نتنياهو يدعو ميركل إلى إعادة أنقرة لأوروبا ووقف انزلاقها نحو إيران
علمت «الجريدة» من مصادر رفيعة المستوى أنه يجري حالياً الإعداد للقاء قمة تركي - إسرائيلي يجمع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ونظيريهما التركي عبدالله غول ورئيس الحكومة رجب طيب أردوغان، وذلك في محاولة لإنهاء التوتر المتصاعد بين الدولتين الحليفتين، منذ الحرب الإسرائيلية على غزة بداية العام الماضي، خصوصاً أن إسرائيل ترى في هذه العلاقات «أمراً استراتيجياً» وتعتبر أن «العلاقات العسكرية والأمنية والتبادل التجاري والسياحي والعسكري لا بديل عنها لدى الجانبين». وأفاد مصدر مُقرَّب من نتنياهو بأن تل أبيب تسعى إلى «إبقاء أنقرة ضمن المعسكر المعتدل، ومنع انزلاقها نحو إيران». ولفت إلى أن العلاقات التركية مع الاتحاد الأوروبي كانت أحد محاور اللقاء الذي جمع نتنياهو مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في إطار الاجتماع المشترك للحكومتين الذي جرى في برلين أمس. وأكد المصدر أن نتنياهو بحث مع ميركل في قضية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي أو زيادة التعاون الاقتصادي معها بشكل أكبر، وكيفية إعادة تركيا إلى أوروبا بدلاً من انزلاقها إلى إيران. وتعارض المستشارة الألمانية رئيسة الحزب «الديمقراطي المسيحي» (يمين) انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، وتفضل مثل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي منحها وضعاً خاصاً ومميزاً. وطالب نتنياهو أيضاً بتشديد العقوبات الدولية ضد إيران، وقال في مستهل الاجتماع الذي جرى بين الحكومتين الإسرائيلية والالمانية: «نظام الحكم الذي يمارس الاستبداد ضد مواطنيه يمكن أن يمارسه ضد العالم أجمع». وتساءل: «إذا لم نطبق الآن عقوبات مشددة على الاستبداد الإيراني فمتى إذن؟». وطالب المجتمع الدولي بإظهار الحزم في هذه القضية، مؤكداً أن «نظام الحكم الذي يدعم الإرهابيين لا يمكن أن يُسمَح له بامتلاك أسلحة نووية». وتوجه مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلي يوسي غال إلى تركيا أمس، لعقد لقاء أمني مع نظيره التركي، وذلك على أثر زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي زعيم حزب «العمل» باراك لأنقرة أمس الأول ولقائه نظيره التركي وجدي غونول ووزير الخارجية أحمد داوود أوغلو. وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية إن غال سيجري مع نظيره التركي في أنقرة «الحوار الاستراتيجي نصف السنوي». وكان وزير الصناعة والتجارة والتشغيل الإسرائيلي بنيامين بن اليعازر (حزب العمل)، الذي سعى إلى تحسين العلاقات المتوترة بين إسرائيل وتركيا، قال أمس، إن العلاقات بين الدولتين لن تعود إلى سابق عهدها أبداً بسبب سلوك إسرائيل. ولفت إلى أن «قنوات التلفاز في مصر والأردن، اللتين تقيمان علاقات سلام مع إسرائيل، تعرض مسلسلات وبرامج تلفزيونية تنتقد إسرائيل، لكننا نقيم علاقات دبلوماسية معهما»، في إشارة إلى الأزمة الدبلوماسية الأخيرة التي قامت بين تل أبيب وأنقرة على خلفية مسلسل تركي ينتقد السياسات الإسرائيلية.