المافيا... دولة المال والدم الرجال المحترمون يقطعون رأس الزعيم الأعلى 5
تشكّلت المافيا الأميركية الحديثة (الكوزانوسترا الأميركية) مع انتقال الإيطاليين من صقلية ونزوحهم إلى الولايات المتحدة نظراً الى انخفاض مستوى المعيشة والفقر الشديد الذي كانوا يقاسونه، وهي أمور تزامنت مع بداية الحرب العالمية الأولى في عام 1914، ومن ثم مع محاولات الزعيم الفاشستي الإيطالي بنيتو موسوليني، في ما بعد فرض قبضته الحديدية، ومطاردة جماعات المافيا في صقلية وخارجها، وقيل آنذاك إن أكثر من نصف مليون شخص هاجروا من صقلية، أي نحو ربع سكانها، الى أميركا. تحتفظ بعض الوثائق الأميركية بما تعده الظهور الأول لكلمة مافيا أو كوزانوسترا في القارة الجديدة، حيث أُبلغت الجهات القانونية الرسمية للمرة الأولى في عام 1891 عن وجود مافيا في أميركا. في ذلك العام، قتلت جماهير نيو أورليانز 11 شخصًا من دون محاكمة، وذلك لاتهامهم بارتكاب جرائم قتل. ومنذ صدور قوانين الحظر والتهريب في العشرينيات من القرن العشرين أصبح الأميركيون الذين ينحدرون من أصل إيطالي أصحاب السيطرة على كل الجرائم المنظّمة في الولايات المتحدة. وقد تنامت ظاهرة رجال المافيا هناك في بدايات القرن العشرين بهجرة الإيطاليين من أبناء الكوزانوسترا الصقلية، ممن وجدوا في الولايات المتحدة نبعاً للوفرة والعطاء لبناء حياة جديدة. وقد ألقى رجال صقلية وغيرها من مدن المافيا الإيطالية، مرساتهم على شاطئ الجريمة وبحثوا عن مكان لهم بين كبرى النقابات الإجرامية، التي كانت قد حوَّلت بالفعل حياة الليل في بعض الولايات الأميركية إلى جحيم. وقد انتقلت خطط المافيا وأساليبها مع المهاجرين بطريقة بسيطة للغاية طاردت المهاجرين الجدد الحالمين بالحرية والثروة، إذ تقاسمت منظمات سريّة مجهولة مناطق النفوذ، وفرضت على أولئك المهاجرين – ولاحقاً غيرهم- ما سمته بـ{ضرائب حماية» غير رسمية. واتخذت أولى المنظمات المافيوزية التي ظهرت في الولايات المتحدة اسم «اليد السوداء»، وتولّت في نيو أورليانز ونيويورك وعدد من المدن الأميركية الكبرى الأخرى إرسال خطابات تهديد ممهورة بتوقيع «اليد السوداء» لمن كانوا من أصول إيطالية. وكان مضمون تلك الرسائل إما الدفع أو الموت بصيغة: «نرجو منك دفع مبلغ وقدره...، إذا كنت تعطي بعض الأهمية لحياتك».
هكذا، اقتصر الأمر في البداية على فتح هؤلاء الصقليين فرعاً للمافيا في أميركا، وظلت المافيا الصقلية هي الأكثر عنفاً وأوسع نفوذاَ بسبب عملها السري الذي فرضته الحرب وضربات موسوليني الموجعة قبل أن تنهزم إيطاليا في الحرب العالمية الثانية. وقد جلب أبناء مافيا صقلية إلى أميركا عنصراً جديداً في العمل الإجرامي بدلاً من العشوائية الإجرامية الأميركية في بداية القرن العشرين، ألا وهو: التنظيم، واحترام القواعد التي لا تسمح لفرد ما بأن يتخذ قراراته بنفسه، ولا أن يسطو على أحد أو يقتله إلا بأمر من العائلة والقيادة التي تخطط بحذر وسرية ودقة لتلافي الأخطاء التي يقع فيها الأفراد. وأضافت تلك القواعد مزيداً من الاحتراف على أنشطة هؤلاء، وأثبتت نجاحها في الحفاظ على قوة العائلة، وكان من أهم الشروط للانتساب الى المافيا: أن يكون المافيوزي مستعداً لأداء يمين الولاء للعائلة حتى الموت، وأن يجيد الرماية، والأهم أن يكون إيطالياً.من جزيرة إلى جزيرة بدأت المافيا الصقلية نشاطاتها في نيو أورليانز، التي سرعان ما انطلق أعضاءها منها نحو جزيرة نيويورك أو التفاحة الكبيرة، التي أعادت إليهم أحلام جزيرتهم القديمة، وهناك اشتعلت الحرب في عام 1913 بين جنود عائلتين كبيرتين هما ماريسا ومارانزانو، إذ تجاوز عدد رجال كل عائلة الخمسمائة جندي، فيما شهدت شوارع نيويورك الخلفية صعود نجم الشابين فيثو جينو فيزي وتشارلز لاكي لوتشيانو، اللذين قررا الانضمام الى عائلة ماريسا في حربها ضد مارانزانو في 1921. وقد استمرت تلك الحرب لعقد من الزمان، وأطلق عليها حرب «كاستا لا ماريس» وهو اسم القرية الإيطالية التي نشأت فيه عائلة لاماريسا. وفيما شعر الجميع باللاجدوى والإجهاد بعد سقوط مئات الجرحى والقتلى وحاولوا التوصّل إلى اتفاقيات تقسيم نفوذ، رفض ماريسا، فوجد الملازمان جينو فيزي ولوتشيانو أن الحل الوحيد يكمن في قتل زعيمهما المتسلّط المتعطش الى مزيد من الانتقام والدماء. وفي أثناء تناول ماريسا الغداء في أحد مطاعم نيويورك الإيطالية أُنهيت حياته بوابل من الرصاص، ليصبح فيزي زعيم العائلة، ويعاونه لوتشيانو. وبعد أيام قليلة بدأت مفاوضات الصلح مع مارانزانو، لينعقد أول لقاء للمافيا في أميركا في أبريل (نيسان) 1931 في وسط نيويورك وبحضور 300 رئيس ومساعد ومستشار لوضع خطة عمل موحدة للكوزانوسترا التي حافظت على اسمها الإيطالي الأصل، ولغتها الإيطالية التي كانت لغة الحاضرين الرسمية. وفي ذلك اللقاء تعاهد الجميع على العمل من أجل نصرة الكوزانوسترا، في ظل موارد تكفي الجميع، من دون الاقتراب من تجارة المخدرات، التي تحوّلت لاحقاً الى مصدر أساسي من مصادر ثراء المافيا. كذلك، دعى سلفاتور مارانزانو الجميع لاختياره «كابو» لزعماء العائلات في الولايات المتحدة. لم يمض وقت طويل حتى اكتشف الجميع أن مارانزانو يرغب في أن يكون قيصراً جديداً لهم، ويخطّط للقضاء على معارضيه، وهذا ما رفضه فيزي ولوتشيانو. وفي سبتمبر (أيلول) 1931، دخل خمسة رجال بثياب الشرطة إلى مكتبه ليطعنوه ويقتلوه بخمس رصاصات وصلت إلى هدفها مع تحيات فيزي ولوتشيانو اللذين أثبتا لاحقاً وجودهما خارج نيويورك في التحقيقات الصورية التي أجرتها الشرطة التي كانت بلا حول ولا قوة. وبمجزرة سبتمبر انتهت إلى الأبد فكرة رئيس الرؤساء، وعاد التقسيم العائلي والعمل الحر.بعد مارنزانو تسلّم فيزي زعامة نيويورك، واشتهر بكونه رجل سياسة أكثر من كونه رجل حرب وعصابات. ورفض مع صديقه ومساعده لوتشيانو الصفقات الصغيرة، وراحا يخططان للنفوذ السياسي والتسلط الاقتصادي على الولايات المتحدة بأكملها، وعلى السوق الإيطالي. فبدأ بتصفية أعمال المنظمة وحاول إدماجها في أنشطة شرعية أو من وراء ستار، وهذا ما رفع المافيا من مجرد عصابات متناحرة إلى منظمة عالمية تملك كلمة سر بورصات العالم وأسواق المال الدولية. وقد ألقي القبض عليه في يوليو (تموز) 1958 بتهمة التهرّب من الضرائب وحُكم عليه بالسجن خمس عشرة سنة أدار من خلالها المنظمة بطريقة مثالية إلى أن مات في فبراير (شباط) 1969. وقد دُفن بناء على طلبه في ولاية نيوجيرسي حيث قصره الفخم الذي بناه ليقضي به أيامه الأخيرة. وقُدرت ثروته آنذاك بنحو 3 مليارات دولار.الزعيم المتمرّد لاعتبارات عدة، يرى البعض أن المافيا الأميركية الجديدة قد ربطتها علاقات بجماعات وأثرياء يهود، وذلك للفترة التاريخية التي صاحبت صعود مد عصابات المافيا في أميركا في فترة الحرب العالمية الأولى، التي انتهت بصدور وعد بلفور لصالح دولة إسرائيل. ومن جهة أخرى، تشير دلائل كثيرة الى أثر يهودي فريد تركته بصمة السفاح اليهودي ماير لانسكي الواضحة في ملامح وسمات المافيا الحديثة التي سعت الى المال والقوة والزحف إلى مناطق جديدة مهما كان الثمن. وتعود بداية شهرة المافيا الأميركية الحقيقية، إلى زعيم المافيا الأميركية الحديثة تشارلز لاكي لوتشيانو بدءاً من سنة 1931 بمشورة ومعاونة صديق الطفولة اليهودي ماير لانسكي مع بعض رجاله. فقد ضاق لوتشيانو بمافيا صقلية وزعمائها وتقاليدها القديمة التي رأى فيها عراقيل وأموراً ثانوية تحول دون انطلاق المافيا إلى هدفها الأساسي، وهو الوصول إلى الثروة والمال. لقد تمرد لوتشيانو على ارتباط المافيا بالأصل الصقليّ، إذ كان يعتبر أن الجميع يستطيعون أن يكونوا في المافيا، كذلك رفض تقديس المافيا الصقلية في العمل الإجرامي قيم الشرف والكرامة واحترام الوعد والولاء للرؤساء، فضلاً عن جهاز المافيا الصقلية التقليدية التنظيمي المعقد الذي يربطها في الوقت نفسه بالمجتمع القديم في صقلية، وهذا ما رفضه لوتشيانو عند تكوينه جماعات المافيا الحديثة التي راعى فصلها تماماً عن جذورها في صقلية.أسس لوتشيانو وفيزي في سنة 1931، ما أطلقوا عليه اسم منظمة الجريمة الأهلية كستار لنقابة لاعبي القمار في نيويورك، ومنها انتشرت في جميع الولايات. وقد عملت تلك النقابة على تنظيم العمل وإدارته داخل نوادي القمار مقابل نسبة مئوية من الأرباح تفوق نسب أصحاب النوادي أنفسهم. وفي سبيل تنشيط العمل كان لدى لوتشيانو جيش من بائعات الهوى، فضلاً عن أعضاء العائلة من أشرس المجرمين والسفاحين من الإيطاليين والإيرلنديين واليهود من الجنسيات كافة، وكانت لتلك المنظّمة أسس وقوانين لا يمكن الخروج عنها، ومنها تنفيذ أمر لوتشيانو بعدم استخدام إشارة قبلة الموت المتعارف عليها، إذ نهى رجاله عن تقبيل بعضهم لبعض عند المصافحة، فقد رأى أن هذا الأسلوب قد يثير الرعب في قلوب بعض أصدقائهم من المافيا القدامى الذين درجوا على فهم القبلة إشارة القتل. فضلاً عن تلك التفاصيل الصغيرة، نجح لوتشيانو في تنظيم مناطق النفوذ وتقسيمها، وقد عمّرت إمبراطوريته طويلاَ بسبب خدماته المميّزة التي قدّمها إلى حكومة الولايات المتحدة. وذكر تقرير لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي، أنه كان لمنظمة لوتشيانو آلاف الشركاء عبر البلاد ممن أقام معهم علاقات تجارية مثل الإيرلنديين في بوسطن، والمكسيكيين الأميركيين في لوس أنجليس وتكساس، واليهود في فلوريدا بزعامة مائير لانسكي والمنضوين في إطار جمعية تحت اسم كوشر نوسترا، والبولنديين في كليفلاند وشيكاغو، والألمان في سان لويس. عائلات جديدةبدأ لوتشيانو في تكوين عائلات جديدة عبر بناء تنظيمي أبسط تركيباً يختلف من عائلة الى أخرى، ولا يربطها بمافيا جزيرة صقلية سوى الاسم الأول واللغة الإيطالية، وإن استمرت العلاقات بين نيويورك وباليرمو لكنها لم تعد باتجاه واحد، خصوصاً بعد ضربات موسوليني التي أضعفت سلطة المافيات. وفيما تعرّض عرّابو المافيا في إيطاليا للاعتقال والتعذيب والنفي، كان نجم المافيا في صعود في الولايات المتحدة، إذ استطاع لوتشيانو إقامة إمبراطورية للجريمة ذات تنظيم جيد، سمح له بالتحوّل إلى رأسمالي حقيقي يرتبط بعلاقات صداقة قوية مع سياسيين ومشاهير أمثال المطرب الراحل فرانك سيناترا، كذلك أمر لوتشيانو بإغلاق جميع أمكنة اللعب غير المشروع والسرقة وفرض الغرامات والأتاوات. ولم يكن الدافع أخلاقياً، وإنما لأن ذلك كان أكثر مردودية في ظل الأزمة الاقتصادية التي كانت تمر بها الولايات المتحدة. لقد كان طموحه السيطرة على نشاطات اقتصادية عبر استخدام صناعة الخوف، والحصول بذلك على العقود والمناقصات التي يريد من دون منافس. وقد حاولت مافيا «كوزانوسترا» في الولايات المتحدة الأميركية التغلغل تدريجاً في الوسط السياسي لتعزيز نقاط ارتكازها في المنظومة الديمقراطية التي راهنت عليها لأنها النظام «الأنسب» بالنسبة إليها والأكثر قابلية للاختراق كما ذكر أحد الباحثين.خطوات على الطريق نجح لوتشيانو في تحقيق نجاحات وجمع أموالاً كثيرة بفضل الجمع بين خيوط السياسة والمخدرات في يده، إذ استطاع استخدام ألبرت مارينيللي، العضو الشاب في الحزب الديمقراطي الأميركي، كي يصل إلى أعلى الدوائر. ودعمت «كوزا نوسترا» مارينيللي ضد خصمه الجمهوري هاري بيرّي، الذي أُبعد عن السباق الانتخابي عبر نشر صورة له مع عشيقته تحطيماً لصورة رب الأسرة الملتزم الذي قدّم نفسه بها للناخبين. لكن لوتشيانو سرعان ما سقط بتهمة تيسير الدعارة، ليصدر الحكم بسجنه لمدة 50 سنة، ووصفته الصحافة عندئذ بـ «عبقري الرذيلة المنظمة»، وقال له القاضي أثناء إعلان الحكم: «أنت أسوأ مجرم مرّ أمام هذه المحكمة طيلة تاريخها»، ومع ذلك استطاع لوتشيانو من سجنه الفاخر متابعة إدارة المافيا ليصبح «المعلم». يؤكد البعض أن الولايات المتحدة استخدمت الاتصالات الإيطالية بالمافيا الأميركية خلال اجتياح إيطاليا وصقلية في الحرب العالمية الثانية عام 1943، إذ مدّ لاكي لوتشيانو وأعضاء آخرون في المافيا الذين اعتقلوا آنذاك في أميركا، الاستخبارات الأميركية بالمعلومات. وطبقاً للدكتور ألفرد. و. ماكوي، خبير تجارة المخدرات، فقد سمح للوتشيانو بإدارة شبكته من زنزانته كجزاء لمساعداته، وبعد الحرب تمت مكافأته بترحيله إلى إيطاليا، حيث استكمل نشاطاته هناك. فقد ذهب إلى صقلية عام 1946 لاستئناف نشاطه، وطبقاً لكتاب ماكوي المهم الذي صدر عام 1972 بعنوان «سياسات الهروين في جنوب-شرق أسيا» ذهب لوتشيانو لإبرام اتحاد مع المافيا الكورسيكية ـ كورسيكا، ما أدى إلى تطوّر في شبكة تهريب الهرويين العالمية الذي كان يورَّد أساساً من تركيا ومقره في مرسيليا، وهذا ما يطلق عليه «الحلقة الفرنسية»، وأخيراً، عندما بدأت تركيا في وقف إنتاجها للأفيون، استخدم لوتشيانو اتصالاته مع المافيا الكورسيكية، لفتح حوار مع رجال المافيا الكورسيكية بالمهجر في جنوب فيتنام، الذين استغلوا الأوضاع الفوضوية في الحرب الفيتنامية لتأمين مورد لا ينضب وقاعدة توزيع في «المثلث الذهبي» الذي بعد فترة قصيرة بدأ في ضخ كميات كبيرة من الهيرويين الآسيوي إلى الولايات المتحدة الأميركية وأستراليا وبلدان أخرى. شكّلت المخدرات بالنسبة الى رجالات المافيا في أميركا أحد أهم العوامل في دعمهم لإحراز مزيد من العائدات المادية والأرباح ومن ثم الإمساك بزمام السلطة في ولايات عدة وبسط النفوذ فيها، فكان ما تدره المخدرات من أموال كافياً لتغطية نفقات المنظّمة الباهظة إضافة إلى رشوة رجال الأمن والسياسيين ودعم نفوذ المافيا في أوساطهم. وفى منتصف السبعينيات من القرن الماضي، وفي خطوة واضحة للامتزاج، قرّر قادة المافيا اتخاذ نهج جديد، فاجتمع زعماء العائلات من كل الولايات واتفقوا على البدء بما يعرف بعمليات «غسيل الأموال القذرة» عبر استثمار أموالهم في بناء الفنادق الضخمة والمطاعم الفاخرة والنوادي وشركات الإنتاج السينمائي وغيرها. وصارت هذه المشروعات تدر أرباحاً هائلة تمثل – كما تردد - ثلث عوائد أرباح الاستثمارات في الولايات المتحدة.على رغم نجاح مكتب التحقيقات الفيدرالية في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي في تقليص نفوذ المافيا إلى حد ما، إلا أن المافيا الإيطالية - الأميركية ليست أقوى المنظمات الإجرامية في الولايات المتحدة فحسب بل الأشهر في عالم الجريمة، وما زال تاريخها قادراً على أن يجعلها «أم مافيات العالم» دون منازع، وهي المكانة التي سمحت لها بفرض السيطرة والمراقبة عن بعد لأنشطة المافيا في العالم أجمع، مع احتفاظها بعلاقات بالمافيا في صقلية التي خرجت منها.