عصام بريدي: التمثيل أرقى من الغناء

نشر في 05-02-2011 | 00:00
آخر تحديث 05-02-2011 | 00:00
عصام بريدي، ممثل ومغنٍّ لبناني تنقّل بين الكوميديا والدراما بخطى مدروسة ويحضّر راهنًا برنامجًا ترفيهيًا إضافة إلى أعمال لبنانية وعربية. «واثق الخطوة يمشي ملكاً» هكذا يتعامل بريدي مع أي مشروع يُعرض عليه مستفيداً من تجاربه المتنوّعة ليبرز في أي مجال يقدّمه وينال قبول المشاهدين.

عن مسيرته ومشاريعه تحدّث إلى الجريدة.

أنت ممثل ومغنٍّ في آن، أيهما الأنشط راهنًا؟

الإثنان معًا، إنما ينشط المغني راهنًا وراء الكواليس.

كيف توفّق بين الإثنين وهما يحتاجان إلى تفرّغ تام؟ 

يسيران بالتوازي، فلا يأخذ أي منهما من درب الآخر خصوصًا أن توقيت الغناء وإحياء الحفلات يأتي في السهرات بينما تصوير البرامج يكون مبدئيًا خلال النهار.

هل تحيي حفلات خاصة؟ 

نعم وأغني في أحد مطاعم الجميّزة في بيروت أيضاً.

كيف تقيّم تجربتك في البطولة الثنائية في مسلسل «آدم وحواء» على شاشة «المستقبل»؟ 

بُني هذا المسلسل بقصته وحواره على البطولة الثنائية المطلقة بين باتريسيا نمور وبيني، ولم تكن ثمة أدوار ثانوية مساندة لهما. مع أن هذا النوع من البرامج صعب إلا أنه لقي قبول المشاهدين على رغم أنهم اعتادوا مشاهدة دراما مختلفة عما قدّمناه.

الكوميديا اللبنانية مهزلة في نظر البعض، ما رأيك؟ 

للأسف هي كذلك لأننا لا نقدّمها بالطريقة الصحيحة، ثم ليست تهريجاً أمام الكاميرا لإضحاك الجمهور. أما «آدم وحواء»، فحقق نجاحاً لاعتماده أسلوب الكوميديا الغربية.

ما أبرز العقبات التي تواجه الدراما اللبنانية اليوم؟ 

لا نحاول تطوير أنفسنا ونتصوّر أن كمية الأعمال هي الأساس فيما الأهم نوعيتها وتوافر العوامل اللازمة لها من إنتاج وكتابة وممثلين وإخراج. ثمة نقص دائم على صعيد التمثيل بسبب غياب الكاستنغ الخاص لاختيار الممثلين المناسبين، فتتم الأمور بناء على الصداقة والمحسوبيات. من هنا لا نجد دورًا بطوليًا دراميًا في ظل كمّ من الممثلين يلقون نصوصًا بدلاً من أداء الأدوار ويتنقلون من عمل إلى آخر.

هل أنت ناقم على الدراما؟ 

لا، إنما أتمنى تطوّرها، فهي لم تؤخذ على محمل الجد بعد على رغم أن لدينا كتاباً وممثلين ومخرجين ومنتجين لديهم القدرة على تقديم الأفضل. تكمن المشكلة في عدم تحوّل هذا القطاع الى صناعة مربحة للبنان، وهذا الأمر لن يتحقق من دون تسويق أعمالنا في الخارج.

ما سبب غياب التسويق؟ 

عدم توافر التمويل من الدولة واحتكار الشاشات الأعمال ما يحول دون بيعها إلى الخارج، بالإضافة إلى ذلك لا نقدّم واقع مجتمعنا بل نقلّد الآخرين، علماً أننا في الفترة الأخيرة كسرنا المحرمات في مسلسل «مدام كارمن» وتحدّثنا عن الدعارة. المهم كيفية تناول هذه المحرمات وعدم طرحها بطريقة استفزازية.

إلى أي مدى يتقبّل المشاهد اللبناني هذه الجرأة؟ 

الجرأة مقبولة في لبنان ضمن الحدود، إلا أنه لا يمكن استفزاز المشاهد بقبلة أو مشهد ساخن في غير محلّه.

ما المعايير التي تختار على أساسها الدور؟ 

يجب أن يعطي الدور ميزة للعمل ويتضمن معنى معيّنًا، لذا تميزت الشخصيات التي أديتها بواقعيتها. دور البطولة لا يغريني بمقدار تركيزي على قيمته الدرامية.

كانت لك أدوار ثنائية مع نادين الراسي وباتريسيا نمور وباميلا الكيك ولاميتا فرنجية، كيف تقيّمها؟ 

أستفيد من خبرات الآخرين وأتعلم منهم كما يتعلمون منّي. بالنسبة إلى لاميتا فرنجية فقد عملنا معًا لتقديم الأفضل في {عصر الحريم} خصوصًا أن المسلسل كان تجربتها الأولى في التمثيل. لا يمكن وضع أي ممثل في الواجهة من دون تعليمه أو إعطائه التفاصيل المتعلقة بالشخصية.

ماذا على صعيد المسرح الغنائي؟ 

هذا النوع المسرحي محصور بفرقتين أو ثلاث في لبنان تتعاون مع فنانين محددين، لذا هذه الفرصة غير متاحة راهنًا، على أمل أن تتسنى لي مستقبلاً.

هل تطمح إلى تحقيق طموحك في الخارج؟ 

لن أتوانى عن ذلك متى سنحت لي الفرصة على صعيد التمثيل.

هل استغليت التمثيل للوصول إلى الغناء؟

كلا. في لبنان يبقى الممثل ممثلاً والمغني مغنيًا ولا تُطلق عليه تسمية مطرب إن لم يحيي الحفلات، لذا صوّرت كليباً لأثبت قدرتي على الغناء، إنما لن أحيي الحفلات بعدما أثبتّ نفسي كممثل.

ما هدفك من الغناء؟ 

خوض المسرح الغنائي في لبنان مع أنه محدود.

ما مشاريعك على صعيد تقديم البرامج؟ 

أحضر مشاريع خاصة بي، ليس على الصعيد الحواري أسوة بشقيقي وسام بل أتجه نحو الترفيه والتفاعل المباشر مع الجمهور بما يلائم شخصيتي كمغنٍّ وممثل في آن. سابقاً، رفضت برامج مثل perfect bride وdeal or no deal لأنني لم أقتنع بها ولم أجد نفسي فيها.

هل تؤثر صورتك كممثل في التقديم؟ 

بالطبع، لذا أدرس العروض جيداً كي لا أخطو خطوة ناقصة تؤذي رصيدي الفني.

ماذا لو قورن أداؤك بأداء شقيقك وسام؟ 

أعتبر ذلك سخافة. يكفينا مقارنة بين ممثل وآخر ومقدم وآخر، لكل إنسان ميزاته الخاصة وشخصيته الذاتية.

بين الغناء والتمثيل أيّهما تفضّل؟ 

كل منهما فن بحد ذاته، لكن التمثيل راقٍ أكثر من الغناء لأن أربابه مثقفون ومتخصصون أو متتلمذون على أيدي ممثلين قديرين، فيما تشتهر مغنيات من خلال الفضائح ويُفرش لهن السجاد الأحمر.

هل ستتجه إلى التنويع في الغناء؟ 

قد يليق بالفنان لون معين، إنما لا يجوز أن يحصر نفسه فيه إلى الأبد، مع أن البعض يقتنع بأن الأنسب له هو البقاء في صورة محددة تعجب المنتجين.

ما الفرق بين الدراما اللبنانية والدراما في البلدان العربية؟  

الدراما في مصر وسورية صناعة قائمة بذاتها وتتمتع بمقومات تؤمن لها الاستمرارية، عكس الدراما اللبنانية التي تقوم على مبادرات فردية، لذا على شاشاتنا المحلية دعم الدراما التي تعكس الهوية اللبنانية وعدم الاكتفاء بإنتاج الشاشات الخاص وبالبرامج الحوارية وبرامج الترفيه.

هل ثمة متابعة للدراما اللبنانية على الصعيد العربي؟  

تنحصر المتابعة بالمشاهدين اللبنانيين والدليل أننا نشتهر عربيًا من خلال المسلسلات العربية المشتركة وليس عبر الدراما اللبنانية.

هل أنت معروف في الدول العربية كممثل أو كمغنٍّ؟ 

أنا معروف في الإثنين معًا لأنني قدمت أعمالاً من إنتاج عربي مشترك حققت لي الانتشار على صعيد التمثيل. المفارقة في هذا الموضوع أن أغنية واحدة كانت كفيلة بانتشاري عربياً فيما مسيرة عشر سنوات من التمثيل لم تقدّمني خطوة واحدة على هذا الصعيد.

لماذا هذا الاهتمام بالانتشار العربي؟ 

يفسح في المجال أمام قيام دراما مشتركة أثبتت نجاحها، باعتبار أن المجتمعات العربية لديها الهموم نفسها، فلما لا نلتفّ حول بعضنا البعض؟

ألم تخشَ الفشل كمغنٍّ ما يضرب صورتك كممثل؟

بعد تخرّجي في برنامج «استوديو الفن» عام 2001، تأخّرت ثمانية أعوام قبل طرح أغنيتي الأولى حرصاً مني على أن تكون متكاملة. من ناحية أخرى، أؤمن بضرورة أن يخاطر الإنسان في مكان ثابت لا يؤذيه.

ما أبرز الأعمال التي قدّمتها؟ 

كانت تجربتي الأولى مع يوسف شاهين في «باب الشمس» وراهنًا «مطلوب رجال» و{عيلة متعوب عليا» و{لو ما انقطعت الكهربا» وقريبًا أظهر في مسلسل «أجيال». إلى ذلك بدأنا تصوير مسلسل {الشحرورة} في مصر، إلا أن الأحداث الأليمة التي يمرّ بها هذا البلد أوقفت كل شيء.

ومتى ترفض أعمالاً تُعرض عليك؟ 

عندما أجد أنها لا تضيف شيئًا إلى مسيرتي ولا تهمّ الجمهور. لا أسعى إلى الدور بحد ذاته إنما إلى جذب الجمهور واستمراريتي كممثل.

هل من مشروع على الصعيد الكويتي؟ 

أنا منفتح على أي عروض عربية انطلاقًا من أهمية تبادل الخبرات في إنتاج درامي مشترك.

back to top