خذ وخل: الحرامية والخليج 
العرفسي!

نشر في 24-02-2010
آخر تحديث 24-02-2010 | 00:01
 سليمان الفهد صدق «كونفوشيوس» حين قال: «لو عرف الجاهل سبب جهله لصار حكيما» ومن هنا يعيث الحرامية حرمنة في فضاء النت جهاراً متكئين على فرضية أن الجاهل يلدغ من «إيميل» الحرمنة مثنى وثلاث وإلى ما شاء الله! والعبد لله تنهال عليه يوميا «إيميلات» تبشره بفوزه بملايين اليانصيب الدولي الفلاني لكن «عمك أصمخ» لا يحفل بإغراء الملايين الجذابة الكذابة.

* لم يكن الزميل «أحمد الصراف» بحاجة إلى إقحام «دموع الدكتور البغدادي» سعيا إلى حث القراء على مطالعة مقالته، المتمحورة حول ظاهرة الشحاذين، الذين ينتحلون صفة الأصدقاء والأقارب والمعوزين المحتاجين إلى نجدة مالية سريعة، ترسل عبر النت والإيميل، كما يخبر جميع «بني لا توب»، الذين تردهم إيميلات شتى، من العيارين والحرامية والشحاذين المحترفين وأصحاب «ثلاث ورقات»، فضلا عن جماعة «فتح عينك تأكل ملبن» إياها! وغير ذلك من فصيلة اللا أسوياء الذين يعج بهم فضاء «النت» دون رقيب ولا حسيب، كما هو حاضر تجاه أصحاب «المدونات» المشاكسة المنطوية على رأي تعده الرقابة معارضا يستحق المساءلة!

وأعترف أن العنوان «الميلودرامي» للزميل «الصراف» أفزعني وحرضني على قراءة مقالته، لكن القضية المثارة لم تكن تستوجب اختيار اسم فيلم هندي لاستدرار جبر الخواطر، لاسيما أن الزميل الدكتور «البغدادي» يكابد المرض شفاه الله. أعرف سلفا وإخوانا (حتى لا يزعل صاحبنا) أن نيته حسنة تروم تحذير القراء من حرامية «النت» الكثر، وقد يكون حقق هذه الغاية بامتياز!

* وفي هذا السياق: قرأت مقالات عديدة متمحورة حول هؤلاء الحرامية المزنرين بشعار القول الشعبي المصري المأثور «رزق الهبل على المجانين» الذين يبلعون طعم «الإيميل» المدجج بمعلومات مفبركة قد تنطلي على بعض السذج وذوي النيات الطيبة الجاهلة.

وصدق «كونفوشيوس» حين قال: «لو عرف الجاهل سبب جهله لصار حكيما» ومن هنا يعيث هؤلاء الحرامية حرمنة في فضاء النت جهاراً متكئين على فرضية أن الجاهل يلدغ من «إيميل» الحرمنة مثنى وثلاث وإلى ما شاء الله! والعبد لله «زاته» يحسب إخوتنا في السودان «الشغيغ» تنهال عليه يوميا «إيميلات» تبشره بفوزه بملايين اليانصيب الدولي الفلاني لكن «عمك أصمخ» لا يحفل بإغراء الملايين الجذابة الكذابة، ليس لأنه «غاوي فقر يتربع دوما على الحديدة لا سمح الله»، غاية ما هنالك أن العبد لله ما برح يراوح في سنة أولى كمبيوتر ويتحاشى أن يدس أنفه في أي قضية غير واردة في طقوس تعاملي مع «اللاب توب» وتطبيقاته.

وإذا كان الفضاء الواقعي الحقيقي الذي يدب على الأرض مليئاً بالحرامية، ولله الحمد، فلمَ الدهشة من كثرة حضورهم وتناسلهم الشديد في العالم الرقمي الافتراضي؟!

* خارج السرب: الجدل الجديد القديم بشأن تسمية الخليج العربي الفارسي يتجلى ويتوارى وفق طبيعة العلاقة العربية الفارسية. من هنا وجد سفيرنا في طهران نفسه في حالة «حيص بيص» حين سأله مندوب وكالة أنباء فارس عن هوية الخليج! بعد نجاح الثورة في إيران شاع في الشارع العربي أن مولانا الإمام الخميني في سبيله إلى أن ينعت الخليج بالخليج الإسلامي، وقلنا مستبشرين هذا حل رشيد لخلاف قديم يتجدد كل حين، لكن التسمية المقترحة تلاشت، لأسباب يخبرها الجميع... يبدو ألا خلاص من جدل العربي الفارسي إلا بتسميته بـ»الخليج العرفسي».

back to top