التلفزيون المصري يراجع كل أعماله الدرامية

نشر في 01-09-2010 | 00:01
آخر تحديث 01-09-2010 | 00:01
No Image Caption
بعد اختراق مغربي لموقع وزارة الإعلام
في أول رد فعل رسمي من جانب الإعلام المصري على واقعة اختراق موقع وزارة الإعلام على يد مخترق مغربي أمس الأول، تقرر مراجعة كل البرامج والأعمال الدرامية للتأكد من خلوها من أي شيء يسيء إلى أي جنسية عربية.

عبّر كتّاب مغاربة عن غضبهم تجاه التشويه المتعمد للمغربيات في الأعمال العربية، وتمكن مخترق إلكتروني مغربي "هاكر" من الدخول الى موقع وزارة الإعلام المصرية وتعطيله بالكامل لفترة قصيرة أمس الأول، واضعا رسالة احتجاج على الإساءة إلى سمعة المغربيات في المسلسل المصري "العار" الذي يُبث على قنوات عدة خلال شهر رمضان والذي أظهر فتاة مغربية تعمل كفتاة ليل.

وأصدر أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري تعليمات مشددة لإدارة الرقابة والمشاهدة بالتلفزيون لمراجعة جميع المسلسلات المعروضة على الشاشات المصرية والتأكد من كونها لا تحمل أية إساءة لصورة المرأة في أي قطر عربي.

وقال الشيخ في بيان له إن التلفزيون المصري "حريص على صورة المرأة العربية ويرفض أية إشارة تسيء لها في البرامج أو الدراما التلفزيونية التي ينتجها أو التي يبثها من إنتاج الآخرين".

وأثار اختراق الموقع الوزاري جدلا خلال حفل الإفطار الذي أقامه اتحاد الإذاعة والتلفزيون أمس الأول في القاهرة وضم العديد من مسؤولي القنوات والقطاعات وحشد من الإعلاميين والصحافيين، لدرجة جعلت أسامة الشيخ يغادر الحفل بعد أقل من 10 دقائق حتى لا يسأله أحد من الحاضرين عن الواقعة، بينما عبّر إبراهيم العقباوي رئيس شركة صوت القاهرة عن غضبه الشديد تجاه القرصنة. واستغرقت عملية الاختراق بحسب مصادر في التلفزيون المصري 3 دقائق فقط نجح خلالها المخترق المغربي في السيطرة على موقع الوزارة المصرية وتعطيل عمله ليبث رسالة غاضبة تؤكد أنه فعل ذلك "انتقاما لسمعة المغربيات التي استباحها المسلسل المصري".

وتضمنت الحلقة 14 من مسلسل "العار" مشهدا يظهر ملكة جمال المغرب السابقة إيمان شاكر التي تتحدث في الأحداث بلهجة بلدها والتي تجسد دور عاهرة وهي تجالس مواطنا خليجيا في أحد الملاهي الليلية بينما يراودها بطل المسلسل "مصطفى شعبان" عن نفسها.

وكان وزير الإعلام المصري أنس الفقي أصدر بيانا قبل يومين من حلول شهر رمضان أكد فيه خضوع جميع الأعمال المصرية والبرامج لسلطة الرقابة قبل عرضها دون استثناءات.

لكن يبدو أن فكرة الاعتراض على تناول جنسيات بعينها في الأعمال المصرية لم تدر بخلد مسؤولي الرقابة خاصة وأن اعتراضات عدة ظهرت خلال السنوات الماضية في ما يخص ظهور الشخصيات الخليجية في الأعمال المصرية دون أن يتخذ موقف عملي لمنع ذلك.

وعبّر الكاتب المغربي المعروف رشيد نيني أمس عن الغضب المغربي من الإساءة العربية المتكررة للنساء في بلاده معددا مناقب المرأة المغربية التي يصمها بعض العرب بالمشعوذة والعاهرة رغم أنها كانت سباقة في مجالات الرياضة والعلم والفلك والفضاء والدين.

وقال نيني في مقاله اليومي بصحيفة "المساء" المغربية التي يرأس تحريرها بعنوان "المغربيات علاش قادات": "هؤلاء الناس يجهلون أن أول امرأة أسست جامعة في العالم مغربية اسمها فاطمة الفهرية وأن أول امرأة عربية فازت بميدالية ذهبية في الألعاب الأولمبية كانت المغربية نوال المتوكل في لوس أنجلس عام 1984 وأن أول امرأة عربية تصل إلى القطب الجنوبي هي عالمة الفضاء والفلكية المغربية مريم شديد وسبقتها في أواسط الستينيات إلى وكالة "ناسا" أمينة الصنهاجي كأول عربية تلج عالم الفضاء".

وفي الصحيفة نفسها كتبت بشرى ايجورك مقالا بعنوان "العار": "عار فعلا أن تختزل صورة المغرب والمغاربة في السحر والرشوة والدعارة وأن تكون نظرة الأشقاء إلينا هي ما قدمته بعض الأعمال الكويتية والمصرية رغم أن هؤلاء العرب يعاملون كالملوك حينما يزورون البلد وخصوصا الفنانين الذين تقدم إليهم الهدايا ويحظون بالتكريم والحفاوة".

(القاهرة - د ب أ)

back to top