المنقف تئن ألماً من استهتار «الأشغال» وأزيز صهاريج المياه... ومن مخرج وحيد للمنطقة!

نشر في 01-04-2010 | 00:01
آخر تحديث 01-04-2010 | 00:01
قطعة 2 لا تدخلها إلا سيارات الدفع الرباعي... والحديد والحفر منتشران على طرقاتها
لا داعي إلى الذهاب إلى إندونيسيا لمشاهدة آثار «تسونامي»، آذ يكفي دخول قطعة 2 في المنقف، لترى ما فعلته موجات دمار الشركة المسؤولة عن إنشاء البنية التحتية في المنطقة.

استيقظ فزعاً على صوت طرْق عنيف على باب غرفة نومه، ماذا حدث، يقولها بصوت هلع للخادمة الإندونيسية، ويده على كوّة الباب والأخرى يمسك بها الخادمة التي كادت تسقط، وهي تشير إلى سيدها بسبابتها إلى نافذة الصالة مرددة "سونامي... سونامي!" ويتسابق هو وزوجته ليريا ما روع نينا، واذا بموجة من الغبار والتراب تخيِّم على المنطقة، بينما الأرض تهتز وكأنها ثعبان يرقص على أنغام ناي هندي، وفجأة انقطعت الكهرباء، ونزل مَن كان يرغب في قليل من النوم الذي يساعده على الذهاب إلى عمله في شركة النفط، واذا بالعمود الممسك لأسلاك التيار الكهربائي قد سقط على الأرض مغشيا عليه جراء ضربة قاصمة من سيارات المقاول! الذي رست عليه مناقصة إنشاء البنية التحتية لمنطقة المنقف الجديدة (القسائم الخاصة).

يقول بوناصر لجاره وهما ينظران إلى عمود الكهرباء الجاثي على الأرض: "من أمن العقوبة أساء الأدب، لو تعرف هذه الشركة ان هناك من يراقب أعمالها لما تجرأت على نشر الخراب في المنطقة، وهي تنفذ عقدها مع الحكومة"، ويضيف: "استبشرنا خيرا عندما دخلت السيارات الضخمة للمقاول المنطقة، إذ إن معاناتنا مع الطرق الرملية المليئة بالحفر مستمرة منذ ان سكنا قبل نحو 5 سنوات، الا انها تظل ارحم مما يقوم به المقاول حاليا". ويكمل جاره الثالث الذي لما يترجل من مركبته حاملا الخبز الحار "ويا ليت المقاول ينهي العمل بسرعة وينهي ما كلف به، إذ إنه يشتغل يوما في المنطقة ويتركها 7 أيام تنام على أنقاض ما عملوه! تاركين الحفر العميقة والحديد والطابوق المبعثر بين المنازل ينافس السيارات ذات الدفع الرباعي  على الشارع الرملي الذي يبدو انه سيظل هكذا الى ما شاء الله".

ويقطع حديث الجيران الثلاثة انين عالٍ قادم من جهة الجنوب تتخلله أصوات أبواق سيارات مزعجة "مساكين أهالي قطعة 3" يرددها الثلاثة، بينما كل منهم يدخل الى منزله، وسر "مسكنة" قاطني قطعة 3 وتلك المقابلة لها من جهة الجنوب، مضخة المياه التي تحولت الى رمز لعذاب الأهالي، إذ تبدأ صهاريج المياه بالوقوف في طابور يكون أوله داخل المحطة وآخره قبيل المدخل الوحيد للمنطقة على طريق الملك عبدالعزيز السريع، ويغلق الدور على تعبئة الماء إحدى حارتي الشارع، ويتزاحم الجميع على الحارة الاخرى، وتقطع هذه المسافة التي لا تتجاوز 50 مترا في نحو 15 دقيقة، هذا اذا لم تتعرض إحدى المركبات لحادث مروري! وكأن عدم وجود مخارج أخرى للمنطقة، وازعاج المضخة لا يكفيان. يقول أحد سكان المنطقة: "وزاد الطين بلة تقاعس عمال النظافة عن اداء واجبهم، إذ تظل الأوساخ في المنطقة تذروها الرياح اينما هبت، بينما اهتم البنغال بجمع العلب الفارغة والكراتين!"، مضيفا: "حتى الهيئة العامة للشباب والرياضة ابت الا ان تتضامن مع مشاكلنا، وأنشأت ملعبا لكرة القدم منذ نحو سنتين، ولا يزال مغلقا! فلا هي فتحت الملعب ولا تركت الارض لنا... على الاقل كانت مصلى للعيد". وعن دور أعضاء مجلسي الأمة والبلدي يقول متهكما: "أعتقدت ان المنقف ستكون مانهاتن الكويت بسبب الوعود الجازمة والاقسام الغليظة التي بدرت منهم لإصلاح المنطقة، ولكن هم مثل غيرهم ممن سبقوهم، وسيظل الحال على ما هو عليه إلا اذا سكن أحدهم في منطقتنا!".

back to top