ارفع رأسك يا أخي

نشر في 06-02-2011
آخر تحديث 06-02-2011 | 00:00
 حسن العيسى سنعود نردد شعار «ارفع رأسك يا أخي»، شعار الراحل عبدالناصر يفرض نفسه من جديد، بعد أن هزت الوجدانَ مشاهد ساحة التحرير بالقاهرة، ثم معظم المحافظات المصرية، وقد غصت بملايين المصريين.

وجلسنا مشدوهين نراقب أول وأكبر ثورة شعبية عربية تحدث في عالم اليأس العربي -سابقا- من دون دبابات ومن غير عساكر يلقون علينا البيان رقم واحد من قيادة الثورة.

هذه المرة يتحقق شعار «ارفع رأسك يا أخي» من غير أن ينتهي الحال بواقع «انبطح على الأرض يا أخي وارفع قدميك لعصا المخابرات»، لأن الشعب هو الذي يقود و»الشارع» هو سيد الحدث. 

مشاعر الكبرياء والكرامة اليوم تتمدد في قلوبنا بعد سنين اليأس وفقدان الأمل، حين رسخت ثقافة الخضوع للسلطة، وحين أصبحت صورة العربي في العالم هو ذلك  الشخص الفقير القانط المقهور الذي لا  يكترث للفساد السياسي ولا للظلم فهو خاضع لثقافة قدرية تقرر أن «المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين»، أو أن العربي هو ذلك المليونيرالذي يتسكع بالسيارات الفخمة في شوارع «اجورد رود» بلندن و»شانزيليزيه» باريس، والسيدة حرمه تتسوق مغطاة بالعباءة والبرقع في محلات هارودز وتحمل بيدها شنطة ماركة «غوتجي»! انظروا كيف وصفت الحال الكاتبة  «غورفين منصور» في عدد «غارديان» بالأمس.

قادة «شعب الله المختار» في إسرائيل وحلفاؤهم في النظام العربي برفقة وعاظ سلاطينهم يعودون المرة تلو الأخرى في  إعلامهم يرفعون «فزاعة» كتب عليها: تذكروا ما حدث في إيران عام 1979 حين ابتلع الملالي ثورة الشارع الإيراني... وتذكروا انتخابات السلطة الفلسطينية وكيف وصلت حماس... وقبلها انظروا إلى انتخابات الجزائر في عام 91... واستعدوا اليوم للإخوان المسلمين حين يحكمون مصر الكبيرة...! من قال إن التاريخ يتكرر، ومن قال إنه كتب علينا أن نجتر الماضي إلى ما لا نهاية من أجل «استقرار» الأنظمة العربية «العاقلة» وبالتالي لمصلحة طمأنينة اليمين الإسرائيلي وبحبوحة الديمقراطية الغربية الإسرائيلية كنموذج لا يتكرر في منطقتنا...؟! كيف يمكن أن نحكم على القادم بالفشل من أجل دوام الفساد السياسي والاقتصادي في دولنا؟ وكيف يختزل كل شباب ساحة التحرير في الإخوان؟ ثم تصدر الأحكام الجائرة بأن الإخوان هم بن لادن وهم القاعدة وطالبان... بينما يقرر هؤلاء الإخوان  بلسان قادتهم أنهم لن ينالوا أكثر من 20 في المئة من الأصوات إذا حدثت انتخابات حرة ومن غير جنازير البلطجية... ثم أليسوا هم مصريين في النهاية؟! أسمعونا غير هذا الرغاء الفارغ... وابحثوا لكم عن حجج أخرى... ففي النهاية وبفضل دماء شباب ساحة التحرير... نستطيع أن نرفع رؤوسنا العربية في النهاية.

 ملاحظة: ستصل جيوبنا بعد أيام منحة الألف دينار، ماذا لو تم تخصيصها أو جزء منها لأبطال ساحة التحرير... فهم أولى منا...!

back to top