الأعمى... خالد الفضالة

نشر في 23-12-2009
آخر تحديث 23-12-2009 | 00:00
 سعد العجمي خالد سند الفضالة شاب كويتي أصيل، يتقد حماسا مغلفا بحس وطني قلّ أن تجده في غيره... الفضالة يتعرض هذه الأيام لحملة شعواء لتشويه صورته وتفسير كلامه على غير ما كان يقصده، في ممارسة انتقامية من خصومه قوامها «الشخصانية والفجور».

هناك «وزير» بعينه في مجلس الوزراء حاول تأليب الأسرة الحاكمة على الفضالة في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة لأسباب عائلية، وهناك كتّاب وصحف قاموا بالدور نفسه، دخلوا في النوايا، وأطلقوا العنان لتفسيرات شيطانية من أجل شحن الشيوخ تجاه الفضالة وكأنه يريد المساس بأسرة الحكم التي تعرفه وتعرف عائلته أكثر من بعض أبنائها.

ما قاله خالد في تجمع الأندلس عبارة عن صرخة استغاثة وتحذير بدوافع وطنية بحتة لخوفه على وطنه من العبث الذي تمارسه بعض الأطراف، ولا يجب تحميل عبارة «كرت أصفر» التي قالها أكثر مما تحتمل، لأن الحكومة كان لها دور في رعاية الإعلام الفاسد والسكوت على تجاوزاته طوال الفترة الماضية.

أقسم بالله قسماً أحاسب عليه يوم القيامة، لو أن حضور تجمع الأندلس لم يتجاوز 200 شخص، ولو أن العبارات التي قيلت فيه لم تكن على وزن الكلمة التي قالها الفضالة، لما تحركت الحكومة، ولما فعلت إجراءاتها، ولكن بعد ماذا؟ بعد خراب مالطا، لأن الفجوة التي حدث أكبر من أن تستطيع الإجراءات الحكومية الخجولة «ردمها».

حذرنا خلال الانتخابات الماضية من الشعارات التي كان يرفعها بعض «النكرات»، ولاحقا نبهنا من خطورة ما يطرحونه في قنوات الشر والفتنة، وقتها كانت الحكومة في سبات عميق ومتعمد للأسف، وبعد أن شعرت الحكومة والسلطة بأن النار التي أشعلت تحت نظرها اقتربت من ثيابها، تداعت لتفعيل الإجراءات القانونية، وحذرت من العبث بالوحدة الوطنية وتمزيق فئات المجتمع.

إن لكل تلك الأحداث والتداعيات التي جرت على الساحة خلال الفترة الماضية، فاتورة سياسية يجب أن تدفعها الحكومة، بعد أن أخذت موقف المتفرج، متذرعة بالقانون مرة، وبحرية الرأي مرة أخرى، وهي التي لم تؤمن بهما يوما من الأيام.

عموما وفي ظل كل هذه الأجواء «المحبطة» فإنه مازال للتفاؤل مكان في قلوبنا، تكرسه مواقف شاب مثل خالد الفضالة الذي لم يقل إنني حضري وذلك بدوي، وهذا سني وذاك شيعي، بل قال أنا كويتي أقف مع إخواني بجميع شرائحهم وطوائفهم.

شتان بين موقف خالد الفضالة وموقف علي الراشد، فالأول انتفض ضد تعرض شريحة من أبناء وطنه للإهانة أو الازدراء، ولم يحسب في هذا الموقف حسابات الربح والخسارة، بعكس الثاني الذي وقع بيانا مع مجموعة من النواب أول من أمس يطالبون فيه بتغليب مصلحة الوطن وحفظ كرامات الناس، وهو من تربح على هذا الملف خلال حملته الانتخابية، بل إنه لم يكلف نفسه عناء الرد على إحدى الحاضرات أمامه عندما وصفت تلك الشريحة بـ«اللفو».

على كل، ورغم عمره السياسي القصير أثبت خالد الفضالة أن لديه «عمى ألوان» في قضايا الوطن، فهو لم يكن فئويا يوما ما في طرحه، بل إنه لم يكن سلبيا في تعامله مع تلك المواقف كغيره ممن التزموا الصمت لسبب أو لآخر، بل امتلك المبادرة وعبر عن رأيه وكشف عن مواقفه التي لم تعجب البعض، لأن قلبه ينبض بحب الكويت... سلم الله قلبك يا «أبو سند» ورحم الله «فاطمة» التي أنجبتك.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

back to top