أربعة شعراء يجسِّدون الواقع بتناقضاته

نشر في 13-06-2010 | 00:01
آخر تحديث 13-06-2010 | 00:01
قرأوا قصائد متنوعة في السفارة السورية
أحيا أربعة شعراء عرب الأمسية الشعرية الافتتاحية لأنشطة رابطة الصحافيين والفنانين السوريين التي احتضنتها السفارة السورية في الكويت، بحضور السفير السوري وعدد من متذوّقي الشعر.

قدّم الشعراء إبراهيم الخالدي وسعيد المحاميد وعبير ريدان ومحمد دركوشي، مجموعة قصائد تمثل اتجاهات شعرية متنوعة، وقرأوا قصائد بالفصحى واللهجة العامية تعبّر عن هموم فردية وقضايا عربية عامة.

وأكدت مديرة الجلسة المذيعة نسرين طرابلسي في مستهل الأمسية، انطلاق أنشطة رابطة الصحافيين والفنانين السوريين في الكويت بأمسية شعرية، مشيرة إلى فعاليات ثقافية أخرى سيتم تنظيمها خلال الفترة المقبلة.

وقرأ إبراهيم الخالدي قصيدة "الأقدام بين المدينة والشام" أعقبها بنص "الغيم الطهور" وأهداه إلى والده الذي يرقد على فراش المرض، متمنياً له الشفاء ومما جاء فيه:

 هذا، وأنت تؤرجح الدنيا/ وحيدا.../ ذاهلا... عما يدور/ مستسلماً للداء منعتقاً/ كأكثر ما تكون وما يجور/ معنا على نأي/ وقربك مغرق بعداً/ كأنك غربة الأسماء/ في جسد الدهور/ سبعون عاماً لم تكن إلا.. كدرب السابلة.

ثم انتقل إلى مقطع آخر ينضح بالعاطفة تجاه والده:

هذا، وأنت تهدهد الأوجاع/ -يا أبتِ-/ تتمتم بالأحاديث العتيقة والوجوه الفانية/ عبثا تعيد ملامح الأيام/ تكسو صفرة الأوراق/ خضرتها/ ليجري الماء وسط الساقية/ طيفٌ من الولد الذي رتق الشقوق مبكرا/ عن آله/ حمل الوصية أمرداً/ حتى تشيب الناصية/ وترمل الأكفان واحدة، فواحدة/ وصاهر من ثرى الأجداث عرساً/ في القبور.

ثم قرأ نصيين آخرين هما "التجربة الأخيرة" و"أحلام أحمد الممنوع من الصرف".

فراغ مظلم

وقرأ الشاعر سعيد المحاميد أربعة نصوص وهي "جب- ثم أحملها" و"لا تلوي على شيء" و"كوماريات" و"سهم" يقول فيها: ربيت نفسي في الهباء/ قصصت أيامي على ما يناسب وحدتي/ قمرا أحاديا/ انسللت في الفراغ/ مظلما.../ إلا ما يسقطه الضوء/ على جنبات روحي/ فررت من ماضي/ ارتميت على بياض الوقت/ حشرت رأسي بين صخرتين/ مددت يدي العمياء/ في الأفق البعيد/ هل من جديد؟

وفي قصيدة "كوماريات" يستخدم الشاعر اللهجة العامية الكويتية "المكسرة" التي اعتاد الحديث فيها رعايا بعض الدول الآسيوية المقيمين في الكويت.

مؤامرة

ثم قرأت الشاعرة اللبنانية عبير ريدان مجموعة من القصائد منها: "أغار" و"يا إنسان" و"إلى لغتي" ويغلب على نصوصها البساطة مستخدمة مفردات من واقع الحياة اليومية، ومن نص "إلى لغتي": هناك يتهامسون... يقررون/ وتداس أنظمة وتهدم مدن/ وآلاف الحقوق تذبح/ هنا تجلد الديمقراطية/  ويزور التاريخ/ وهناك يتآمرون... ويتخاذلون.

ثم قرأت نصا غزليا بعنوان أغار وفيه: أحسد العيون التي تلمحك/ عند الصباح ولو لحظات/ وأغار من الريح إذ ما هب/ لتخلط أنفاسك بالنسمات/ ومن الليل إذ ما دمس/ كيف لا أراك وتراك/ آلاف النجمات/ أغار يا حبيبي من يراع/ تمسكه لتدون الكلمات/ ومن جريدة ملقاة/ بين أكوام وريقات/ حين تقبض عليها يداك/ وتنظر إليها عيناك/ ومن كأس ترفعه لشفتيك/ لترشف منه قبلات.

أما الشاعر محمد دركوش فقرأ قصيدة عن غزة، أعقبها بقراءة نصوص قصيرة: "بكاء" و"حلم" و" فرّان" و"تلقين" ومن نص "بكاء": في اليوم الأول خط شقائي/ فاحتاج الدمعا/ في الثاني/ خشي الجبروت لساني/ فبكى سبعين خريفا/ في الثالث أعطى موساه عصاه/ في الرابع خاف مقامي/ فبكى سبعين خريفا/ في الخامس قدر أيامي/ في السادس صفقت له/ فبكيت أنا سبعين خريفا/ في السابع هذا الجبروت تعالى/ فبكى من في الأرض جميعا/ وازدادوا تسعا.

back to top