اتفاقيات في الصميم!

نشر في 27-10-2010
آخر تحديث 27-10-2010 | 00:00
 عبدالله المسفر نتمنى على حكومتنا الرشيدة أن تتمهل كثيراً في توقيع الاتفاقيات، وأن تسعى إلى توقيع اتفاقيات مهمة مع دول تمتلك مقومات تفيدنا في دفع التنمية لا أن نستعين بدول في مجالات هي التي تحتاج إلى الإعانة فيها... تلك ملاحظة أعتقد أنها جديرة بالاهتمام والدراسة من الحكومة مع بداية دور انعقاد جديد للمجلس.

شهدت الفترة الأخيرة توقيع الكثير من الاتفاقيات بين الكويت وعدد من الدول الشقيقة والصديقة، وما من شك أن الحضور الكويتي في الخارج والتعاون مع دول شقيقة وصديقة وجارة أيضا أمر مهم جداً وضروري حتى تحظى الكويت بتأييد دولي في قضاياها الدولية العادلة.

هذا الأمر نعرفه وله أهمية كبرى بدليل أنه لولا علاقات الكويت الخارجية المتميزة ما حظينا بذلك التأييد وشبه الإجماع عندما غزانا المقبور صدام حسين، ولله الحمد وجدنا كل التأييد والدعم من الجميع باستثناء قلة حاقدة أو غير واعية أو خدعها صدام بشعاراته وعباراته الرنانة.

لكن لي ملاحظة أعتقد أن كثيرين يتفقون معي فيها، وهي أن معظم هذه الاتفاقيات التي توقعها الكويت عديمة الجدوى أو مضحكة لعدم واقعيتها، لأنها اتفاقيات أبعد ما تكون عن التنفيذ أو الاستفادة.

على سبيل المثال نجد الكويت قبل أيام وقعت اتفاقية تجارية مع مملكة ليسوتو... نعم إنها مملكة ليسوتو! هل تعرفون مملكة ليسوتو؟ هل هناك منكم من زارها من قبل؟ هل تعرفون أين تقع هذه المملكة التي عندما نسمع اسمها نعتقد أنه اسم علمي لدواء أطفال أو حتى اسم برنامج جديد لأجهزة الكمبيوتر.

مع احترامنا الشديد لمملكة ليسوتو ولكل شعب أو إنسان على وجه الأرض لكننا نجهل أي معلومات عن هذه المملكة، فما فائدة عقد الاتفاقيات معها إن كانت لن تطبق ولن يكون لها جدوى؟!

الغريب في الأمر أن الاتفاقيات توقع مع دول أخرى في مجالات هي ليست متميزة فيها أو ليست لها باع طويل في هذا المجال أو سمعنا عن بروزها في هذا المجال، وهذا ينطبق على الشقيقة سورية مثلاً، حيث إننا وقعنا معها تعاوناً صناعياً! وفي مجال الإسكان والتعمير وفي مجال حماية البيئة!

هل سورية تمتلك مثل هذه المقومات في الصناعة لنحرص على التعاون معها في ذلك؟ الاتفاقية الوحيدة مع سورية المجدية والتي تم توقيعها كانت في مجال الزراعة والثروة الحيوانية، وهذا أمر جيد ومحمود لأن سورية بلد زراعي ومنتجاته متميزة ويستطيع أن يفيدنا في هذا المجال بالفعل.

المضحك جداً اتفاقية أبرمت بين الكويت واليمن في مجال السياحة، وعندما قرأت عنها ضحكت كثيرا، فهل اليمن هو البلد السياحي الممكن أن نذهب إليه ونستمتع بقضاء العطلة وسط الحروب الدائرة فيه والنزاعات القومية والعرقية والحوثيين والضرب والرصاص؟

إن أول مقومات السياحة هي الأمن والأمان، فإذا انعدم الأمن ودخل الخوف من الباب هربت السياحة من الباب الآخر وهذا شيء بديهي... فما فائدة إضاعة الوقت والجهد وربما المال في توقيع اتفاق كهذا؟

نتمنى على حكومتنا الرشيدة أن تتمهل كثيراً في توقيع مثل هذه الاتفاقيات، وأن تسعى إلى توقيع اتفاقيات مهمة مع دول تمتلك مقومات تفيدنا في دفع التنمية لا أن نستعين بدول في مجالات هي التي تحتاج إلى الإعانة فيها... تلك ملاحظة أعتقد أنها جديرة بالاهتمام والدراسة من الحكومة مع بداية دور انعقاد جديد للمجلس.

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

back to top