«الفيفا» إمبراطورية كبيرة لغتها الموحّدة كرة القدم

نشر في 06-06-2010 | 00:06
آخر تحديث 06-06-2010 | 00:06
No Image Caption
يعتبر الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" الهيئة الاهم في العالم حاليا من حيث عدد الاعضاء المنتسبين اليه (يزيد على 200 عضو) اي اكثر بنحو ثلاثين من الدول المنتسبة الى الامم المتحدة.

وقد أبصر الاتحاد الدولي النور في 21 مايو 1904 في باريس، وتشكلت الهيئة التأسيسية من سبع دول هي فرنسا والدنمارك وبلجيكا وهولندا واسبانيا والسويد وسويسرا.

ويعود الفضل في ذلك الى الجهود التي بذلها الفرنسي روبير غيران والهولندي س. هيرشمان اللذان اعتبرا ان تنظيم شؤون الاسرة الكروية وضمها الى هيئة واحدة أمر ضروري، فكانت ولادة الاتحاد الدولي وعيّن غيران اول رئيس له.

حاول غيران الحصول على دعم انكلترا كونها مهد كرة القدم، لكنه فشل في مسعاه لأنها اعتبرت خطوته انتقاصا من وزنها في اللعبة، فقاطعت الاتحاد قبل ان تنضم اليه في العام التالي.

وكادت الحرب العالمية الاولى تقضي على الاتحاد الدولي لكن العاصفة مرت، وعرفت كرة القدم طريقها الى الاولمبياد عام 1920 في مدينة انتويرب البلجيكية.

وفي وقت شهدت المسابقة نجاحا وإقبالا جماهيريا فإنها لم تخل من مشكلات سببها إشراك بعض المنتخبات لاعبين محترفين، وهو ما كان منافيا لروح الألعاب الاولمبية الحديثة التي كان وراءها الفرنسي بيار دي كوبرتان. واضطر الاتحاد الى استبعاد ثلاث دول هي تشيكوسلوفاكيا والنمسا وانكلترا، فقاطعت الاخيرة الفيفا من جديد قبل ان تعود الى احضانه عام 1924، لكن شهر العسل لم يدم طويلا فانسحبت ولم تعد الى كنفه الا عام 1946.

وفي هذه الاثناء تزايد عدد أعضاء الاتحاد وبلغ 41 بلدا عام 1930. وبعد النجاح الذي حققته اللعبة في اولمبياد 24 و28، بدأ الاتحاد الدولي يفكر جديا في تنظيم بطولة عالمية خاصة به، فعقد اجتماعا في امستردام عام 1928 برئاسة الفرنسي جول ريميه تقرر فيه اطلاق مسابقة كأس العالم وحدد عام 1930 موعدا لها، فأقيمت في الاوروغواي.

وإثر النجاح المنقطع النظير الذي عرفته الدورات الاولى والثانية والثالثة عقد الاتحاد الدولي اجتماعا عام 1946 وأطلق اسم جول ريميه على الكأس تقديرا للجهود التي بذلها في اطلاق البطولة.

وبدأت قوة الاتحاد الدولي تتنامى شيئا فشيئا حتى أطلق عليه لقب "الامم المتحدة لكرة القدم" وأكبر امبراطورية في التاريخ، وصارت كرة القدم لغة تواصل وإحدى الأدوات التي تظهر تقدم هذا البلد او ذاك.

وفي بداية الخمسينات زاد عدد الدول المنتسبة الى الاتحاد الدولي بعد تأسيس الاتحادين الآسيوي والأوروبي عام 1954، علماً بان الاتحاد الاميركي الجنوبي أسس عام 1916، والاتحاد الافريقي عام 1956، واتحاد الكونكاكاف (اميركا الشمالية والوسطى والبحر الكاريبي) عام 1961.

وأصبح الاتحاد الدولي مؤسسة ترعى شؤون اللعبة من جوانب عدة، فهناك لجان مالية وأخرى للحكام وثالثة للصحافة وغيرها لتطوير اللعبة وللطب.

ويعقد الاتحاد كل سنتين اجتماعا يدرس فيه آخر التطورات وادراج قوانين جديدة. ويضم الاتحاد الدولي حاليا 208 اتحادات وطنية، ويشرف على خمس مسابقات هي، اضافة الى كأس العالم: الدورات الاولمبية وكأس العالم للشباب وكأس العالم للناشئين وكأس القارات وكأس العالم للسيدات وكأس العالم للشابات وكأس العالم للناشئات وكأس العالم داخل قاعة مقفلة وكأس العالم للكرة الشاطئية وكأس العالم للأندية. ويتخذ الاتحاد الدولي من زيوريخ (سويسرا) مقراً له منذ عام 1932 ويعمل فيه أكثر من 50 شخصا.    (أ ف ب)

back to top