سردت ذكرياتها في رابطة الأدباء ضياء البدر: توقّفت عن القص بعد نزهة فريد وليلى

نشر في 07-11-2010 | 00:00
آخر تحديث 07-11-2010 | 00:00
اختزلت ضياء هاشم البدر ملامح من مشوارها في الحقلين الثقافي والتربوي خلال حديث الذكريات في «رابطة الأدباء»، مستعرضة تجاربها في البعثات الطلابية خلال فترة الستينيات من القرن الفائت.

استضافت «رابطة الأدباء» ضياء البدر في محاضرة بعنوان «ذكريات»، أدارها الكاتب طلال الرميضي.

تحدثت البدر عن ذكرياتها مع الدراسة وعملها في وزارة التربية قبل خمسة عقود ورحلتها مع البعثات الدراسية. وفي مستهل الأمسية، أشارت إلى تحصيلها العلمي في المدرسة القبلية للبنات التي منحتها شهادة الثانوية العامة بعد أعوام عدة، وعقب ذلك بدأت مرحلة جديدة.

البدر ذكرت أيضاً انها استكملت دراستها في جامعة القاهرة في مصر بتخصّص لغة إنكليزية، وبعد عامين من تخرّجها، قالت: «بعد أن مارست التدريس لمدة عام تقدمت للحصول على بعثة دراسية في لندن لاستكمال دراستي، لكن لم ترق لي الأوضاع في بريطانيا، ثم انتقلت إلى استكمال دراستي في جامعة «عين شمس» وحصلت على الدبلوم العام تخصص طرق تدريس اللغة الإنكليزية عام 1965. بعد حصولي على شهادة دبلوم أخرى، لم أتمكن من مواصلة دراستي بسبب انشغالي بتربية الأطفال ومتابعة شؤون بيتي».

تابعت البدر: «بعد افتتاح جامعة الكويت عُيّنت معيدة في سبتمبر عام 1968 في قسم التربية، لكن لم أستمر في هذه المهنة. في عام 1973، التحقت بوزارة التربية وترجمت كتاب «مدخل إلى التربية الدائمة» من اللجنة الوطنية الكويتية لليونيسكو».

لجان ودورات

استطردت البدر في الحديث عن الدورات التأهيلية واللجان الفنية التي انخرطت ضمنها، مبينةً أنها ترأست لجنة واضعي أسئلة الثانوية العامة لمادة اللغة الإنكليزية خلال ثلاثة أعوام، محدِّدة آلية عمل هذه اللجان وسرية التعامل مع الاختبارات.

كذلك، تحدثت البدر عن تجربتها في كتابة القصة، مشيرة إلى أن والدها شجّعها على القص وأثمر هذا الدعم قصة «فريد وليلى» التي نشرت في مجلة «البعثة» في عدد سبتمبر عام 1952.

وأوضحت الضيفة أن ظروفاً دفعتها إلى الانقطاع عن الكتابة، مفضّلة استكمال دراستها ثم الانشغال بواجبات الزواج وتربية الأبناء.

قواعد اللغة

في حديث عن والدها هاشم البدر، ذكرت البدر أنه بدأ حياته الدراسية في مدارس الكويت الأهلية لتحفيظ القرآن ومبادئ الكتابة والحساب، ثم اتجه إلى تعلم اللغة الإنكليزية مستفيداً من الكتب التي كانت توزعها الإرسالية الأميركية ومواصلاً تعلمه الذاتي، إذ كان يرسل في طلب بعض كتب تعليم اللغة الإنكليزية من الخارج مكرساً وقته لنهل علومها إلى أن أصبح المرجع الوحيد لأصول اللغة الإنكليزية وقواعدها في الكويت آنذاك.

أضافت البدر: «كان والدي أول كويتي يفتتح مدرسة لتدريس اللغة الإنكليزية وأول كويتي ينشئ مصنعاً للصابون، فوصلت مراسلاته التجارية اليابان وسنغافورة وأستراليا وغيرها».

أبدى المشاركون في الأمسية إعحابهم بحديث البدر، مؤكدين أهمية توثيق واقع الحياة خلال فترة الثلاثينات والأربعينات من القرن الفائت لاستخلاص العبر من الزمن الجميل.

من جانبه، أثنى د. خليفة الوقيان على الملامح الحقيقية لصورة الحياة في الكويت قديماً، مؤكداً أهمية شهادة البدر التوثيقية لمراحل التعليم في الكويت ممزوجة ببعض ملامح الحياة الثقافية والاجتماعية، ومتحسراً على الأيام الجميلة التي تعكس انفتاح المجتمع الكويتي. كذلك، تأسف على سيطرة الفكر الظلامي الوافد من أماكن أخرى على مؤسسات المجتمع.

تكريم

بدوره، كرّم أمين عام «رابطة الأدباء» د. خالد الشايجي الضيفة ضياء البدر، مقدّماً درعاً تذكارية لها بمناسبة استضافتها لتقديم ملامح من مشوارها في الحياة، وأكد أن الرابطة تسعى إلى تسليط الضوء على الرواد الأوائل الذين كان لهم السبق في مجال الأدب والحقل الثقافي، مشيراً إلى ضرورة تقديرهم وإعطائهم المكانة التي يستحقونها.

كذلك، أشار الشايجي إلى أن تأسيس رابطة الأدباء في عام 1924 تحت مسمى النادي الثقافي كأول مؤسسة ثقافية عربية يعد إنجازاً يحسب للحقل الثقافي في الكويت.

ملامح عن الضيفة

وُلدت ضياء هشام البدر في الكويت في فريج القناعات عام 1941، حصلت على ليسانس في الأدب الإنكليزي من جامعة القاهرة، وعلى دبلومين في التربية لاحقاً.

عملت البدر لخمس أعوام «معيدة» في جامعة الكويت، وفي عام 1973 عُينت موجّهة لغة إنكليزية. وبعد 12 عاماً، رُقيت إلى موجهة أولى لمادة اللغة الإنكليزية، ثم استكملت مشوار العطاء في التعليم والتربية.

ضياء البدر أول فتاة كويتية تنشر قصة قصيرة، جاءت في مجلة «البعثة» الكويتية في عام 1952 وهي بعنوان «نزهة فريد وليلى»، لتكون البدر رائدة القصة القصيرة النسائية في تاريخ الكويت التي فتحت الآفاق للكاتبات الكويتيات لنشر إبداعاتهن الأدبية.

back to top