The Eagle... جهد بسيط

نشر في 25-02-2011 | 00:00
آخر تحديث 25-02-2011 | 00:00
لا يقدّم فيلم «النسر» (The Eagle) مضموناً ذكياً بما يكفي ليكون عملاً مدهشاً ولا تأثيرات بصرية هائلة ليكون متعة للمشاهدة. بل إنه عبارة عن جهد متوسّط على شكل قصة ملحمية لا تبتعد كثيراً عن الأنواع المألوفة (الأعمال التي تتحدث عن بريطانيا التي يحتلها الرومان)، بينما يُعتبر تصميم موقع العمل متقناً إلى درجة معينة.

يُعتبر فيلم كيفن ماكدونالد، المقتبس من رواية روزماري ساتكليف بعنوان «نسر الفيلق التاسع» (The Eagle of the Ninth)، من نوع الأفلام الشبابية المغلّفة بحكايةٍ عن رحلة بحث عظيمة.

يصل الشاب ماركوس أكيلا (شانينغ تاتوم) إلى بريطانيا لتنفيذ مهمة جديدة في موقع بعيد جداً. كان ماركوس يحمل بعضاً من أمتعته الشخصية، وقد اضطرّ إلى مواجهة اعتداءات القبائل المحلية وعدم رشاقة القوات التي رافقته. قبل عشرين سنة على تلك الرحلة، أي في العام 120، اختفى خمسة آلاف جندي روماني بقيادة والده من دون ترك أي أثر وراءهم في غابات شمال بريطانيا.

كان شعار النسر الذهبي قد اختفى مع الرجال المفقودين أيضاً. فخطر لماركوس فكرة جنونية بأنه إذا تمكن من استعادة النسر الذي يعود إلى الفيلق التاسع المفقود، فهو سيتمكّن بذلك من تلميع اسم عائلته بعد أن تلطّخت سمعتها.

يحصل ماركوس على فرصة القيام بذلك عندما يعرّفه عمّه (دونالد ساثرلاند) على أحد العبيد، ذلك حين كان يتعافى من جروح أصابته أثناء المعركة التي أنهت مسيرته العسكرية.

إسكا (جايمي بيل الذي مثّل في النسخة الأصلية من فيلم Billy Elliot) هو ابن شيخ القبيلة البريطاني المهزوم. وبما أن ماركوس أدى دوراً جوهرياً في إنقاذ حياته في ساحة المعركة، يشعر إسكا الآن بأنه مُجبر على خدمة ذلك الروماني المكروه. فضلاً عن ذلك، يوافق إسكا على استعمال مهاراته اللغوية ومعرفته بتلك المنطقة لمساعدة ماركوس على التوجه شمال جدار هادريان نحو أرض العدوّ.

تكون رحلتهما محفوفة بالمصاعب والمخاطر طبعاً. وكانت فرصتهما الوحيدة للنجاح في المهمّة تقضي بتبادل الأدوار: كان يجب أن يدّعي ماركوس أنه عبد إسكا الصامت ليتمّ قبوله في الأوساط المحلية. إنه موقف مفتوح على احتمالات درامية كثيرة، لكن لم يستفد منها كما يجب كاتب السيناريو جيريمي بروك (كاتب فيلم The Last King of Scotland).

يتضمّن «النسر» عدداً قليلاً من مشاهد تشويق وإثارة ترضي المشاهد- تحديداً مشهد الاشتباك بين القوات الرومانية وإحدى القبائل المتوحشة- لكن لا يبيّن ماكدونالد عموماً عن أي مهارات خاصة في طريقة عرض مشاهد القتال الفوضوية على الشاشة. فقد تمّت المبالغة في مونتاج مشاهد الإثارة التي بدت مُثقلة جداً إلى درجة أنه يصعب معرفة ما يحصل في المشهد فعلاً. كذلك، اضطرّ ماكدونالد إلى الالتزام بتصنيف الفيلم، باعتباره مناسباً لما فوق 13 عاماً، ما جعل مشاهد القتال غير دموية.

على الأقل، برع مصمم الإنتاج مايكل كارلن في عمله، فابتكر عالماً بدائياً من الصخور والغابات حيث تبدو التجهيزات الحضارية البسيطة في المجتمع الروماني وكأنها معدات موقتة تنتظر اكتساحها.

درامياً، فيلم «النسر» عادي جداً. لا وجود لأي كيمياء بين تاتوم وبيل، ويبدو المشهد الذي يصوّر تطوراً بارزاً في الأحداث، في مرحلة متأخرة من الفيلم، عند ظهور الناجين من عناصر الفيلق التاسع (من بينهم مارك سترونغ الشهير)، سخيفاً بكل بساطة.

back to top