العسعوسي لـ الجريدة: هدفنا استقطاب دول المنطقة للعلاج في الكويت نطمح إلى حصول مستشفى الصدري على الاعتراف الكندي كمركز عالمي للقلب

نشر في 07-02-2011 | 00:00
آخر تحديث 07-02-2011 | 00:00
أعلنت نائبة مدير مستشفى الصدري د. ريم العسعوسي إنشاء مبنى جديد للعيادات الخارجية بدلا من المبنى القديم الذي تأسس قبل أكثر من خمسين عاما وتحديدا في عام 1959».

وأكدت العسعوسي في حوار مع «الجريدة» أنها رفعت أخيرا اقتراحا إلى وزير الصحة د. هلال الساير الذي رحب بالفكرة ووعد بتوفير مبنى متطور عقب الحصول على متبرع، مؤكدة أن هذا المبنى سيكون محازيا للمستشفى ومطلا على البحر مباشرة، لافتة إلى أن المساحة الإجمالية للمشروع تبلغ 3 آلاف متر مربع وبكلفة 3 ملايين دينار، مضيفة أن هذا المبنى سيشتمل على دور كامل للعيادات الخارجية لفشل القلب، إضافة إلى دور سيخصص لبرنامج للعلاج التأهيلي للمرضى عقب اجرائهم العمليات الجراحية.

وقالت إن «هدفنا في المرحلة المقبلة هو جعل مستشفى الصدري مركزا لجذب العلاج السياحي في المنطقة، خصوصا عقب تطويره ومع وجود الموقع المتميز له على البحر مباشرة»، موضحة أن العمل قائم الآن لإنشاء جناح كامل لفشل القلب هو جناح شيخان الفارسي، مشيرة إلى أن هذا الجناح سيضم غرفا وعيادات لفشل القلب وأسَرة، كاشفة عن الانتهاء من وضع الخطط والقواعد الأساسية للنظام الالكتروني في المستشفى، لافتة إلى أن النظام الالكتروني للمعلومات سيربط أقسام المستشفى بعضها ببعض وسيساهم في تطوير الخدمة داخل المستشفى وسيكون باستطاعة المريض من خلال جهاز الـ«آي فون» الدخول من بيته إلى المستشفى ومتابعة حالته الصحية والتواصل مع طبيبه، وفي ما يلي تفاصيل الحوار:

• كم عملية قلب يجريها المستشفى سنويا وكذلك عمليات القسطرة؟

- نجري سنويا داخل المستشفى الصدري ما لا يقل عن 7000 عملية قسطرة و600 عملية قلب مفتوح وهو عدد كبير جدا بالمقارنة بالمستفيات الأخرى في منطقة الخليج والوطن العربي، ويمكننا القول إنه خلال السنوات الثماني الماضية لم يتم إرسال أي مريض لإجراء القسطرة في الخارج، فوحدة قسطرة القلب التي يرأسها د. إبراهيم الرشدان والذي يعد أمهر أطباء القلب في المنطقة تعد مفخرة لنا جميعا، وأود الإشارة هنا إلى أن بعض المرضى يجرون عملية القسطرة خلال 24 ساعة ويغادر إلى بيته، وهذا كله راجع إلى أن المستشفى يضم أطباء مشهودا لهم بالكفاءة ولهم سمعة وشهرة واسعة سواء داخل الكويت أو خارجها من أمثال د. إبراهيم الرشدان وهو شخص ذو مستوى مرموق وأنجز العديد من الاختراعات في مجال القسطرة وحاول طوال فترة وجوده في المستشفى تطوير الوحدة من خلال إدخال العديد من التقنيات وإجراء العديد من العمليات النادرة وقام أخيرا بإجراء إحدى أهم عمليات التسرع القلبي وهذه الإنجازات الممتازة تساهم في زيادة ثقة المواطنين في الخدمات الصحية التي نقدمها.

قلب صناعي 

• أجريتم قبل فترة وجيزة عملية زرع قلب صناعي، فما الذي يعنيه لكم نجاح هذه العملية؟

- لله الحمد، العملية تعد نقلة نوعية وانجازا عظيما للشعب الكويتي، كما أن نجاح عملية زراعة قلب صناعي لأحد المرضى يعد إنجازاً طبيا كبيرا لنا وهو أحد الانجازات البعيدة في برنامج فشل القلب، وبالتأكيد ستجعل هذه العملية رؤية المراكز العالمية للمستشفى مختلفة وسيتم النظر إلينا على أننا مركز مرموق على مستوى المنطقة، فهذه العملية تجرى للمرضى الذين يعانون فشلا كبيرا في القلب ويحتاجون إلى زراعة قلب، وقد كان في السابق الحل الوحيد هو زرع القلب أما الآن فالبديل هو تركيب بطارية او جهاز يتم إيصاله بالبطين الأيسر للقلب ويقوم بزيادة ضخ القلب للجسم بشكل أكبر وبالتالي يعمل على زيادة كفاءة القلب وكأن المريض يحصل على قلب جديد، ومن مزايا هذا الجهاز أنه خفيف ويمكن التحكم به وشحنه، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن هناك قطاعا كبيرا من مرضى القلب بالكويت يعانون فشلا تاما في القلب وهذه العملية تمثل أملا جديدا لهم، وهناك قائمة من مرضى فشل القلب يتم تحديدها من قبل برنامج فشل القلب في المستشفى وسيتم دراستها وطرحها على الفريق لتوفير العلاج اللازم لهم ومن ثم إجراء العملية لهم.

• وكم تكلف عملية زرع قلب صناعي؟

- البطارية فقط تكلف من 70 إلى 80 الف دينار إضافة إلى مستلزماتها، ولا بد من الإشارة إلى أنه في حال أجريت العملية في الخارج فستكلف مئات الآلاف من الدنانير ونحن حينما أجرينا العملية داخل الكويت وفرنا الإقامة على المريض داخل غرفة العناية المركزة التي تكلف في اليوم الواحد نحو 1500 دينار وقد تمتد إقامة المريض لنحو شهر كامل هذا بخلاف تذكر السفر والمرافقين، واعتقد أن الفائدة الأهم التي حققناها وتفوق النجاح المادي هي النجاح المعنوي من أننا كسبنا ثقة الناس في الخدمات الصحية الداخلية.

الخدمات اللوجيستية 

• وما هو جديدكم في المستشفى؟

- نحن الآن بصدد عمل تطوير شامل داخل المستشفى وبدأنا خطة مع جميع الأقسام لهذا التطوير وهناك تعاون ورغبة قوية من جانب جميع الأطباء لتقديم وتطوير الخدمات داخل المستشفى فجميع الأطباء متفقون على مسألة واحدة هي مصلحة المريض واعتقد أن هذه الرؤية هي التي يجب أن تطبق في جميع المستشفيات وهي رؤيتنا في مستشفى الصدري وهي إرضاء المريض، نحن نطور على أساس قياس رضا المريض، أود التأكيد على أن مستشفى الصدري يعد من أحدث المستشفيات ويحتوي على أحدث الأجهزة والتقنيات سواء في غرف العمليات أو وحدة القسطرة او داخل الأجنحة، كما أن المستشفى يتميز بوجود نخبة من عمالقة الأطباء نكن لهم كل التقدير والاحترام وتربطنا بهم علاقة متميزة، وهنا لا بد من التأكيد على أهمية التواصل بين الإدارة والأطباء في نجاح العمل، ومن الخطأ والخطورة أن يكون جو العمل مشحونا وأن تسود الخلافات بين الأطباء وبين الإدارة ما ينعكس على نفسية الأطباء وهو ما يؤثر في المريض بالسلب، كما نهتم بتطوير الجودة والنوعية في الخدمة الإدارية فمعظم المرضى راضون عن الخدمات الصحية والإكلينيكية داخل المستشفى، لكنهم غير راضين ومستاؤون من الخدمات اللوجستية ومن بينها الإدارية وهي أمور نحاول الآن التغلب عليها.

ومن بين الخطوات التي ستحدث نقلة نوعية في أداء المستشفى تطبيق النظام المعلوماتي وتطوير الجودة من خلال قياس رضا المرضى وقياس رضا العاملين وعملنا على إنشاء فرق مشتركة داخل المستشفى للقيام بهذه المهام، كما أن العمل قائم الآن على إنشاء جناح كامل لفشل القلب هو جناح شيخان الفارسي، الذي سيضم غرفا وعيادات فشل القلب وأسَرة، كما أننا استحدثنا برنامج فشل القلب الذي سيعنى بكل المرضى الكويتيين الذين يعانون فشل القلب، والسبب في تأسيس هذا البرنامج هو أن أمراض القلب هي المسبب الأول للوفيات في الكويت، كما أننا بدأنا في تشغيل عيادات خارجية لهذا التخصص يشرف عليها طبيب كندي موجود بشكل دائم في المستشفى ويقوم بتطبيق النموذج الكندي في الكويت، وهذه العيادات تقوم بالإتصال بالمرضى الذين يعانون فشلا في القلب وندعوهم إلى مراجعة الطبيب وخصوصا انه تم تحديد بروتوكول كامل لكيفية متابعة هؤلاء المرضى.

وقد انتهينا من وضع الخطط والقواعد الأساسية للنظام الالكتروني وسيتم البدء في المرحلة الأولى من النظام ومن ثم الانتقال إلى المرحلة الثانية وهي وضع النظام الالكتروني للمعلومات لربط أقسام المستشفى بعضها ببعض وهو ما سيساهم في تطوير الخدمة داخل المستشفى.

وأود التأكيد على الأهمية البالغة للنظام الالكتروني الذي سيمكن المريض من خلال جهاز الـ«آي فون» الدخول من بيته إلى المستشفى ومتابعة حالته الصحية والتواصل مع طبيبه، كما أن هذا النظام سيؤدي إلى نقلة نوعية أخرى من خلال تواصل الأطباء بعضهم مع بعض وسيكون باستطاعة الأطباء في المستقبل ان يكونوا على علم بحالة المريض الصحية من خلال شاشة تبين نبض القلب لدى المريض وضغط دمه، وأود التأكيد على أن هذه التكنولوجيا ستحافظ وتضمن سرية معلومات المرضى.

تواصل 

• هل هناك تواصل بينكم وبين المستشفيات الأخرى المتخصصة في القلب داخل الكويت؟

- نعم بكل تأكيد هناك تواصل بين مستشفى الصدري ومركز الدبوس للقلب في منطقة العدان وكذلك هناك تواصل بين مختبراتنا والمختبرات الأقليمية الأخرى في المنطقة.

• متى يأتي اليوم الذي نقول فيه لا علاج لمرضى القلب في الخارج؟

- هذه الهدف مطبق الآن ولا يغادر مرضى القلب للعلاج في الخارج إلا في الحالات الطائة جدا ومن بينها زراعة القلب فقط ، كما أن اللجان الطبية التخصصية داخل مستشفى الصدري لا تبعث أي مريض للعلاج في الخارج، وبكل ثقة أقول إننا لسنا بعيدين عن تحقيق هذا الهدف بل قريبون منه جدا.

• من المعروف أن مستشفى الصدري من أفضل المستشفيات المتخصصة ليس في الكويت فحسب ولكن في المنطقة برمتها، ترى ماذا أضاف إليكم التعاقد مع جامعة «ميغيل» الكندية؟

- أبرمت وزارة الصحة اتفاقية تعاون مع جامعة ميغيل الكندية بتاريخ مايو الماضي ودخلت الاتفاقية حيز التنفيذ الفعلي في أكتوبر الماضي، وبدأ الفريق الكندي في زيارات تقييمية وإعطاء نظرة تقييمية للمستشفى وحصر الاحتياجات وهذا التعاون نص على وجود فرق تحضر بشكل شهري إلى الكويت أسبوعين في جميع التخصصات من بينها جراحة وأمراض القلب، وقام الفريق بإجراء العديد من العمليات الجراحية سواء للكبار أو الصغار وكان هناك تركيز من قبلهم على إجراء العمليات وذلك لتحقيق هدف كبير هو تقليل ابتعاث المرضى للعلاج في الخارج، إضافة إلى تطوير الخدمة وبالتالي زيادة ثقة المواطن في الخدمات التي نقدمها والاستغناء عن السفر للعلاج في الخارج، ومن واقع تجربتنا مع الفريق الكندي هناك إنجازات تحققت وهناك عمليات جراحية كانت ترفض في السابق في الكويت ولا تجرى ولكنها الآن تجرى في الكويت، وهي عمليات معقدة وصعبة وتجرى بنجاح يضاهي نجاحها في كندا واميركا.

• كم عملية يجريها الفريق الكندي شهرياً؟

- يترواح عدد العمليات التي تجرى شهريا بين 10 إلى 12 عملية جراحية للكبار ومثلها للصغار، وهو رقم جيد لنا كأطباء وإدارة مقارنة بعدد أسرّة العناية المركزة، وللعلم فهذه العمليات كانت تجرى في السابق في الخارج، ونؤكد أنه بمقدورنا إجراء عمليات أكثر من هذا الكم ولكننا محكومون بعدد الأسرّة الموجودة في العناية المركزة، وأود القول إنه تم اختيار 4 ممرضات كويتيات للسفر إلى كندا للتدريب على تخصص فشل القلب، إضافة إلى أن 15 موظفا كويتيا من مختلف التخصصات تضم الصيدلية والمختبر والسجلات الطبية والتغذية والعلاج التأهيلي سيتم إرسالهم إلى كندا خلال الشهر الجاري للتدريب واكتساب الخبرات، حيث إن التدريب والتعليم المستمر هو أحد الأهداف التي تسعى إدارة مستشفى الصدري إلى تحقيقها لموظفيها لإيمانها بأهمية ذلك في تطوير العنصر البشري ومن ثم تطوير الأداء داخل المستشفى بشكل عام.

الفريق الكندي 

• إلى أي مدى أنتم راضون عن التعاون مع الفريق الكندي؟

- رضانا عن التعاون مع الجانب الكندي ممتاز وأهم أسباب نجاح العمل مع الفريق الكندي هو تفهم الكنديين أنفسهم لطبيعة العمل داخل المستشفى، وقد أنجزنا الكثيرمن الأشياء خلال الفترة الماضية منها على سبيل المثال لا الحصر، إجراء عمليات زرع الصمامات المعقدة والصعبة وعمليات القلب المفتوح، كما أننا قمنا بإجراء عمليات معقدة لحالات شرايين وصمامات لشخص في آن واحد، إضافة إلى عمليات التشوهات الخلقية للأطفال التي كنا في السابق نبتعثها للخارج والآن تجرى في الكويت، كما قللنا من متابعة المرضى للعلاج في الخارج ونقوم بمتابعة علاجهم داخل الكويت من خلال أطبائنا المشهود لهم بالكفاءة العالية.

وهناك إنجازات أخرى ومن بينها أننا استطعنا أخذ أنسجة قلب لمرضى كويتيين تم إجراء زراعة قلب لهم في حين كان في السابق يسافر المرضى إلى الخارج لتحليل هذه الأنسجة، ونحن الآن وفرنا السفر وأصبحنا نأخذ العينة ونقوم بتحليلها خارج الكويت، وقد أجرينا 4 حالات لمرضى قلب وأخذنا 4 أنسجة منهم بواسطة أطبائنا الكويتيين والكنديين الموجودين في الصدري ونطمح في المستقبل إلى أن يتم قراءة نتائج هذه الأنسجة داخل الكويت، والآن يتم تدريب الفنيين في مختبر الأنسجة على قراءة هذه العينات وبذلك نغلق ملف متابعة مرضى القلب بالخارج نهائيا.

• ما الذي تتمناه على الصعيد الصحي؟

- اتمنى أن يحصل مستشفى الصدري على الاعتراف الكندي كأحد مراكز القلب المعترف بها عالميا، واعتقد أن عملية زراعة القلب الصناعي التي أجريناها مؤخرا بنجاح سوف تضعنا في مصاف المستشفيات الأفضل على مستوى منطقة الشرق الأوسط، وفي المرحلة المقبلة ستنظر لنا جميع مراكز القلب الدولية على أننا مستشفى مرموق وبالتالي زيادة الثقة في خدماتنا الصحية.

وأود التأكيد على فكرة في غاية الأهيمة وهي أن جميع دول العالم تسعى إلى توفير وتقديم العلاج السياحي على أراضيها، ونحن نسعى بلا شك إلى ذلك، وأعتقد أن تطوير الخدمات الصحية داخل «الصدري» تعد فرصة ذهبية لكي نكون موقعا جاذبا للعلاج السياحي في المنطقة، خصوصا مع وجود موقع متميز للمستشفى على البحر مباشرة، لذلك فإن هدفنا في المرحلة المقبلة هو جعل الكويت مركزا لجذب السياحة العلاجية في المنطقة.

سلبيات العلاج  في الخارج

أكدت د. ريم العسعوسي أنها قامت بإجراء بحث على الجوانب السلبية للعلاج في الخارج على المرضى وذويهم وجدت أن مضاعفات العلاج في الخارج ليست في التكلفة المادية فقط. وبينت أن ابتعاث المريض للعلاج في الخارج يقلل من ثقة الجمهور في الخدمات الصحية في الداخل بالإضافة إلى الأضرار النفسية التي تقع على المريض وذويه من جراء البعد، متسائلة عمن سيحاسب هذا المستشفى في حال حدوث خطأ طبي. ولفتت العسعوسي إلى أن مستشفى الصدري من أهم المستشفيات في الكويت وهي الوحيدة التي تغطي جميع مناطق الكويت رغم افتتاح مراكز للقلب في مناطق الكويت، مبينة أن ثمة معوقات تعترض العمل من بينها البيروقراطية والروتين الذي يؤدي إلى تأخر الإنجازات.

back to top