مي شدياق: ثورة الأرز انتصرت وسأعود قريباً إلى الشاشة
أكدت الإعلامية مي شدياق أنها عائدة إلى شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال بعد شهر رمضان المبارك عبر برنامج سياسي لا يقلّ جرأة عن برنامجها السابق «بكل جرأة». جاء هذا التأكيد في خلال حوار لم يخلُ من الحدّة والتوتر والهجوم والهجوم المضاد مع الإعلامي نيشان ديرهاتورنيان في برنامجه «على الطاولة» على شاشة الـ MTV.أعلنت مي مجدداً أنها لم تستقل من شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال، كما ظن البعض الذي أفرحه هذا الأمر، إنما أرادت وبمحض إرادتها أن توقف البرنامج بسبب الأوجاع الجسدية التي تعاني منها بفعل العمليات الجراحية التي خضعت لها وتجاوزت الـ 32، بعد محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرضت لها، والأوجاع النفسية بفعل الحرب التي تشنها عليها الأطراف السياسية التابعة للمعارضة اللبنانية بالإضافة إلى الزملاء داخل المؤسسة نفسها، إلا أنها عائدة إلى الشاشة مجدداً في حال كانت بصحة جيدة، هي التي استطاعت على مدى سنين طويلة محاورة أهم الشخصيات السياسية وتحقيق «خبطات» إعلامية مهمة.
غصة و... غضبلم تفارق الغصة مي طيلة الحلقة خصوصاً عندما تحدثت عن الأوجاع التي تعانيها يومياً والتي تفوق قدرتها على احتمالها، وقالت: «لم أعد قادرة على احتمال أوجاعي التي لا أستطيع وصفها، والغريب أن ثمة أناساً يحسدونني عليها وعلى تضحياتي، مع أن أحداً ليس قادراً على تحمّلها».على الرغم من هذه الآلام أطلّت مي في الحلقة بأبهى حلّة وكانت جميلة وأنيقة، كما عوّدتنا دائماً، خصوصاً مع ارتدائها اللون الأزرق الذي أثار تساؤلات لدى نيشان والمشاهدين، لكن ردّ مي جاء حازماً وقوياً حين أجابته: «ليست الألوان حكراً على أحد وسيبقى لون السماء أزرق». لم تخفِ مي غضبها من الزملاء الذين عملوا على تحجيمها وإبعادها عن الشاشة، مع أنها لم تدخل في لعبة الأسماء إلا أن المشاهد الذكي استطاع أن يحزر من كانت تقصد، خصوصاً عندما تمحور الحديث حول موضوعية الإعلامي، إذ وجهت مي ضربة قاسية إلى من يدّعون الموضوعية والحياد في حين أن الوقائع التي جرت حديثاً أثبتت عكس ذلك، أضافت: {يستطيع الشخص أن يكذب على الناس بعض الوقت إنما لا يستطيع أن يكذب عليهم كل الوقت»، وأكدت أن بعض الإعلاميين ظهر على حقيقته وبرز انحيازه على الرغم من أنه كان يرفع على الدوام شعار الحياد والموضوعية.إبعاد وتحجيميبدو أن جرح مي كبير من هؤلاء الذين يغارون منها كونها شهيدة حيّة وتصدّرت نشرات الأخبار المحلية والعالمية وحازت تكريمات من أهم المؤسسات العالمية، نعم يحسدونها على دمائها التي قدمتها فداءً للوطن ما جعلهم يفعلون المستحيل لإبعادها وتحجيمها. تابعت بغضب: {لدى بعض الزملاء الوقاحة الكافية ليقول: {لازم نكون معاقين لتجيبولنا كباية ماء!»، لكن مي التي حاولت طوال الحلقة إظهار قوتها وقدرتها على المواجهة خصوصاً عندما كررت أكثر من مرة جملة «ما حدا يقرّب صوبي، ومن يدق الباب يسمع الجواب»، لم تستطع إخفاء ضعفها وظهر ذلك في قولها: «لم أعد قادرة على احتمال الحروب التي تشنّ ضدّي».انتخابات و... شخصيات أما في السياسة فكان حديثها واضحاً وصريحاً إلى أبعد الدرجات، هي التي لم تخفِ يوماً انتماءها السياسي وتأييدها لحزب القوات اللبنانية والدكتور سمير جعجع حتى خلال الوجود السوري في لبنان، فتحدثت بفخر وبابتسامة عريضة عن فوز قوى الرابع عشر من آذار في الانتخابات النيابية اللبنانية التي جرت حديثاً وأوضحت: «انتخبت نايلة تويني ونديم الجميل ولائحة 14 آذار كاملة، الطريق أمام هؤلاء الشباب طويلة لإثبات أنفسهم، انتصرت ثورة الأرز وكنت أتمنى لو جاء الانتصار أكبر». انتقدت مي بقساوة من يقلّل من شأن البطريرك الماروني مار نصرلله بطرس صفير معتبرة إياه «ضمير لبنان»، وأشارت خلال الحوار إلى أن الوجود السوري في لبنان لم يكن وصاية بل احتلال بكل ما للكلمة من معنى، واعتبرت أن تاريخ 25 أيار هو ذكرى انكفاء الاحتلال الإسرائيلي عن أرضنا بفضل تضامن اللبنانيين وقوة المقاومة.جاءت بعض الأسئلة التي وجهها نيشان إلى ضيفته خالية من أي معنى أو لون خصوصاً حين سألها: «هل تريدين أن تعرفي من فجّرك؟» أو «هل جرى اتصال بينك وبين الضباط الأربعة؟» فهي كانت تحدثت للتو عن الدعوى التي أقامها ضدها مالك السيّد، نجل اللواء جميل السيد، بتهمة القدح والذم، كذلك لم نفهم هجوم نيشان على مي في محاور عدة في الحلقة وتكرار أسئلته: «هل مسموح أن تقولي كذا؟ وهل مسموح أن تصرّحي بكذا؟» ما دفع مي إلى اتهامه بأنه محامي الشيطان، فما كان منه إلا أن أجاب: «وظيفتي أن أؤدي دور الطرف الآخر في غيابه».وصفت مي الدكتور سمير جعجع بأن صدره رحب ويتقبل الملاحظات واستطاع في فترة قصيرة أن يغيّر صورة خاطئة رسمها الناس عنه، وانتقدت أي شخص يحمّله وحده مسؤولية الحرب اللبنانية فيما أمراء الحرب يحتلون أهم المناصب.أكدت مي أن «استشهاد الرئيس رفيق الحريري خلصنا، ولولا ذلك اليوم الأسود في 14 شباط 2005 لما كانت ثورة الأرز في 14 آذار 2005»، وهاجمت في معرض حديثها بعض الأطراف قائلة: «اتركوه يرتاح بقبرو، كفى مهاجمة الموتى في قبورهم». أما عن نجله سعد الحريري الذي تحب أن تناديه بـ الشيخ سعد خلافاً لمناداة البعض له بسعد الدين بهدف رسم صورة متطرفة عنه، قالت: {إنه رمز الاعتدال والمدافع عن الطائف وفي حال شعر أنه أصبح قادراً على ملء منصب رئاسة الحكومة الجديدة فأنا من مؤيديه».في معرض ردّها على سؤال نيشان لها عن الجنرال ميشال عون، أشارت إلى عدم وجود أي اتصال بينهما واعتبرت أنه يعمل ضد مصلحة لبنان، وتساءلت: لماذا تم منع نوابه من الظهور معي في برنامجي «بكل جرأة»؟ كشفت أنها طرحت هذا السؤال على بعض كوادر التيار وكان الجواب: «ليس لدينا أجوبة عن الأسئلة التي تطرحينها».في معرض حديثها عن الشيخ بيار الضاهر، رئيس مجلس إدارة المؤسسة اللبنانية للإرسال، عبرت عن حبها الكبير له وقالت إنه «كارت ربحان» دائماً.انتقاد آل غانملا بد من الإشارة إلى أن مي وجهت انتقاداً كبيراً للإعلامي مارسيل غانم وشقيقه جورج غانم مع أنها حاولت تجميل جوابها، وذلك خلال تعليقها على طريقة تغطيتهما للانتخابات النيابية اللبنانية من خلال تقنية الـexit polls، إلا أن قصدها كان واضحاً حين قالت: {الصورة رائعة لكن ملاحظاتي على المضمون أحتفظ بها لنفسي، فأنا أرفض انتقاد شاشة أعمل فيها من على منبر شاشة أخرى».مع أن نيشان حاول إظهار لقاء جورج ومارسيل في حلقة واحدة على أنّه لقاء القمة سائلا مي رأيها به في محاولة «لجس نبضها»، في وقت يحكى عن مشاكل بينها وبين الثنائي غانم، قامت مي بخطوة أذكى منه من خلال تجيير السؤال إلى نيشان نفسه وسؤاله رأيه بهذا اللقاء قائلة: {أنت صديق intime (مقرّب) لمارسيل، فما رأيك بشخص يستقبل شقيقه على الهواء؟}في النهاية لا يمكننا القول إلا أنك يا مي تؤكدين مجدداً انك لن تحني رأسك أمام من حاولوا اغتيالك وأن صوتك سيبقى عالياً في وجه الظلم والوجوه السود التي تحاول إسكاتك، وأن إيمانك بالله وبالمحكمة الدولية وبالعدالة لا بدّ من أن ينصفك يوماً وينصف الشهداء جميعاً الذين دفعوا حياتهم فداءً لهذا الوطن، وندعو الله أن يمدّك بالقوة لتتغلبي على أوجاعك وآلامك.