المشاركون في ندوة رابطة تدريس الجامعة للتضامن مع الوسمي: ما حدث انتهاك للدستور وقمع للحريات

نشر في 14-12-2010 | 00:01
آخر تحديث 14-12-2010 | 00:01
البراك: القطامي استقال رفضاً لقمع التظاهرات في 1956... و«الداخلية» كذبت على المواطنين باسم وزيرها
قال رئيس جمعية أعضاء هيئة التدريس بجامعة الكويت د.عواد الظفيري "إن إيمانناً ودعمنا للحرية يحتم علينا مساندة زميلنا الفاضل د. عبيد الوسمي المظلوم الذي لن نتخلى عنه، فلا يوجد إنسان يقبل العيش من غير حرية وكرامة".

وأشار الظفيري خلال اعتصام نظمته الجمعية تضامنا مع الوسمي في مسرح عثمان عبد الملك بالحقوق، بدلا من الساحة بين كليتي الحقوق والعلوم الاجتماعية لسوء الاحوال الجوية، إلى أن "الشعب الذي عاش في ظل كفالة دستوره للحرية والتعبير عن الرأي، وتمتع بالديمقراطية استقطب العالم أجمع عند الأزمة التي لا تنسى في فترة الغزو البعثي الصدامي، وعندما رضينا بتحرير العراق من الحكم البعثي لن نقبل أن تأتينا حكومة بعثية تكبت حرياتنا".

وأضاف الظفيري أن "ما حدث في الكويت فتنة لهذا الشعب المسالم"، مشيرا إلى أن "الشعب الأميركي قوي بتعدداته واختلافاته العرقية والدينية وحتى الفكرية، ففي مثل هذه الدول من يمس الحريات ويتعدي على الغير تتم معاقبته أشد العقاب بعدالة ومساواة بلا مجاملة أحد على حساب أحد، وهنا في الكويت نرى من يتعدى على الحريات ويضرب الوحدة الوطنية تتم مكافأته وإجلاسه مع كبار الشخصيات"، متسائلا: "هل يضرب النواب وأساتذة الجامعة؟ أدعو جميع من لا يرضى على المساس بالحرية بدعم حملة الجمعية الوطنية ودعم العدالة الاجتماعية"، معلنا أنه "سيتم تغيير اسم ديوانية أعضاء هيئة التدريس إلى ديوانية د. عبيد الوسمي".

صورة سوداوية

ومن جانبه، قال رئيس رابطة أعضاء هيئة التدريس في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب د. معدي العجمي إن ما قالته وزيرة الخارجية الاميركية قبل أسبوع في ملتقى المنامة بأن الكويت هي موطن البرلمان الحر وأكثر دول المنطقة ديناميكية ديمقراطية، مناف للحقيقة، مبينا ان الصورة الديمقراطية الموجودة في اذهان الشعوب الأخرى عن الكويت مفخرة لنا، ولكن مع الأسف انقلبت الصورة الجميلة إلى صورة سوداوية.

واكد العجمي أن الرابطة تدعو إلى تطبيق القانون لكن بعيدا عن استخدام أسلوب العنف والإهانة كما حدث مع جماهير ندوة إلا الدستور، شاجبا في الوقت نفسه استخدام قوات الداخلية للعنف الذي يمثل اهانة لكل الشعب الكويتي.

وعن الوسمي قال العجمي "لو قال الوسمي أي مر خاطئ يجب محاكمته قانونا لا ضربه بصورة بشعه تسيء للديمقراطية الكويتية، خاصة ان الوسمي كان داخل سور المنزل وتم سحبه للخارج للاعتداء عليه.

وبدورها، قالت رئيسة الجمعية الثقافية النسائية شيخة النصف إن وجودها اليوم مع بقية الإخوة الموجودين لاستنكار التعسف في استخدام السلطة من قبل البعض، متسائلة عن المانع من اقامة ندوات سلمية يطرح بها آراء مختلفة قد نتفق معها أو نخالفها، مبينة أن كل الندوات التي اقيمت في الكويت تبدأ وتنتهي دون أي مظاهر عنف من القائمين عليها أو الجماهير.

وأوضحت النصف أن استخدام القوة والعنف ضد أبناء الشعب الكويتي ظاهرة جديدة لم تعتد عليها الكويت، خاصة في ظل وجود دستور كفل حرية التعبير واقامة الاجتماعات والندوات السلمية، مؤكدة أن ما يحدث في الكويت حاليا لم يأت بصورة مفاجئة في ظل وجود مجموعة تريد نشر الفتنة والطائفية في المجتمع الكويتي دون ان تتدخل الحكومة لحماية الوحدة الوطنية منذ سنوات عدة، داعية الجميع إلى النظر إلى مصلحة الكويت.

وعبّر رئيس جمعية التنمية الديمقراطية الكويتية ناصر العبدلي عن حزنه واستيائه من الاحداث الأخيرة في الكويت، خاصة تلك التي حدثت في الثامن من ديسمبر في ديوان الحربش باعتداء قوات الداخلية على نواب الأمة وجماهير الندوة بأسلوب عنيف جدا وغير مقبول في المجتمع الكويتي.

إعلام فاسد

وأشار النائب خالد الطاحوس إلى أن وجود الوسمي في ندوة الثامن من ديسمبر بالصليبيخات جعله عرضة للعنف من قبل قوات الداخلية، مبينا أن اللغط ومحاولة بعض وسائل الإعلام تزوير الحقائق لن تنطلي على الشعب الكويتي الذي بات واعيا ومحصنا ضد وسائل الإعلام الفاسد، مؤكدا أن البلد بات مختطفا إعلاميا من هذا الإعلام.

وأوضح الطاحوس ان المادة 44 من الدستور الكويتي كفلت حق التجمعات، إضافة إلى ان المحكمة الدستورية ألغت قانون التجمعات ولهذ فإن ندوة الحربش أو غيرها حق أصيل للشعب الكويتي، كاشفا أن اللواء خليل الشمالي امهل الجماهير مهلة لفض الندوة، في الوقت نفسه الذي قال فيه مساعد مدير إدارة العمليات الخاصة العقيد شكري النجار أنه يجب عليه تنفيذ الاقتحام وهو امر منته بالنسبة له، ذاكرا ما حصل للنائب العنجري الذي كان يهم بالذهاب إلى سيارته واعترضته مجموعة من قوات الداخلية بالضرب، مبينا ان الوسمي سحب من داخل المنزل للخارج حتى يضرب وهو أعزل.

وقال الطاحوس "بعد ما حدث من قبل قوات الداخلية، كيف لنا ان نثق بهم وهم من يحاول تضليل الشعب الكويتي عبر مؤتمرات صحافية سوقوا فيها الأكاذيب، خاصة ان الوكالات العالمية ووسائل الإعلام الحرة في الكويت نشرت المشاهد المسجلة بالكامل لتبين حقيقة ما حدث، مشيرا إلى أن كرامة الكويتيين فوق كل اعتبار ولن نقبل أن تمس كرامته، موجها رسالته إلى الداخلية والمسؤولين بأن أسلوب التهديد لن يجعلنا نتراجع ولن نحني رؤوسنا لكائن من كان.

وأضاف أنه يحترم رغبة الأمير وجميعنا نقول له سمعا وطاعة، إلا ان ما قامت به القوات الخاصة خالف أوامر الأمير، فهو بالتأكيد لا يقبل ان تنتهك كرامة شعبه، مردفا بالقول انه تم تقديم استجواب رئيس مجلس الوزراء قبل قليل لدى الأمانة العامة في مجلس الأمة، سائلا رئيس الوزراء "هل تقبل أن يضرب وزراؤك ويسحلوا كما حدث للنواب وللجماهير؟"، خاتما حديثه بمخاطبة رئيس الوزراء قائلا "يا سمو الرئيس قاعة عبدالله السالم ما عادت تشيلنا احنا وياك".

وبدوره، تحدث الامين العام للمنبر الديمقراطي الكويتي عبدالله النيباري قائلا: "إن تجمعنا اليوم في هذا المكان ليس من باب تحدي القانون، بل هو تجمع للدفاع عن القانون وعن حقوق وكرامات الأفراد التي كفلها الدستور"، مؤكدا أنه كان "حاضرا في المشهد السيء التي حدث في الصليبخات بديوان الحربش وكان الوسمي شبه فاقد للوعي بعد تعرضه للضرب الهمجي".

وأكد النيباري ان التعدي على الناس بهذه الطريقة أمر ترفضه كل المبادئ والأعراف الإنسانية والقانونية، مبينا أنهم أمام قضية عادلة مختصة بالدفاع عن حقوق الشعب والدفاع عن الدستور، مشيرا إلى أنه حتى لو كان القائمون بالندوات وصلوا إلى التعدي اللفظي ما كان ليصل الامر إلى ما رأيناه من تعد جسدي من قبل قوات الامن بهذه الصورة السيئة.

وأردف النيباري: "لو كان الوسمي قال شيئا خطأ، فالطريقة الصحيحة هي المحاسبة القانونية لا ضربه بهذا الشكل السافر"، موضحا ان "كلام الوسمي كان واضحا وهو أن كلام رئيس مجلس الأمة نقلا عن الأمير غير قانوني فالدستور واضح بعدم أحقية احد نقل قول أو فعل عن الأمير"، مضيفا أن "العصا أصبحت رمزا للكويت في مواجهة الجماهير"، داعيا الجميع إلى "استخدام منهج العقلانية والرشد كسلاح فعال في مواجهة تعسف السلطة في استخدام القوة والعنف اضافة إلى ضرورة تمرد الجميع على النزعة الفئوية".

معتقل مظلوم

من جانب آخر، قال الكاتب الصحافي أحمد الديين إنه كان حاضرا في نفس المكان قبل أسبوع مع د. عبيد الوسمي، والآن يحضر للتضامن مع الوسمي وهو معتقل مظلوم، مبينا ان ما حدث يوم الأربعاء هو انعطاف خطير في علاقة السلطة مع الأمة، يراد به اضعاف دولة المؤسسات وتعطيل الدستور باسم السلطة الفعلية.

وأضاف الديين "إننا امام سلطة فعلية تتجاوز الحدود المرسومة لها في الدستور، خاصة ان الهدف بات واضحا في تعطيل حرية الصحافة وتغليظ العقوبات لملاحقة الاعلام الحر لا المشبوه، خاتما بانه ان كان الوسمي هو عنوان تجمعنا اليوم فإننا ندرك أن الكويت كلها مهددة.

وبدوره، قال النائب جمعان الحربش وهو يرفع صحيفة الاستجواب التي قدمت في المجلس صبيحة يوم الندوة إنه يتشرف بتقديمه لصحيفة الاستجواب بمعية النائبين مسلم البراك وصالح الملا، مضيفا أن هناك شخصا مدنيا أمسك بجهازة النقال واعطاه لاحد أفراد القوات الخاصة وكانت صورة الوسمي بالجهاز، وما كان من هذه القوات إلا سحب الوسمي من أمام سور المنزل للخارج لضربة.

وبين الحربش أن الحكومات في جميع أنحاء العالم تحمي الوحدة الوطنية إلا في الكويت، مشيرا إلى ان اسقاط هذه الحكومة لم يعد مسؤولية النواب وحدهم بل يتشارك معهم كافة الشعب الكويتي، فليس هناك حياة من غير كرامة، ذاكرا ما حدث مع ابنه عندما سئله عن سر ضرب الشرطة له وهو الذي كان دائما يقول له إن الشرطة لا تضرب إلا الحرامية، فقد قال له هل أنت حرامي؟، مستطردا بالقول إنه اجابه بأن الحرامي اصبح شريفا والشريف أصبح حراميا، فالحرامي يدخل اجنحة المستشفيات الفخمة وتصدر له بيانات استنكار من الحكومة.

إهدار الكرامات

وبدوره، بدأ النائب مسلم البراك حديثه بالقول: إن الرجل الفاضل جاسم القطامي عندما طلب منه قمع المظاهرة في عام 1956 قدم استقالته فورا، قائلا إنه لا يمكن اهدار كرامات الناس، مشيرا إلى أن وزارة الداخلية كذبت على المواطنين في مؤتمريها باسم وزيرها.

وأشار البراك إلى أن "ما حصل من تفريغ للدستور في عهد حكومة المحمد شيء مخيف، وإذا سكتنا اليوم من الممكن ان يتعرض أي مواطن كويتي داخل بيته للقمع واهدار كرامته"، موضحا ان اللواء الشمالي عندما منحنا فرصة ربع ساعة قلنا له سنجعل السعدون يتحدث خمس دقائق ونفض الندوة، ويبدو ان الداخلية لم يعجبها تقبلنا للمهلة وبدأت بالهجوم الفوري، داعيا الموجودين إلى عدم السماح لاحد بأن يجرهم إلى الانقسام الطائفي.

وقال البراك إن رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد لم يعد قادرا على إدارة البلد، ونحن كنواب اما ان نؤدي دورنا وواجباتنا تجاه الأمة وإما أن نجلس في بيوتنا"، مشيرا إلى أن "المحمد هو من دمر الإعلام وانتهك الدستور واهدر كرامات المواطنين ولوث العمل السياسي"، خاتما كلمته بالقول: "سنحتفل بإقالة من أهان كرامة المواطنين وهو ناصر المحمد الأحمد الصباح".

رسالة الوسمي

قدمت جمعية أعضاء هيئة التدريس عرضا مرئيا حوى عددا من الصور الفوتوغرافية لأحداث ندوة إلا الدستور، مرفقة ببعض التسجيلات المرئية من قناة الجزيرة.

وقال الوسمي إن الحكومة التي تهين كرامة مواطينها ليست حكومة محترمة، مؤكدا على أن من حق الكويتيين أن تدار بلدهم من قبل حكومة تنمي ثروات البلد، مشيرا إلى أن بقاء هذه الحكومة اهانة متعمدة للشعب الكويتي.

لقطات

• ألقت المحامية المتخرجة في كلية الحقوق هبة الصالح كلمة تضامنية نيابة عن طلبة كلية الحقوق.

• قام أحد الحضور أثناء الندوة برفع لافتة كبيرة احتوت على صور من الأحداث، داعيا الشعب إلى الوقوف صفاً واحداً ضد هذه الإهانة.

• أثناء حديث أحمد الديين، قال د. عواد الظفيري: "إن وزارة الداخلية والله العظيم يكذبون".

• كان من المفترض إقامة الاعتصام التضامني في الساحة المفتوحة بين كليتي الحقوق والعلوم الاجتماعية، إلا أن سوء الأحوال الجوية أرغم المنظمين على نقلها إلى مسرح عثمان عبدالملك في "الحقوق".

• شهدت الندوة حضوراً طلابياً ونيبايباً وأكاديمياً كبيراً.

back to top