أسيل العوضي... وأخواتها!

نشر في 15-09-2010
آخر تحديث 15-09-2010 | 00:01
تميزت العوضي عن قريناتها الثلاث بأنها كانت بعيدة عن دائرة الاستفادة، ومع قليل من حزم الأمر، واستشارة المخلصين لا المطبلين أو قليلي الخبرة ممن هم حولها، فإن الدكتورة أسيل بالتأكيد ستكون الوجه النسائي الوحيد من الأربع التي ستعود مجدداً إلى «قاعة عبدالله السالم» في أي انتخابات مقبلة.
 سعد العجمي لأن "البدايات نهايات"، وكون "ليالي العيد تبين من عصاريها"، فإن سنة برلمانية ونصف السنة تقريباً انقضت على تجربة المرأة الكويتية كنائبة، كفيلة بأن نقول إنها تجربة فاشلة بكل المقاييس، وإنها أساءت- أي التجربة- للمرأة قبل غيرها، بل وقد تجعل من وصول أي امرأة إلى قبة البرلمان مرة أخرى مسألة صعبة إن لم تكن مستحيلة.

سلوى الجسار: قد تكون الوحيدة من النائبات التي لم تتوقع النجاح، وجاء وصولها إلى مجلس الأمة عن طريق "ضربة حظ"، وأدركت فيما بعد أن المستحيلات لم تعد ثلاثاً بل أربعاً، الغول، والعنقاء، والخل الوفي، ونجاح سلوى الجسار مرة أخرى، لذلك كيّفت أداءها البرلماني على هذا الأساس الذي ينضح بـ"الأنانية" دون التفكير فيما سيلحق من ضرر بالتجربة النسائية جراء هذا النهج.

"الفساد ظاهرة صحية"، "لا تسيسوا السياسة"، "زوجي أفضل دكتور في الجامعة"، نماذج من التصريحات أطلقتها الجسار في أول سنة برلمان كفيلة بأن نقول إن من نكد الدنيا على الحرّ أن يسقط عبدالله النيباري ومحمد عبدالجادر وحمد المطر، وتنجح سلوى!  

رولا دشتي: قبل نجاحها سجلت حضوراً سياسياً واقتصادياً على الساحة المحلية، وبعد حصولها على عضوية مجلس الأمة شكل أداؤها صدمة لجميع المراقبين. أثير حولها الكثير من "الاتهامات" بالتنفع، وورد اسمها في بعض لجان التحقيق البرلمانية، وكانت الوثيقة التي سربت حول طلب ثلاثة ملايين لبناء مقر جديد للجمعية الاقتصادية بمنزلة "القشة" التي قصمت ظهر بعيرها وجعلته يئن تحت وطأة الاتهامات، يتزامن ذلك مع سؤال يردده كثيرون مفاده، إن نظرت إلى أسماء أعضاء مجلس إدارة "بنك وربة"، فإنك ستكتشف سر قول رولا دشتي عن بدر السعد في إحدى الجلسات "بدر ما في زيّه"؟!

معصومه المبارك: أكاديمية متمرسة، تجربتها عندما كانت وزيرة أكسبتها الكثير من الاحترام والتقدير، لكن أداءها البرلماني لم يواكب خبرتها السياسية وانتماءها للتيار الوطني، فأصبحت تناقض نفسها بنفسها، وانحازت للأسف في بعض الأحيان إلى مواقف أقرب إلى المذهبية منها إلى الوطنية. أداؤها النيابي بلا لون ولا طعم ولا رائحة، وإن صدق الحديث عن حصولها على منافع مادية أيا كانت فإن ذلك يثير علامات استفهام.

أسيل العوضي: رغم ترددها في بعض المواقف، فإنها حتى الآن مازالت تمثل الوجه المشرق للتجربة النسائية. بالنسبة لي على الأقل، وقفت آسيل مواقف من بعض القضايا لا يستطيع أن يقفها زملاء لها من الرجال ارتعدت فرائصهم ووهنت أرجلهم فلم تعد تستطيع حملهم، فانحنت ظهورهم أمام الترهيب تارة، والترغيب تارة أخرى. تميزت العوضي عن قريناتها الثلاث بأنها كانت بعيدة عن دائرة الاستفادة، ومع قليل من حزم الأمر، واستشارة المخلصين لا المطبلين أو قليلي الخبرة ممن هم حولها، فإن الدكتورة أسيل بالتأكيد ستكون الوجه النسائي الوحيد من الأربع التي ستعود مجدداً إلى "قاعة عبدالله السالم" في أي انتخابات مقبلة.

back to top