تحلق بروح ابيك

نشر في 21-02-2010
آخر تحديث 21-02-2010 | 00:01
 آدم يوسف إلى روح والدي... في ذكرى رحيله

***

نوافذ قلبك مشرعة للريح،

تعيد ترتيب الحديث الذي كان،

وما لم تقله الحكاية للضفائر المرسلة،

تعيد ترتيب الحديث الذي لم تقله،

حين اصطُفق الباب في وجه من رحلوا

***

عيناك نهر غارق في صمته،

....

مَن تُراه انتزع سكون الصمت،

وأهدى تلك السنبلة ثوب الجحود؟!

***

ها أنت ثانية

تعود منتظماً مثل حقائب أعدت للرحيل

تتقاسمك الجهات،

وتبحث عن قبر خامس لرحيلك الجديد،

المدينة التي آوتك جفّ ماؤها،

واصطفّ خلف بابها السدنة والمريدون،

***

ها أنت من جديد

تبحث عن قبر خامس،

وتستحضر في اللحظة الراعشة روح أبيك،

حين خلف وراءه:

«مغيب الشمس/ الهزيع الأخير/ الروابي تَلُم بقايا دثارها»

ومراتع الغزلان

روحَ أبيك

حين تُطل من البقيع الطّاهر،

وتحلّق بأسماء إخوتك الطيبين،

***

الآن علمتُ لم خلّف الصغار اليانعين وراءه

ويمّم شطر المسجد الحرام؟!

الآن علمتُ لمَ سلّم كفّه مُفرغة لروابي نجد،

وأهدى روحك اليانعة

للفجاج الصغيرة،

ورمال الصحراء!

...

الآن علمتُ لمَ يمّم شطر المسجد الحرام!

***

تجول بمفردك الآفاق،

مدينة تقذفك إلى أخرى،

وحنين يتلمّس الوجوه الغريبة،

الوجوه التي لم تحتضنها يوماً،

ويضمّ ثراها عظام ناسك الطيبين،

***

ها أنت...

تحلق بروح أبيك،

أبيك الذي يمّم شطر المسجد الحرام.

back to top