متخوّف من عالم السرد الروائي... عبد العزيز الحشاش: دور النشر تحبط الكاتب وتقلقه

نشر في 05-02-2011 | 00:00
آخر تحديث 05-02-2011 | 00:00
يبحث الكاتب عبد العزيز الحشاش عن حب تلاشى بين ضغوط الحياة وطغيان المصالح الشخصية، راصداً جوانب حياتية اجتماعية ونفسية عبر مجموعته القصصية «أسرار مدفونة»، مستوحياً أفكاره من الواقع الممزوج بالخيال.

عن مجموعته القصصية ومواضيعها كان الحوار التالي مع الحشاش.

حدّثنا عن مجموعتك القصصية الأخيرة «أسرار مدفونة».كتابي «أسرار مدفونة» هو إصداري الثاني في مجال القص، وأتناول فيه قصصاً وقضايا اجتماعية ونفسية مختلفة، تتحدث عن الفرد وعلاقته بالمحيط، كذلك تسلّط الضوء على موضوع شائك حول مدى تأثير المجتمع في الفرد. إلى ذلك، تتناول المجموعة أبعاد النفس الإنسانية في مواجهة المواقف الحياتية، مركزةً على العلاقة الجدلية بين الإنسان والحياة. وقد حظي الكتاب بترحيب القراء الذين استقبلوه بحفاوة، وسُوّق في دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، وقريباً في بقية دول الخليج.

لماذا اخترت هذا العنوان؟

لأن القصة الأبرز والأطول بعدد صفحاتها جاءت بعنوان «أسرار مدفونة»، وتتناول قصة حب غريبة مرتبطة بين الماضي والحاضر.

ما الأسرار التي تريد إفشاءها؟ 

بالطبع ليست أسراراً عسكرية أو أسراراً عثرت عليها في وثائق نادرة، بل هي أسرار خطيرة جداً تتسبب في تدمير حياة الإنسان وتحوّل حياته إلى جحيم إن لم يكن ينعم بصفات معينة. أعني بالأسرار، أسرار الحب الذي أود إفشائه بين الناس، فقد تلاشى تحت وطأة ضغوط الحياة والمصالح الشخصية والسعي الدائم إلى الكمال على حساب عواطفنا ومشاعرنا، ناهيك بأننا أصبحنا اليوم بحاجة إلى أن نتذكر أحداثاً مرت علينا ربما منذ 10 أعوام أو أكثر لنراجع أنفسنا ونعقد مقارنة بين ما نعيشه راهناً وما مضى، ونكتشف التغيّر فينا وتحوّلنا إلى الماديات التي أصبحت تطغى على حياتنا وعلاقاتنا.

كيف ترى جيل الشباب من الكتّاب وأنت أحدهم؟

جيل الكتاب الحالي طموح ويتصف بالحماسة بطريقة تجعله في حالة إبداع مستمر، ويسعى إلى تقديم أمور مختلفة تعكس أفكاره ورؤيته للحياة وفق منظوره الخاص. فجيلنا بغض النظر عن أخطائه وتفاوت مستوى الأعمال التي يقدمها، يدأب على إثبات الذات، ويبذل جهداً كبيراً لتحقيق ذلك. كذلك، يملك جيلنا رغبة قوية في إيصال صوته الى عالم الأدب والنشر. الكتابة حق مشروع وحلم يبدأ صغيراً ونتمنى أن ينتهي كبيراً.

هل ثمة معوقات أمام هذا الجيل؟

أبرز المعوقات متعلّق بالنشر وآليته التي تختلف من دار إلى أخرى، ما يضع الكاتب في قلق مستمر وبحث عن دار آمنة تنصفه وكتابه لينشره من دون أن يشعر بالغبن. فدور النشر تتعامل مع الكاتب وفق معايير تجارية فحسب، معايير تخضع لقوانين الربح والخسارة.

عدا ذلك فإنني أرى أن الظروف مهيأة أمام الشباب لدخول الساحة الأدبية، والدليل وجود مسابقات أدبية وثقافية تكشف الموهوبين بفن القصة والشعر وغيرهما من الفنون، إضافة إلى وجود «منتدى المبدعين» في «رابطة الأدباء» التي تحتضن المواهب الشابة من الكتاب الشباب مقدمةً لهم الرعاية أدبياً وثقافياً.

لماذا آثرت ضيق القصة على وسع الرواية؟

كنت متخوّفاً جداً من سبر عالم السرد الروائي، لا سيما أن ثمة مكونات متنوعة يجب أن يتصف بها العمل الروائي، لذلك فضّلت التريّث وعدم الاستعجال، وحرصت على نضوج فكرة العمل والتمرّس أكثر في الكتابة الأدبية من خلال القص، لأن الفرق كبير بين الكتابة التلفزيونية والعمل الأدبي.

بصراحة، خشيت التعثّر لأن بداياتي في الكتابة كانت مع القصة القصيرة، فشعرت بأن قلمي التصق بهذا النوع من الأدب، لا سيما أني أشبّه القصة القصيرة بالصرخة التي ينفض فيها الكاتب ضغوطاً معينة تقيّده نتيجة حالة إنسانية يعيشها.

هل ستتطوّر قصتك القصيرة إلى رواية؟ 

راهناً، أنا في طور كتابة روايتي الأولى بعنوان «شارع 66» وأنا متحمس لها كثيراً، إذ استغرقت في التحضير لها مدة ستة أعوام، ووجدت أن الوقت أصبح مناسباً للإعلان عن هذه الرواية التي سيتزامن موعد طرحها في الأسواق مع معرض الكتاب في نهاية هذا العام.

حاولت خلال الفترة الفائتة تطوير أدواتي والعمل بجد لاكتساب الخبرة الكافية التي تعينني على إنجاز عملي الروائي الأول.

ما رأيك في إقدام الأدباء الشباب، وأنت من بينهم، على نشر كتبهم على نفقتهم الخاصة؟

أعتقد بأنها خطوة تحل إشكاليات كثيرة، وتسهل على الكاتب الشاب العراقيل.

بالنسبة إليَّ، شكّل النشر على نفقتي الخاصة حلاً كان لا بد لي من اتخاذه لأسهّل عملية النشر عبر دار النشر التي أملكها لأكون ممسكاً بزمام الأمور في ما يتعلق بطباعة أعمالي.

والتصدي لهذه المهمة يؤكد الروح المتّقدة لدى الشباب لتنفيذ أفكارهم، والتغلب على الصعوبات التي تقوّض إبداعاتهم.

هل الواقع يكفي لتقديم نتاج أدبي مشوّق؟

قد يكفي، لكن في إطار محدود. فالكتابة في النهاية هي شطح من الخيال، حتى وإن كتبت الواقع فأنت تكتبه وفق رؤيتك ومن منظورك الشخصي، لذلك لا بد من أن تضيف إليه من خيالك ككاتب.

لذا أجد أن الواقع لا يكفي لتقديم نتاج أدبي مشوّق، فالقارئ يقرأ لأنه متعطّش ليسبح معك في عالم من الخيال الخاص بك... عالمك أنت ككاتب... فالخيال مطلوب أيضاً ومهم جداً ليكون ممزوجاً بالواقع في الأعمال الأدبية.

وجديدك?مثلما ذكرت لدي رواية «شارع 66» التي أعكف على كتابتها وهي تأخذ معظم وقتي. كذلك، أجهّز لمجموعة أعمال درامية تلفزيونية ستُعرض في شهر رمضان المقبل.

لمحة ذاتيّة

عبدالعزيز الحشاش قاص وكاتب وسيناريست تلفزيوني، خريج جامعة الكويت - كلية العلوم الاجتماعية قسم علم إجتماع، وعضو في «رابطة الأدباء» الكويتية.

حاصل على جوائز عدة وشهادات تقدير في مجال كتابة القصة القصيرة والمسرحية، ونشرت له قصص ومقالات في الصحف والمجلات المحلية والعربية، كذلك حققت أعماله التلفزيونية انتشاراً واسعاً، وشارك في أعماله نجوم من معظم دول الخليج العربي. من أبرز أعماله التلفزيونية والإذاعية: «عيون الحب» و«أيام الفرج» و»خيوط ملونة» و«لا طاح الجمل» و«القلب الحنون» و«المسامح كريم» و«راعي الديوانية».

إصداراته الأدبية: «كتاب إنه الليل يأتي»، و«أسرار مدفونة».

back to top