خذ وخل: الديمقراطية في العناية المركزة!

نشر في 08-12-2010
آخر تحديث 08-12-2010 | 00:01
 سليمان الفهد * نصيحة مجانية لكل راغب في حضور ندوة سياسية ساخنة، ويظن- آثماً- أن في مقدوره اللعلعة بالرأي الآخر، دون أن يُبتلى بما يضيره! بادئ ذي بدء: عليه تدبيج وصيته، وتوديع العيال وأمهم، لأنه حين يرمح إلى هناك فقد يلقى حتفه بالسكتة القمعية "البلطجية" كما حدث للمرشح البرلماني السابق "محمد الجويهل" خطاه السوء، وشفاه الله! وحريّ بالمرء الذاهب إلى ندوة تتلظى على سطح ملتهب، ارتداء القميص الواقي من الرصاص، والنعل النجدية، العُقل الشامية الصلبة، وكل عدة وعتاد الحوار الديمقراطي على الطريقة الكويتية!

ويفضل له اعتمار خوذة تحت الغترة، لتقيه من الضرب المبرح المستهدف رأسه! ومن حقه وواجبه الانخراط في دورة مغاوير، تعلمه الكر والفر، وتقنيات الهجوم والانسحاب "التكتيكي البولتيكي"، المتبدي في عض ذيل الدشداشة، والهروب الطياري كالقذيفة من المنتدى، حالما تومض قرونه الاستشعارية بإشارة الخطر! ويستحسن تعاطي دروس خصوصية أمنية، تمكن المرء الديمقراطي، من تعلم أبجدية احتواء غضب الخصوم السياسيين، وتقنية الدفاع عن النفس بالتي هي "تعور" وتلجم "الأعدقاء" إياهم! أضف إلى كل ما ذكرت آنفا، إن شئت طول العمر؛ والنجاة من مغبة الجدل بالتي هي تضر وتدمي، وتقود إلى الرقاد في غرفة العناية الفائقة، أو الرقاد الأبدي في مقبرة الصليبيخات، والحظوة بلقب المرحوم بإذن واحد أحد!

* دع عنك المواعظ والأقوال المأثورة بشأن الزعم بأن الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، لأن واقع الحال في دولة الكويت وضواحيها، ينفيها فتصبح أقوالا مأسورة لا مأثورة! الأمر الذي يفرض على الذاهب إلى المنتدى الفكري السياسي التزنر بحشد من "البودي غارد" وبثلة من "البلطجية" العارفين المستيقنين بأن الديمقراطية ما برحت حتى الحين الذي نحن فيه بدون ديمقراطيين! وحسبك دليلا أن تنظر حولك لترى ما يحدث في المنتديات، وداخل قاعة الشيخ عبدالله السالم بمجلس الأمة، وغيرهما لتوقن- بحق- أننا نحظى بديمقراطية بدون ديمقراطيين كما أسلفت! وهذه المقولة سبق للعبد لله أن جهر بها منذ عقود ثلاثة، والمؤسف أنها ما زالت صالحة للادعاء، رغم العمر المديد للتجربة الديمقراطية الكويتية! وأحسبها الآن تعبر عن واقع الحال، بتجليات شتى، تتبدى في وسائل الاتصال، وداخل البرلمان، ووقائع حياتنا اليومية! وهي تجليات تفضح سوءة "البدوقراطية" بالإذن من الصديق الدكتور محمد الرميحي ناحت الاسم! وإذا كانت "بدوقراطية"، فالبرلمان، بالضرورة هو: "برْ.. لمان"! الأمر الذي يحرضنا على القول إن "البر.. لمانيين" تعوزهم الممارسة الديمقراطية في كل زمان ومكان! ذلك أن واقعة "الجويهل" الدامية تدلل على ما ذهبنا إليه من "مزاعم"! وتثبت أن ديمقراطيتنا بأنياب، كديمقراطية السادات "الله يرحمه"، ومدججة بأسلحة لا تمت إلى الديمقراطية بصلة البتة! فضلا عن نأيها عن سنّة الرسول المصطفى وسلوكه بشأن استجابته لخصومه، صلى الله عليه وسلم، والتي يخبرها ويقرؤها ويدرسها جميع تلاميذ المدارس، الذين ألف بعضهم تربية وتأديب معلميهم باليد واللسان، بمباركة بعض أولياء الأمور "حريماً" ورجالا سواء!

الزبدة أن ما حدث لأخينا "الجويهل" يمكن أن يبتلى به أي مواطن يختلف مع "المعارضين" إياهم! ناسين ومتناسين الملاحظات والإشارات المنطوية على النصائح السامية، الواردة في سياق خطب سمو أمير البلاد، حفظه الله، المتواترة سنين عدداً! والمهم الأهم هو الاعتراف بالزعم السالف، لكونه الخطوة الأولى لعلاج تبعات الممارسات اللاديمقراطية التي يخبرها الجميع سوى "البر.. لمانيين"!

back to top