خذ وخل: النشاط المدرسي

نشر في 28-03-2010
آخر تحديث 28-03-2010 | 00:01
 سليمان الفهد إننا نجد أن المدارس صارت تعتمد على تمويل أولياء الأمور لمشاريع الصيانة والتكييف وغيرهما، ولم يعد فيها ميزانية، أو حتى «المقسوم» الذي يمكنها من أداء الأنشطة المدرسية الفاعلة، كما خبرها تلاميذ القرن الماضي، والتي خرج من رحمها نجوم الرياضة والمسرح والغناء والموسيقى، والفن التشكيلي، وغيرها من الأنشطة.

• لعل النشاط المدرسي يستأهل أن يقال فيه بحق إنه «خرج ولم يعد» وأشك بإمكانية عودته! على الرغم من تصريح وزارة التربية بقرب عودته، بعد طول غياب وتغييب.

ومصدر شكي يتكئ على عقبات وعراقيل شتى ستقف حرونا في طريق وجوده وعودته! بداية سيجابه القيمون التربويون الساعون إلى إعادة إحياء النشاط المدرسي برفض وتحريم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو الاسم «الحركي» للجنة الظواهر السلبية بمجلس الأمة، والتي ستحرم جل فعاليات النشاط المدرسي التي كانت حاضرة في المدارس طوال النصف الآخر من القرن العشرين، الأمر الذي سيؤدي إلى نفي النشاط الموسيقي والفنون التشكيلية والفوتوغرافية، والاكتفاء بتعليم تحسين الخط العربي، وتعلم تقنيات رسم أنواعه البهية المتنوعة فقط لا غير، وقد يسمح للطلاب الذكور بممارسة السباحة والغوص وامتطاء الهجن والخيول والحمير والبغال و»الموتوسايكل» أو «الموت سايكل» لا فرق! زد على ذلك كله احتمال أن تجابه وزيرة التربية استجوابا مجانيا من إياهم، يتمحور حول زعم أن النشاط المدرسي «بدعة» تنطوي على شبهة التأسي بالفرنجة «الكفار» وتقليدهم!

وإذا افترضنا -جدلا- أن النشاط لم يواجه أي عقبات، فكيف يمكن لوزارة التربية ترجمة الأمنية والاقتراح، في ظل وجود المباني المدرسية العتيقة الآيلة للسقوط، المفتقرة إلى مرافق وأماكن يمارس فيها النشاط المدرسي؟! من هنا أحسب أن إعلان النية بإعادة النشاط المدرسي، يلعلع به بلسان الأحلام والأماني! اللهم إلا إذا كان بحوزة الوزارة آبار بترول تمكنها من أن تحظى بميزانية ذات أرقام فلكية سخية، تصرفها على تكلفة حضور النشاط المدرسي، لاسيما أننا نجد أن المدارس صارت تعتمد على تمويل أولياء الأمور لمشاريع الصيانة والتكييف وغيرهما، ولم يعد فيها ميزانية، أو حتى «المقسوم» الذي يمكنها من أداء الأنشطة المدرسية الفاعلة، كما خبرها تلاميذ القرن الماضي، والتي خرج من رحمها نجوم الرياضة والمسرح والغناء والموسيقى، والفن التشكيلي، وغيرها من الأنشطة التي كانت تحرض التلاميذ على تمضية نهار كامل في رحاب المدرسة دون كلل ولا ملل!

والحق أن العبد لله يشارك الوزارة أمنيتها العصية على الحضور، إن لم أقل المستحيلة الوجود! لأن فاقد الشيء لا يعطيه، لذا لا أعرف كيف سيتمكن «حواة» الوزارة من إحياء العظام وهي رميم، ولا ينفع معها ترقيع ولا ترميم! من هنا ليت الوزارة تكرس المبالغ المخصصة للنشاط المدرسي لإصلاح المباني المدرسية، وتقويم وترشيد العلاقة بين المعلمين والتلاميذ، وغيرها من المشاكل التي تعانيها التربية في البلاد.

back to top