عادل إمام حاول تقديم صورة مختلفة عنه في "زهايمر" لكنه لم يمضِ في التجربة إلى النهاية
يعود عادل إمام إلى التمثيل للمرة الأولى بعد أفلام عدة أدى فيها دور البطولة وكانت تتركز على القوة البدنية وجذب النساء، بفيلم "زهايمر" لعمر عرفة، ليقدم صورة مختلفة لنجم الكوميديا الذي تعرضت أفلامه الأخيرة لانتقادات لاذعة.
وقد واجه عدد من أفلامه انتقادات من بعض النقاد، خصوصا فيلم "بوبوس" و"مرجان أحمد مرجان"، و"أمير الظلام"، و"السفارة في العمارة" و"حسن ومرقص"، رغم ملامسة الفيلمين الأخيرين قضايا سياسية ودينية تشغل الرأي العام المصري. لكن ذلك لا يعني عدم وجود أدوار له حظيت برضا كبير، مثل دوره في "عمارة يعقوبيان"، الذي يعتبر من بين الأفلام المصرية المهمة في السنوات العشر الأخيرة. ويصور الثلث الأول من فيلم "زهايمر" المؤامرة التي يتعرض لها عادل إمام من ولديه فتحي عبدالوهاب وأحمد رزق، وزوجة ابنه الأخير رانيا يوسف، الذين جندوا كل المحيطين به بما في ذلك صديقه أحمد راتب لإقناعه بأنه مريض بالزهايمر وفقدان الذاكرة للاستيلاء على أمواله لسداد ديونهم المتراكمة من عملهم في البورصة، بعد أن رفض مساعدتهم وقرر معاقبتهم لتصرفهم في أمواله من دون مسؤولية. وخلال هذا القسم من الفيلم، يقدّم عادل إمام قدرته التمثيلية كرجل يقاوم هذه المؤامرة، وهو ليس على يقين من أي شيء، وخلال هذا الصراع يقدم العديد من المواقف والمفارقات المضحكة الى جانب تأديته الجميلة لدور الرجل الذي بدأ يقتنع أنه مريض، خصوصا بعد مقابلته صديق عمره سعيد صالح المصاب بالمرض، والذي قدم مشهدا رائعا يسجل ضمن رصيده الفني. وينتهي الثلث الأول من الفيلم مع اكتشاف عادل إمام مؤامرة أبنائه من خلال عامل التمديدات الصحية، ومع هذا الاكتشاف يعود الى الفيلم ليعيد تقديم شخصية عادل إمام التي عرفناها في الأفلام السابقة من إظهار لقوته البدنية، وكذلك إبراز ذكائه في تدبير المقالب ونجاحه في تجنيد كل الشخصيات التي تآمرت مع أبنائه للعمل ضمن خطته في إعادة تربية أبنائه، الممرضة نيلي كريم والطبيبة هناء عبدالفتاح والحارس ضياء المرغني والخادمة إيمان السيد الى جانب البستاني وملمّع الأحذية. وفي أحد مشاهد الفيلم المصورة في لبنان، يضع عادل إمام أبناءه أمام لحظة اختيار بين أن يكونوا أبناء صالحين أو أن ينحازوا إلى المال ويهربوا المخدرات الى مصر، لكنهم يختارون الأخيرة. وبعد العودة واعتقالهم في المطار والإفراج عنهم، بعد أن تبين أن المخدرات التي اختاروا تهريبها الى مصر عبارة عن دقيق، يواجه أبناءه ويبلغهم أنه سدد ديونهم وأنه سيمنحهم أيضا مالاً ليبدأوا حياتهم من جديد ويبلغم قراره الاعتزال، مشترطا عليهم أن تعيش حفيدته معه في المزرعة التي اختارها ليمضي ما تبقى من أيام حياته فيها. ويرى بعض نقاد السينما المصرية، ومن بينهم طارق الشناوي، أن "عادل إمام راهن في هذا الفيلم على الفنان في داخله، لكنه لم يمضِ في التجربة الى النهاية" فعاد الى تقديم الشخصية التي عُرفت عنه، وإن كانت بحدود قليلة. وأعاد الشناوي ذلك الى أن "كاتب السيناريو لعب دراميا بشخصياته من دون ضابط، فأصبح الجميع يخون الجميع من دون أي مبرر درامي، باستثناء دور عادل إمام والمشهد الذي ظهر فيه سعيد صالح". ويراهن أصحاب الشركة المنتجة على أن يحقق الفيلم أعلى إيرادات في موسم عيد الأضحى، خصوصا أنه يُعرض في ثمانين دار عرض وينافس ثلاثة أفلام هي "بلبل" بطولة أحمد حلمي، و"ابن القنصل" بطولة أحمد السقا، و"محترم إلّا ربع" بطولة محمد رجب. (القاهرة - أ ف ب)