مثلّث الصراع: هيفا - الأحمديّة - رولا سعد... متى ستكون نهايته؟
فوجئت رولا سعد، قبل لحظات من اعتلائها خشبة المسرح في الإسكندرية لإحياء حفلة لمصلحة نادي الروتاري يعود ريعها إلى مرضى السرطان من الأطفال، بالقوى الأمنية تقتحم المكان وتمنعها من الغناء تنفيذاً لأمر أصدره نقيب المهن الموسيقية في مصر منير الوسيمي بعد مخالفتها قراراً قضائياً يحظّر عليها أداء أغنية «إيه ده إيه ده» التي تُعتبر ملكاً لهيفا وهبي.أعلنت مصادر مقرّبة من رولا سعد استغرابها هذا الإجراء خصوصاً أن قرار المنع من الغناء في مصر لا يُتخذ إلا في حال مخالفة قوانين النقابة أو أقدم الفنان على تصرف يسيء إلى سمعة مصر أو سمعة الفن عموماً.
في المقابل، لم يصدر عن هيفا أي تعليق حول قرار النقابة، لكن يبدو أنها وجهت ضربة قاسية إلى سعد لأنها لم تنسَ أن هذه الأخيرة استغلت الخلاف بينها وبين المنتج الفني حمادة اسماعيل ودخلت على الخط واستمالته ليقف إلى جانبها ويعطيها إحدى أغنياتها، كذلك لم تنسَ هيفا أنها فور فسخ خطوبتها من الملياردير السعودي طارق الجفالي بدأت سعد تتقرب منه وتلتقط معه الصور شمالاً ويميناً. على رغم أن هيفا متزوِّجة اليوم وتعيش بسعادة وأن الجفالي انتقل إلى جوار ربه، لكن لا يمكن أن تنسى هيفا فكرة أن هذا الأخير كان صديقاً حميماً لسعد التي صرّحت بذلك مراراً وتكراراً. حلف حديديلا تتوقّف القصة عند الثنائي هيفا وسعد بل دخلت على خط الصراع الإعلامية نضال الأحمدية بعدما عقدت حلفاً حديدياً مع سعد على خلفية صراعها مع هيفا.من يعود بالذاكرة إلى بدايات هيفا يتذكّر كيف أن الأحمدية كانت سيفاً مسلطاً للدفاع عنها ورفضت إظهارها بصورة امرأة جميلة وعارضة أزياء مشهورة فحسب، إنما أبرزت الوجه الآخر لها وهو وجه الأم المعذّبة بسبب حرمانها من ابنتها الوحيدة زينب، وعندما غادرت الأحمدية مجلة «نادين» وأصدرت المطبوعة الخاصة بها «الجرس» تصدرت هيفا ومريم نور العدد الأول.لكن ما لبثت الصداقة أن تحوّلت إلى عداوة ودخلت كلتاهما أروقة المحاكم، فقد اتهمت هيفا سعد والأحمدية بفبركة فيلم إباحي يسيء إلى سمعتها ولا نعرف لغاية اليوم من ربح القضية، فكل واحدة من هذا الثلاثي تؤكد أنها ربحت القضية وتريد إفهام الأخرى أنها الأقوى والأكثر تأثيراً أمام الرأي العام، وما حصل مع سعد في الجولة الأخيرة من الحرب هو رسالة قاسية تشدّد فيها هيفا بوضوح وصراحة على أنها رقم صعب وصعب جداً وأن الحرب تخطت مرحلة تسجيل النقاط إلى مرحلة تسديد الضربات. حرب ضروسيبدو أن الحرب مع الأحمدية أكثر ضراوة والأسلحة فيها أكثر فتكاً، ففيما تهاجم الأحمدية هيفا عبر مجلّتها، سخّرت هذه الأخيرة مطبوعات أخرى للوقوف إلى جانبها. عندما احتدم الخلاف بين هيفا وبين شقيقتها رولا يموت، لجأت الأخيرة إلى مجلة «الجرس»، فردت هيفا من خلال المجلة التي تساندها باستمرار وتحوّل الصراع العائلي، بكل أسراره وكواليسه، إلى مسلسل أسبوعي بنسختين: الأولى تعبّر عن وجهة نظر هيفا والثانية عن وجهة نظر رولا، لدرجة أن الأخيرة كانت على وشك احتراف الغناء للوقوف في وجه شقيقتها وحضرت حفلة إطلاق إحدى أغنيات الفنانة قمر والتقطت الصور التذكارية معها، في وقت طرحت فيه قمر نفسها أو طرحتها الصحافة المنافسة الأشرس لهيفا وخليفتها المحتملة.لكن قمر غرقت في مستنقع مشاكلها العائلية والشخصية، فيما تصالحت رولا يموت مع شقيقتها وعادت إلى مقاعد الدراسة الجامعية، وعندما حنّت إلى الشهرة نشرت صوراً لها على أثر اعتداء صديقها عليها بالضرب في الجامعة بسبب غيرته الشديدة عليها. لم يبقَ في حلبة الصراع سوى الأحمدية التي خسرت أخيراً دعوى أقامتها ضدها هيفا اتهمتها فيها بجرم القدح والذم، وكما أن هيفا امرأة لا تستسلم، كذلك الأحمدية التي اعتبرت هذا الحكم جولة فحسب وتستعدّ لاستئنافه.تُعتبر الأحمدية في مجالها نجمة وتتقن لعبة الترويج والتأثير، كذلك الحال بالنسبة إلى هيفا التي تشرف على كل كبيرة وصغيرة في مسيرتها الفنية سواء عبر مكتبها الإعلامي في بيروت أو إدارة أعمالها في مصر وربما تكون الفنانة الوحيدة في الوطن العربي التي يمكن أن يُطلق عليها عبارة «وان مان شو». الحلقة الأضعف في هذا المثلث هي رولا سعد، ومن المؤكد أنها لن تسكت على هذا القرار وستساعدها الأحمدية في حملتها باعتبار أن الإثنتين في خندق واحد ضد هيفا.إلى متى ستستمر هذه الحرب الشعواء ومن سيسقط بالضربة القاضية؟ هل سيتدخّل شخص ما وتكون له سلطة متوازية على هيفا والأحمدية ويعيدهما إلى مرحلة الهدنة التي لم تدم طويلاً في العام الماضي؟ إذ يبدو أنه من المستحيل، بعد كل الذي حصل، أن تستعيد الإثنتان مرحلة التسعينيات حينما كانتا صديقتين حميمتين ولم يتخيل أحد أنه سيأتي يوم تصبحان فيه عدوّتين لدودتين.