القراصنة العراقيون يعترفون أمام النيابة العامة بقتل العسكري العنزي
اعترف القراصنة العراقيون الاربعة الذين اعتقلتهم قوات الامن الكويتية امس، امام النيابة العامة بأنهم قتلوا العسكري الكويتي خلال محاولته الكشف عن هوياتهم الشخصية في البحر، بعد ان خطفوه وحاولوا التخلص منه قبل وصول قوات الامن الكويتية لمساندته.وقالت مصادر مطلعة لـ"الجريدة" ان القراصنة الاربعة كانوا على متن الزورق وبمعيتهم خمسة اشخاص آخرين تمكنوا من الهرب خلال عطب قاربهم من قبل قوات الامن الكويتية، لكن الشرطة العراقية اعتقلتهم لحظة دخولهم المياه الاقليمية العراقية".
وأضافت المصادر ان "الاربعة المعتقلين كانوا جميعاً احداثا لا تتعدى اعمارهم الستة عشر عاماً سوى شخص واحد هو زعيمهم قائد الزورق الذي في العقد الرابع من عمره، ويدعى (ط، ح، س) واعترف الاحداث الثلاثة بأنه هو من رمى العسكري الكويتي وقتله "، موضحة انه "حينما واجهت النيابة الزعيم بأقوال الاحداث اعترف بجريمته بعدما كان ينكرها طوال فترة التحقيق معه"، مؤكدة ان "الاربعة اعترفوا بأنهم قراصنة وليسوا بحارة، بعد ان دحضتهم حجج وزارة الداخلية التي قدموها للنيابة العامة".من جهتها اعربت الحكومة العراقية أمس، عن اسفها ازاء استشهاد احد افراد قوات خفر السواحل الكويتية بطلق ناري اثناء اعتراض زورق عراقي اخترق المياه الاقليمية الكويتية، وقالت ان تحقيقا رسميا قد بدأ بشأن الواقعة مع بحارة عراقيين. وأوضح المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ في بيان صحافي ان "سلطات الامن العراقية بدأت باجراء تحقيق مع خمسة بحارة عراقيين انتشلوا من قبل القوات البحرية العراقية اثر الواقعة".ويعتقد انه كان على متن الزورق العراقي المتسلل تسعة بحارة انتشل خمسة منهم من قبل القوات البحرية العراقية فيما اعتقلت قوات خفر السواحل الكويتية البحارة الاخرين اثر اغراق زورقهم بعد اطلاقهم النار على الجندي الكويتي.وقال الدباغ ان الحكومة العراقية تعرب عن اسفها "لاستشهاد احد افراد القوات الكويتية، وان الحكومة العراقية بدأت بإجراء التحقيق مع خمسة من البحارة العراقيين الذين تم انتشالهم من قبل القوات البحرية العراقية".وأضاف "تعلن الحكومة العراقية بأن حادث الزورق العراقي يوم أمس الاول يؤكد الحاجة للعمل المشترك مع دولة الكويت لضبط الحدود وعدم السماح لهذه الحوادث المؤسفة بأن تؤثر على العلاقات الطيبة بين العراق والكويت الشقيق بما يضمن أمن وسلامة البلدين".وكانت وزارة الداخلية الكويتية اعلنت استشهاد وكيل عريف عبدالرحمن موسى عبدالرحمن وادي العنزي احد افراد الادارة العامة لخفر السواحل اثناء ايقاف الزورق الذي كان يضمه وعددا من افراد الادارة ضمن المياه الاقليمية الكويتية.وقال بيان للوزراة ان المنظومة الرادارية في الادارة العامة لخفر السواحل رصدت هدفا بحريا في المياه الاقليمية الكويتية وعند التعامل معه اتضح انه زورق عراقي وطلب منه التوقف فلم يمتثل فجرى التعامل معه لاستيقافه بالقوة. واضاف انه نجم عن ذلك استشهاد احد افراد الادارة العامة لخفر السواحل وتم اعطاب الزورق العراقي وغرقه في المياه وضبط بحارة عراقيين والتحفظ عليهم لاتخاذ الاجراءات الامنية اللازمة معهم.وعلى صعيد متصل، وفي مقبرة الصليبخات حيث دفن الشهيد العنزي، قال والده ان استشهاده فخر لاسرته والشعب الكويتي ، مفيدا انه ما ان دخل في الداخلية الا وهو واضع خدمة الكويت نصب عينيه.وأكد انه فخور بوجود وحضور ابناء الوطن من اجل التعزية ، لا سيما ان تقدمهم رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية وقياداتهم بالاضافة الى زملاء الشهيد.من جانبه اكد وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد ان الشهيد هو احد الابطال الكويتيين، الذين يقومون بواجبهم في مختلف المواقع التي يخدم فيها بلاده، حيث هذا الامر ما جبل عليه ابناء الكويت دائما بان يفدوا بلادهم بأرواحهم على اكمل وجه سواء في البر او البحر او في الجو، مشيرا الى انهم فخر للبلاد، والشهيد وسام على صدور الكويتيين.من جهته، اعتبر وكيل وزارة الداخلية الفريق غازي العمر ان "هذا الامر الذي تعلمناه من اجل خدمة البلاد وهو واجب على الجميع"، مشيرا الى ان دم الشهيد لم يذهب هدرا، كاشفا انه تم القبض على الجناة الذين ليس لهم علاقة بالسلطات العراقية، مفيدا ان هذه الحوادث ليست وليدة اللحظة وهي متكررة.ومن ناحية أخرى، قال مدير الادارة العامة للجنسية والجوازات اللواء فيصل النواف بانه شهيد الواجب، والشهيد مثال لرجال الداخلية الذين يفدون الكويت بدمهم وارواحهم، ويبذلون الغالي والنفيس من اجل بلادهم.الى ذلك قال وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون العمليات الدكتور مصطفى الزعابي ان وجود الكم الهائل من قيادات الداخلية يتقدمهم رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية يعتبر دلالة على اهتمام الحكومة بتشييع الشهيد وهو رمز من رموز التضحية، مؤكدا ان القيادات في الداخلية لا تفرق بين ابنائها.وقال مدير امن الجهراء العميد محمد طنا ان الشهيد هو شهيد الواجب الذي يبذله اي كويتي من اجل بلاده، مؤكدا ان جميع ابناء الوطن مستعدون ان يبذلوا الغالي والنفيس من اجل الكويت، واستذكر انه يعرف شخصيا الشهيد مؤكدا انه كان مثالا يحتذى به وفخر للبلاد.حضر الى دفن الشهيد العنزي رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد ووزير الداخلية وجميع قيادات وزارة الداخليه والوكلاء المساعدين، ثم قامت فرقة من اكاديمية سعد العبدلله للعلوم الامنية بعمل عرض عسكري على وفاة الشهيد العنزي.