتفع نسبة السكر في الدم، ولا يؤدي الأنسولين دوره لأن كميّته تصبح غير كافية. ففي فترة الحمل، تتضاعف الحاجة الى الأنسولين، وقد يعجز البنكرياس عن العمل وتلبية حاجات الجسم. يكمن علاج هذا الداء في حقن الأنسولين أو في اتباع نظام غذائي صارم.مشاكل في سيلان الدمتنتفخ الشرايين واليدين والقدمين في الحمل، لا سيّما مع ارتفاع درجات الحرارة. لكن يساعدك أخذ قسطٍ من الراحة على مداواة هذه المشكلة. التهابات بوليّة الالتهاب البوليّ حالة شائعة أثناء الحمل، وتشكّل خطراً على الأم والجنين إذا لم تشخَّص بدقة وتعالَج بطريقة صحيحة حسب نتائج تحاليل الفحص. اضطراب في التنفّستحدث هذه الحالة عندما يبدأ الجنين في النمو ويكبر حجم الرحم ويبدأ في الضغط على الجهاز التنفّسي، بالإضافة الى الشخير المستمر أثناء النوم.إجهاض تلقائييزيد في الأشهر الأولى خطر التعرّض لإجهاض تلقائي، لا سيما إن كانت الأم تعاني من البدانة. خطر إجراء جراحة قيصريةقد يضطرّ الأطباء الى إجراء جراحة قيصريّة، لأن الطفل يكون كبير الحجم. يؤكد الأطباء أن النساء البدينات معرّضات 40% أكثر للخضوع الى جراحة قيصرية، ويأخذ التحام الجرح وقتاً أطول لأن الكمية الدهنية أكبر. خطر أثناء عمليّة الوضعخلص الأطباء الى أن الوزن الزائد يزيد احتمال وقوع مضاعفات أثناء عملية الوضع. خطر على حياة الجنينخلل في عمل القلبتشكّل بدانة الأم خطراً على سلامة عمل القلب. تشوهات جينيّةيرتفع خطر إصابة الجنين بتشوهات خلقيّة بسبب وزن الأم الزائد.مشاكل خلال الولادةقد يؤدي حجم الطفل إذا كان كبيراً، الى مضاعفات أثناء الوضع، بالإضافة الى أن الطفل سيعاني منذ سنّ صغيرة من البدانة.ارتفاع ضغط الدميسبّب ارتفاع ضغط الدم لدى الأم، تأخراً في نمو الجنين داخل الرحم ويعجز الأطباء عن تحديد سبب ذلك.