بيكاسو وملهمته الصغيرة... عارية وأوراق خضراء أغلى لوحة

نشر في 11-03-2011 | 00:00
آخر تحديث 11-03-2011 | 00:00
تُعرض للمرة الأولى في بريطانيا لوحة بيكاسو «عارية وأوراق خضراء» التي أصبحت العام الماضي أغلى عمل فني يُباع في مزاد. صاحب اللوحة يبقى لغزاً على رغم أن معلّقين يرون أن إعارتها لمتحف «تيت مودرن» تشير الى صلة بريطانية. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن من بين الذين شاركوا في مزاد «دار كريستي» كان مالك نادي «تشلسي» الإنكليزي لكرة القدم الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش.

«عارية وأوراق خضراء» عمل ريادي من أعمال بيكاسو التي أنجزها في يوم واحد عام 1932، ذلك في إطار سلسلة لوحات موضوعها عشيقة الفنان آنذاك ملهمته ماري تيريز والتر. وكانت اللوحة دخلت موسوعة الأرقام القياسية في مايو (أيار) العام الماضي عندما بيعت في مزاد لدار «كريستي» في نيويورك مقابل 106.5 ملايين دولار. وكانت المرة الأخيرة التي انتقلت فيها ملكية اللوحة قبل المزاد، في عام 1951 عندما بيعت مقابل 19800 دولار لمجموعة «سدني أند فرانسيس برودي» المتخصصة بالمقتنيات الفنية في لوس أنجلس. وخلال تلك الفترة لم تُعرض للجمهور إلا مرة في عام 1961 بمناسبة عيد ميلاد بيكاسو الثمانين.

رسم بيكاسو «عارية وأوراق خضراء» في ذروة غرامه بوالتر التي التقاها في عام 1927 حين كانت لا تزال في السابعة عشرة خارجة من محطة مترو في باريس، ففاتحها بإعجابه. ثم أمسكها من ذراعها وقال لها «أنا بيكاسو! أنا وأنت سنفعل أشياء عظيمة معاً». وكانت هذه العبارة فاتحة علاقة عاطفية متّقدة انتهت عام 1935 عندما التقى بيكاسو عشيقته الجديدة دورا مار.

كانت ماري تيريز والتر رشيقة حسناء تمارس السباحة وتسلّق الجبال. في عام 1930، استأجر لها بيكاسو شقة في المنزل المقابل لمنزله وعاشت في حالة من الاستسلام وكانت عارضة للوحات عدة له، وهي أم ابنته مايا، «ابنة الحب» كما كان يفضّل أن يطلق عليها الأب بيكاسو. وبعد ولادة طفلته من عشيقته، تم طلاقه من أولغا خوخلوفا، وهو بقي لسنوات يخفي علاقته بها بسبب صغر سنّها.

اللافت في مسيرة بيكاسو مع والتر أنه رسمها في مجموعة لوحات خارقة، من بينها: لوحتا «الحلم» و{القراءة»، ويُقال إنه احتفظ بإحدى لوحاتها لنفسه حتى وفاته، وهو رسمها بطريقة تظهر فيها شيئاً من الحزن والألم، جامعاً تضاد الألوان في وجهها.

ليست المرة الأولى التي تكون لوحة مستلهمة من ماري تيرير والتر مادة للأضواء، فقبل سنوات تحوّلت «الحلم» الشهيرة الى كابوس لقطب أندية القمار في لاس فيغاس ستيف وين عندما اصطدم مرفقه من دون قصد باللوحة التي يبلغ ثمنها ملايين الدولارات، وكان وين قد أنهى للتو اتفاقاً لبيعها بمبلغ 139 مليون دولار إلى جامع لوحات آخر عندما تسبّب في خرق بحجم الإصبع فيها بينما كان يعرضها على أصدقائه في مكتبه في لاس فيغاس.

وبيعت لوحة «القراءة» لبيكاسو عن ملهمته ماري تيريز والتر، ويعود تاريخها إلى عام 1932 مقابل 25 مليون جنيه استرليني (40.7 مليون دولار) في مزاد في «دار سوثبيز للمزادات» في لندن. وتظهر في هذه اللوحة عشيقة بيكاسو التي يقال إنها غيّرت مسيرة حياته وفنه، وهي نائمة على كرسي ذي ذراعين، وتبدو حالمة وضائعة في أفكارها مع كتاب مفتوح على ركبتيها.

وعلى رغم أن بيكاسو كان يستوحي لوحاته من عشيقاته، لكنهن عشن المأساة في كنفه. إذ كان، بحسب ما ترويه عنه أبرز عشيقاته فرانسواز جيلو، عنيفاً مع صديقاته ومتنكراً لفضلهنّ عليه. فدورا مار (المصورة الفوتوغرافية والرسامة السوريالية الشابة) التي غدت خلال 10 سنوات رفيقة حياته، مرت بفترات صعبة من الانهيار الذي أدى بها إلى الجنون بسبب هجر بيكاسو لها بعدما هاجمها متهماً إياها بسوء فهمها للسوريالية على رغم مناصرة الشاعر بول إيلوار لها... بينما عانت ماري تيريز التي لم تكن تعرف للتشاؤم معنى، اضطرابات نفسية حادة نظراً إلى تصرفات وتجاوزات بيكاسو اللاأخلاقية. أما أولغا زوجته الأولى فقد أنهت حياتها مجنونة تجوب شوارع فرنسا ومقاهيها، تبحث عنه في كل مكان. حتى زوجته الثانية جاكلين لم تكن أفضل من الأولى أولغا، إذ أقدمت (انتقاماً) على الانتحار بسبب الخيانة الزوجية المتكررة التي ميّزت سلوك بيكاسو.

back to top