حكومة عدم تعاون

نشر في 22-04-2011
آخر تحديث 22-04-2011 | 00:00
 أ. د. فيصل الشريفي مفهوم عدم التعاون من قبل الكتل النيابية يظهر جلياً من خلال التصريحات الوقائية التي أطلقتها لتتنصل من تبعات المرحلة السابقة والقادمة كقراءة لما ستؤول إليه الأمور من عودة مبكرة إلى صناديق الاقتراع؛ مع التأكيد على التبرؤ من وزراء الحكومة المستقيلة.

قال تعالى: «رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ» البقرة- (286).

بعد استقالة الحكومة فتر الشارع الكويتي عن متابعة التشكيلة القادمة ولا أعرف لذلك سبباً؛ أهو بسبب سخونة الأحداث العربية، أم هو فتور عائد لقناعة الشارع بأن هذه الحكومة القادمة تحصيل حاصل، والحل قادم في ظل التهديدات المعلنة من بعض الكتل لرئيس الوزراء كهدف مباشر كون مواد الاستجواب يمكن تسويقها في أي لحظة؟

مفهوم عدم التعاون من قبل الكتل النيابية يظهر جلياً من خلال التصريحات الوقائية التي أطلقتها لتتنصل من تبعات المرحلة السابقة والقادمة كقراءة لما ستؤول إليه الأمور من عودة مبكرة إلى صناديق الاقتراع؛ مع التأكيد على التبرؤ من وزراء الحكومة المستقيلة، وهو أمر يدعو إلى الحيرة فكيف تقبل عقول المواطنين الكويتيين بتلك المبررات؟... «فالميه تكذّب الغطاس» وأجندة بعض الوزراء والتزامهم واضح من خلال التعيينات التي تصب بشكل مباشر لمصلحة تلك التكتلات.

ولتقريب المعنى أريد أن أسرد لكم قصة سريعة دارت مع أحد النواب المعارضين للحكومة، وعلى شكل أسئلة مختصرة علّها تفي بالغرض.

سؤال: «بو فلان ما تحمل الأيام القادمة؟»

الجواب: حل مجلس الأمة.

سؤال: لماذا؟

الجواب: حكومة ضعيفة.

سؤال: أليست فرصة لكم لتمرير كل قوانين الإصلاح؟

الجواب: لا.

سؤال: «يعني ما في إنجاز من قبلكم»؟

الجواب: كل هذه القوانين وتقول ما في إنجاز إذن أنت غير متابع.

تناقض ما بعده تناقض يشعر المتابع بأن الموضوع مرتب له بشكل يدعو إلى الشك والريبة، فكيف بمجلس أنجز هذا الكم من القوانين والتشريعات ينظر إلى مسألة التعاون مع الحكومة على أنه «خط أحمر»... ويفرح أعضاؤه بالعودة إلى انتخابات مبكرة غير مضمونة النتائج؟! فليس لذلك تفسير سوى صك براءة يضمن لهم عدم عودة الشيخ ناصر المحمد كرئيس للحكومة حتى يضحوا بكراسيهم التي لا تعني لهم شيئا أو كل شيء.

مد يد التعاون من خلال وضع آلية لاختيار وزراء يستطيعون تلبية احتياجات المرحلة القادمة أفضل من «تبييت» النية والحكم المسبق على فشل الحكومة، بدليل عدم اكتفاء الكتل النيابية بـ»الفرجة»، بل هم يمعنون في دفع البلد إلى حافة الهاوية، وهي أمور ليست مبررة، فبعض النواب يجيز لنفسه صب جام غضبه على حكومته، ثم تراه يدافع عن حكومات دول أخرى والعكس صحيح... فيا سبحان الله من تلك الازدواجية في التقييم!

نقطة في المواطنة:

لعل أبرز الأحداث المحلية لهذا الأسبوع كان خبر وفاة السيد ناصر محمد الخرافي، عسى الله أن يتقبله أحسن قبول ويلهم ذويه الصبر والسلوان، إذ كان مشهد الجنازة التي التف حولها كل أطياف المجتمع من حضر وبدو, سنّة وشيعة مهيبا، فهذا المشهد لم يكن ليتحقق لولا إيمانه بنهج تبناه طوال حياته فحصده بعد مماته.

ودمتم سالمين.

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

back to top