مقتل المصمم الشهير محمد داغر في ظروف غامضة
يسيطر الغموض على حادث مقتل مصمم الأزياء المصري الشهير محمد داغر، الذي عثر عليه في شقته مفارقاً الحياة بعد تعرضه لثلاث طعنات نافذة فجر أمس الأول.
وتحدث شهود عيان بشأن مقتل مصمم الأزياء المصري محمد داغر مؤكدين سماعهم مشادة كلامية دارت بينه وبين شخص آخر انتهت بعد دقائق بصمت تام، مما يعني أن الجاني يحتمل بدرجة كبيرة أن يكون رجلاً وليس فتاة كما يردد البعض من ظنون.وفور إعلان خبر الوفاة مساء أمس الأول أصيب الوسط الفني وأوساط الموضة في مصر بالصدمة، وإن كانت شائعة ترددت بعدها بساعات قليلة تفيد بأن المصمم الراحل قُتل بالطريقة ذاتها التي قتل بها الفنان خالد الصاوي في فيلم "عمارة يعقوبيان"، إلا أن مصممين معروفين استبعدوا أن يكون داغر "شاذاً".وقال مصمم الأكسسوار الشهير إيهاب عمر: "تعاملت مع داغر قبل خمس سنوات ولم ألحظ عليه أي ميول من هذا النوع... لقد صدمني خبر الوفاة... الله يرحم داغر ويدخله فسيح جناته"، وهو ما أكده مصمم الأزياء محمود عبدالعزيز الصديق المقرب من المصمم الأشهر في مصر هاني البحيري حين قال: "لم نسمع ولم يتردد في أوساط الموضة أو الفنانين أن داغر كان شاذاً، أستبعد أن يكون رحيله مرتبطاً بشيء من هذا القبيل". وكانت ماجدة داغر (شقيقة المصمم المغدور) حاولت الاتصال به على تليفونه المحمول مرات عدة قبل اكتشاف مقتله بيوم، وحينما ارتابت في الأمر أرسلت أحد الموظفين إلى شقته في شارع البطل أحمد عبدالعزيز بحي المهندسين، إلا أنه ظل يطرق الباب ويدق الجرس دون رد، مما اضطره إلى كسر باب الشقة ليفاجأ بجثة داغر ملقاة على الأرض وبها عدة طعنات نافذة، وغارقة في بركة من الدماء. وعلى الفور هرعت ماجدة ووالد داغر الفنان وعازف الكمان الشهير عبده داغر إلى مسرح الجريمة وبعدها تدفق عدد كبير من أصدقاء داغر من الفنانين والفنانات، وتم إبلاغ الشرطة، حيث انتقل رجال المباحث إلى مسرح الجريمة، وتم رفع البصمات من الشقة وإجراء المعاينة، بهدف التوصل الى مرتكبي الجريمة، وتولت النيابة التحقيق.إلا أن التكهنات الأولية تشير إلى أن الجريمة وقعت بدافع السرقة خصوصا بعدما أكدت ماجدة داغر اختفاء تليفونات المصمم الراحل وسيارته و"دولابه" الخاص، وعدم وجود آثار لتحطيم باب الشقة بحسب الموظف الذي أرسلته ماجدة للاطمئنان على شقيقها، مما يعني أن مرتكب الجريمة من المقربين لداغر أو ربما أحد أصدقائه.يذكر أن محمد داغر أحد أشهر المصممين في مصر والعالم العربي تخرج في معهد الكونسيرفتوار قسم صوتيات وبدأ حياته الفنية عازف بيانو، ونظراً الى شغفه بتصميم الأزياء منذ صغره درس التصميم في باريس وبعد فترة عاد إلى مصر وكانت بدايته الحقيقية في مجال الموضة حينما اقترح على الفنانة سميرة سعيد أن يصمم لها فستاناً فوافقت وارتدته في حفل ليالي التليفزيون، لتنهال عليه العروض من الفنانات بعد ذلك، قبل أن يفتتح الأتيليه الخاص به ويشارك في العديد من "الديفيليهات" العالمية، حيث نال جائزة أفضل مصمم أزياء في أسبوع الموضة في ميامي.وكانت جنازة المصمم المغدور خرجت أمس الأربعاء من مسجد الحصري عقب صلاة العصر وووري جثمانه الثرى في مدافن العائلة بمحافظة 6 أكتوبر.