السرة: ممشى مبتور وماء مهدور ومدارس مهجورة... وجمعية مهملة!
كانت من أفضل المناطق في التسعينيات، وحولها الإهمال إلى سرة تكثر فيها النتوءات والدمامل التي شوهت جمال البنيان فيها، ونسيها المسؤولون أو تناسوها، وكثرت فيها المباني المهجورة وتشققت شوارعها... وعمك
لا يزال أصمخ!
لا يزال أصمخ!
لم ينفع السرة انتقال تبعيتها من محافظة الفروانية إلى العاصمة مرورا بحولي، وظلت المنطقة كما هي منذ نشأتها في الثمانينيات على... "طمام المرحوم"! والمرحومون في السرة كثيرون، أولهم الجمعية التعاونية التي كان يضرب بها المثل في الرقي وتقديم الخدمات الرائعة لسكان المنطقة، تحولت ساحتها الداخلية إلى مرتع يلعب فيه صغار السن كرة القدم بين المحلات، بينما المبنى الجديد للجمعية لا يزال طور الإنشاء منذ فترة ليست بالقصيرة، ولا يملك مرتادو الجمعية الا ان يضعوا الغطاء الواقي على وجوههم من جراء الرائحة الكريهة التي تنبعث من الدكاكين والممرات التي تربط المدخل بها.
وأيضا في الجمعية يمارس البعض من قليلي الذوق والعقل هواياتهم على جدران المرافق الحكومية، وتجد الألوان الفاقعة تغطيها راسمة معاني بعضها غير صالح للنشر! وسط تجاهل غير مبرر من المسؤولين سواء في المرافق الحكومية او في الجمعية، وأضعف الإيمان كان إزالتها وتركيب كاميرا للمراقبة.ومن الجمعية الى الشوارع التي تشققت وتهالكت وهي لا تزال بانتظار الصيانة من وزارة الأشغال، بينما تتفنن العمالة المنزلية في إغراق الطرق يوميا بالماء في ظل غياب رقابة السكان، مما يسبب بعض الحوادث لأصحاب المركبات! سواء من السكان أو من أتى زائرا لصديق او قرابة... أو من كان متوجها الى قطعة 2 حيث الساحة الأسفلتية المقابلة للمسجد وفرع الغاز، والتي أصبحت مكانا مثالياً للمستهترين لممارسة هواية ازعاج الناس بـ"التشفيط" واداء حركات بهلوانية خطيرة بسياراتهم، مصدرين أصواتا من إطاراتها يصل صداها الى مخفر الشرطة! يقول أحد أفراد الداخلية: "لقد تعبنا من مطاردة هؤلاء المستهترين الذين لا يحترمون الكبير ولا يشفقون على الغير ولا يراعون حرمة منزل ولا ظروف مريض، وعندما نقبض على أحدهم يهرع أعضاء المنطقة او بعض المتنفذين لإخراج المستهتر... ومركبته"!ويضيف: "المطلوب من الأهالي ممارسة الضغط على كل من يسعى الى تخليص هؤلاء من قبضة الشرطة، مع العلم أن أغلب المستهترين ليسوا من أهل المنطقة"!وكأن ما سبق لا يكفي، فالمدارس المهجورة منذ 20 عاما لا تزال صامدة أمام رياح المطالبات بإزالتها، وتحولت الى مأوى للمخالفين، فضلا عن الكثير من الإشاعات التي تدور حول بعض الامور غير القانونية التي تحدث فيها.يقوق أحد الجيران لمدرسة مهجورة، انه منع أطفاله من الخروج ليلا "خوفا عليهم مما يحدث في تلك المدرسة" مضيفا "نسمع في بعض الاحيان أصواتا غريبة من الفصول الدراسية في الدور الثاني". ومن الداخل الى الخارج إذ أبى الممشى الا أن يساهم في مشاكل المنطقة، حيث قام أصحاب المنازل المقابلة له باستغلاله سواء لمواقف سيارات او بضمه الى ملكيتهم الخاصة وتسويره بـ"الكاربس" بل وقام أحدهم بقطع الرصيف المخصص للتنزه وبنى مظلات للسيارات... و"يصطفلوا أصحاب هواية المشي!".