«اعترافات» مفاجئة لأبطحي: التزوير كذبة ورفسنجاني وخاتمي أرادا الانتقام من خامنئي

نشر في 02-08-2009 | 00:01
آخر تحديث 02-08-2009 | 00:01
زوجة المعتقل الإصلاحي تتّهم السلطات بإعطائه حبوب هلوسة
طرحت تصريحات القيادي الإصلاحي الإيراني محمد علي ابطحي، نائب الرئيس السابق محمد خاتمي، التي جاءت في إطار "اعترافاته" أمام محكمة الثورة أمس، تساؤلات عديدة عن الظروف التي دفعته الى الإدلاء بها، والتي قد تكون قسرية كما ألمح رئيس "مجلس تشخيص مصلحة النظام" علي أكبر هاشمي رفسنجاني، أو ربما نتجت عن استياء أبطحي من عدم تحرك المعارضة لإطلاق سراحه، بحسب ما يقول مراقبون.

وإذا كان قول أبطحي إن رفسنجاني وخاتمي استهدفا المرشد الأعلى علي خامنئي، سبق وتمّ تناوله في تحليلات كثيرة، وقد لا يشكل مفاجأة كبرى، فإن قوله إن "تزوير الانتخابات كذبة تمّ اختلاقها"، يطرح تساؤلاً مهماً، إذ إنه ينافي موقفه كقيادي أساسي وقديم في الحركة الإصلاحية، كما انه في كل الأحوال لا يرفع عنه الإدانة من قبل النظام، إلا إذا جاءت أقواله في إطار صفقة معينة.

وكان أبطحي تحدث أمام المحكمة مدة 28 دقيقة، مع انطلاق جلسات المحاكمة لنحو 100 شخصية إصلاحية اعتُقلت خلال الاضطرابات التي أعقبت انتخابات 12 يونيو، ووُجهت إليها اتهامات بمحاولة الاطاحة بالمؤسسة الدينية، قائلاً إن الانتخابات الرئاسية التي جددت للرئيس محمود أحمدي نجاد لولاية ثانية، كانت "نظيفة" ولم يتخللها أي تزوير.

وذكر أبطحي أن قادة الإصلاحيين خانوا المرشد الأعلى للثورة. وهاجم المرشح الرئاسي السابق مير حسين موسوي امام المحكمة، معتبراً أنه لا يصلح لقيادة الإصلاحات في البلاد. وأضاف ان "موسوي أصيب بالوهم عندما اعتبر نتائج الانتخابات مزوّرة، رغم وجود 11 مليون صوت بينه وبين المرشح الفائز الرئيس محمود أحمدي نجاد".

وقال القيادي الإصلاحي: "الانتخابات العاشرة كانت مختلفة واستغرق التحضير لها عامين أو ثلاثة. اعتقد أن الإصلاحيين اتخذوا إجراءات للحد نوعاً ما من سلطة المرشد الأعلى". وأضاف: "أؤكد لكل اصدقائي ولكل الاصدقاء الذين يسمعوننا، ان موضوع التزوير في إيران كان كذبة تم اختلاقها من أجل إثارة أعمال الشغب كي تصبح إيران مثل أفغانستان والعراق وتقاسي الأمرين. ولو حصل ذلك لتبخر اسم الثورة ولما بقي لها من أثر".

ولفت أبطحي الى أن رفسنجاني "كان يهدف الى العمل على الانتقام من قائد الثورة الإسلامية ونجاد، بما نسج من الأوهام في ذهن موسوي، إلا أن مجمع العلماء المناضلين هو من يسير في خط الإمام والثورة". وقال إن "موسوي على الأرجح لا يعرف البلاد، ولكن خاتمي ومع كل الاحترام، يعلم بكل هذه القضايا، وهو يدرك قدرة ونفوذ قائد الثورة الإسلامية، ولكنه انضم الى موسوي وهذه خيانة". وأضاف أن رفسنجاني "سعى الى الانتقام لهزيمته أمام أحمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2005".

ومضى يقول: "لقد كان خطأ من جانبي أن أشارك في المسيرات، ولكن (المرشح الرئاسي مهدي) كروبي قال لي إننا لا نستطيع أن ندعو الناس الى الخروج الى الشوارع مع هذا العدد الصغير من الأصوات الانتخابية، ولذلك فمن الأفضل أن نخرج الى الشوارع بأنفسنا لنظهر احتجاجنا".

إلا ان رفسنجاني سارع إلى الردّ على كلام أبطحي، معتبراً انه غير صحيح، ومشيراً الى أنه يجب التحقق من الظروف التي دفعته الى الإدلاء بمثل هذه الأقوال.

ونقل رئيس كتلة "الإصلاح" في البرلمان الإيراني محمد رضا تابش عن زوجة أبطحي أن الأخير أعطي أقراصاً مجهولة أثناء احتجازه.

واعتبر النواب الإصلاحيون في البرلمان أن اعترافات أبطحي تأتي في سياق مؤامرة ضد الزعماء الإصلاحيين.

من جهة أخرى، يبدو أن الإصلاحيين سيواجهون تنصيب نجاد بمزيد من الاحتجاجات، إذ يبتكرون كل يوم طرقاً جديدة للتعبير عن عدم اعترافهم بشرعية الحكومة المقبلة.

وقال موسوي في أحدث بيان له، إنه وباقي زعماء الإصلاح يعدون ميثاق عمل لمواجهة "حكومة نجاد غير الشرعية"، مؤكداً أن الميثاق هو أكبر من جبهة سياسية أو حزب.

من جانبه، أكد خاتمي أن الاحتجاجات على تنصيب نجاد ستستمر في إطار القانون، الى أن يتم الإذعان لرأي الشعب، ودعا الى "التصدي للجرائم التي ترتكب في حقّ المحتجين، وإراقة الدم على يد قوى الأمن".

(طهران - أ ف ب، يو بي آي، رويترز)

back to top