هكذا تشعرون بالرضا

نشر في 26-03-2011 | 00:00
آخر تحديث 26-03-2011 | 00:00
للتخلّص من غالبية الأمراض، ينصح الخبراء بأهمية الشعور بالسعادة والاسترخاء والمتعة والحب والفرح. فالرّاحة الجسدية كما الراحة النفسية مرتبطة إلى حد ما بالسّعادة. لكن العلاج السلوكي يستغرق سنوات عدة ويهدف إلى معالجة الاستياء والإرهاق والمشاكل النفسيّة.

تتأثّر راحتنا الجسديّة والنفسيّة سلباً بالتوتّر الذي نشعر به، فنسعى جاهدين طوال حياتنا الى أن ننعم بالراحة، ذلك على رغم أننا نواجه يومياً صعوبات عائليّة واجتماعيّة، إضافة الى المشاكل في العمل. وقد نشعر في مرحلة ما من حياتنا أننا قد نكتفي بالطمأنينة وراحة البال، عوض أن ننشد السعادة التي يصعب الوصول إليها.

منذ عقودٍ كانت الحياة أسهل. فعرف العالم فترة ازدهار على جميع الصّعد بعيدًا عن الحروب والنزاعات. أمّا اليوم فبات الوضع مختلفًا إذ تغيّر نمط العيش وكَثُرت المتطلّبات، ووجد المرء نفسه مجبراً على العمل لساعات أطول لتأمين لقمة العيش، ومضطراً الى التأقلم مع الظروف التي تكون غالباً محبِطة وصعبة جداً.

يعتمد النّاس طرقاً مختلفة لينعموا بالراحة. فيعتبر البعض أنّ الحفاظ على الهدوء والاسترخاء هما السّبيل إلى ذلك، ويجد آخرون أن التمارين الرياضيّة تسمح لهم بالشعور بالراحة. فالعقل السليم في الجسم السليم. فيما يلجأ البعض الآخر إلى الصلاة ويمارس نشاطات دينيّة تساعده على الشعور بسلام داخلي.

أمّا قيم حبّ الآخرين ومساعدة الغير والتفاهم والمسامحة، والتي أصبحت نادرة اليوم، فلا شكّ في أنها تمنحنا الراحة النفسيّة والجسديّة.

كذلك، من المهم أن نتصالح مع ذاتنا، فندرك النقاط السلبيّة في شخصياتنا ونحاول القيام بتغييرات إيجابيّة. ويؤكد الخبراء في هذا المجال أن تغييراً إيجابياً واحداً قد يغنينا عن العلاج النفسي، علماً أن استشارة الطبيب النفسي تبقى ضرورية للتخلّص من الحالات الصعبة. مثلاً، ينصح الخبراء بالعيش في مناطق بعيدة عن ضوضاء المدينة، لكن قد يجد البعض صعوبة في ذلك لأنه لا يستطيع الحصول على فرص عمل في المناطق الريفيّة.

إضافة إلى تخصيص بعض الوقت لأنفسنا والابتعاد عن ضجيج السيّارات والتلوّث، تساهم التغذية السليمة في تعزيز ثقتنا بأنفسنا، فالطعام الصحي والمتوازن يمدّ الجسم بما يحتاجه من عناصر أساسيّة. وترتبط راحة النفس بسلامة الجسم، فنشعر مجدداً بالحيويّة التي توفر السعادة وتولد التفاؤل.

كذلك، تساعد الفيتامينات على اسمرار البشرة وتزيد نضارتها وجمالها. وتبعث أيضاً الطّاقة والحيويّة فنصبح مفعمين بالحياة. أمّا التمارين الرياضية فلا بد منها للحفاظ على الرشاقة وبالتّالي إرضاء الذات. وبالإضافة إلى السباحة وركوب الدرّاجات، ينصح الخبراء بممارسة اليوغا والرقص وعلاج الشياتسو الياباني للتخفيف من وطأة ضغوط الحياة اليومية وللترفيه عن النفس.

وإذا كان الخبراء يولون التغذية والرياضة الأهمية للتمتّع بالرضا عن الذات فلأن الاهتمام بالجمال لم يعد اليوم من بين الكماليات، إنما يعتبر ضرورة بالنسبة إلى كثير من النساء. فيلجأ معظمهنّ والشابات خصوصاً إلى جراحات التجميل بغية التخلّص من ندبةٍ ما أو لتعديل ملامح وجههن أو لمعالجة ترهّل البشرة. أحياناً، قد يتحوّل ذلك إلى هاجسٍ، إذ لاقت جراحات تكبير الثديين والشفاه انتشاراً واسعاً، علماً أنها تؤدي أحياناً إلى خيبة أملٍ أو الى اضطراب نفسي لدى بعض النساء.

يبقى أن التفاؤل يساعد على مواجهة التحديات ويزودنا بالنشاط والطاقة، فنجتاز الأزمات التي تعترضنا في مختلف مواقف الحياة. وإذا كانت أفكارنا منصبّة دائماً على دواعي القلق والاضطراب والعوامل السلبية فإننا بذلك نقضي على روح الحماسة فينا، ونقتل نشاطنا وحيويتنا، فمن لا يكف عن الشكوى والتذمر من العقبات يلحق ضررا كبيراً في نفسه. ويمكن للمرء الاعتماد على أهله وأصدقائه، فيقدّموا له النصائح والمساعدة الضرورية، لكن إن لم يكن ذلك كافياً، فبإمكانه مراجعة الطّبيب أو أخذ قسطٍ من الراحة من وقت الى آخر.

back to top