شعارهنّ ضرب الحبيب مثل أكل الزبيب 35% من المصريّات يتقبّلن الضرب من أزاوجهنّ!

نشر في 14-12-2009 | 00:00
آخر تحديث 14-12-2009 | 00:00
No Image Caption
أكدت دراسة حديثة أعدّها د. عبد الناصر عمر (أستاذ في جامعة عين شمس) بعنوان {العنف ضد المرأة}، تعرُّض 35% من المصريات للعنف المباشر من أزواجهن، وعلى رغم ذلك يتقبّل الكثير منهنّ هذا الأمر ويعتقدن أن الرجل المعنِّف يتمتّع بشخصية قوية تحبّها المرأة العربية عموماً والمصرية خصوصاً.

ذكرت الدراسة أن المرأة على استعداد أن تنسى ضرب زوجها لها بمرور الوقت لأن آثاره تختفي سريعاً من جسدها نظراً الى طبيعة تكوينها، لكنّها في المقابل لا تنسى الإهانة اللفظية التي تظلّ عالقة في ذهنها فترة أطول من الضرب.

تطرّقت الدراسة إلى أشكال أخرى من العنف الذي يؤذي المرأة نفسياً أكثر من الضرب مثل تحكّم الرجل في الأمور المادية وفي ذهاب زوجته إلى أقاربها وتدّخله في ملابسها مثل خلع الحجاب أو لبسه، فضلاً عن انتقاده المستمر لها، وكذلك الغيرة المرضية.

تعليقاً على هذه الدراسة تقول د.إيمان شريف (أستاذة علم النفس في معهد البحوث التربوية بجامعة القاهرة): {في الحقيقة، كشفت هذه الدراسة عن وجود نسبة كبيرة من المصريات اللواتي يتعرّضن للعنف سواء بدنياً أو لفظياً، وبالتالي يمكننا القول إننا أمام ظاهرة في المجتمع المصري وهذه هي الحقيقة للأسف، وما أظهرته الدراسة ميراث قديم في المجتمع الشرقي، وإن كنا نأمل بأن تتراجع هذه الثقافة في ظل ارتفاع نسبة التعليم والوعي وانعكاسهما بشكل إيجابي ومباشر على حياتنا الاجتماعية وتعاملاتنا في ما بيننا، لكن على الأرجح تنتشر هذه التصرّفات في الأماكن العشوائية ولدى الطبقات التي لم تنل حظّها من التعليم}.

تضيف د. إيمان: {سكوت المرأة نفسها ومعها المجتمع وخصوصاً المنظمات النسائية التي لم تؤدِّ دورها كما ينبغي، هو السبب الرئيس في انتشار مثل هذه الظواهر وذلك راجع الى الظروف الصعبة التي يعانيها المجتمع، ومنها عدم نشر الوعي الاجتماعي والأسري وعدم قدرة المنظّمات المعنيّة بمثل هذه المشاكل على أداء دورها ورسالتها لأسباب عدة أقلّها الجوانب المادية وعدم تعاون السيدات الكامل معها}.

من جهته، يقول د. محمد عبد الرحمن (أستاذ علم الاجتماع في جامعة عين شمس): {أرفض فكرة ممارسة الرجل العنف ضد المرأة سواء كان زوجاً أو أباً أو أخاً أو حتى معلماً لأن المرأة بطبيعتها رقيقة وحساسة وليس لديها القدر الكبير من التمرّد الذي يملكه الرجل بطبعه، كذلك يحضّ تراثنا وديننا على معاملة المرأة بشكل راقٍ وحضاري ويمقتان كل هذه التصرفات، فضلاً عن تقدير المجتمع الإسلامي والعربي الكبير للمرأة طوال تاريخه، فلدينا في العصر الفرعوني كيلوباترا التي توِّجت ملكة على مصر، وشجرة الدُر في العصر الإسلامي، وفي العصر الحديث لدينا أسماء كبيرة من السيدات سطعت في مجالات كبيرة ومن هنا علينا ألا نقوم بدراسات وأبحاث تؤكد فكرة العنف سواء كانت المرأة راضية عنها أو رافضة لها}.

يضيف د. النجار: {ثمة نقطة مهمة أخرى تتعلق بفكرة ممارسة العنف نفسها سواء كانت مقبولة أو مرفوضة، وهي ردود فعل هذه الممارسات على الأطفال وتنشئتهم على العنف وممارسته كسلوك في ما بعد، الأمر الذي ينعكس سلبياً على المجتمع وهذا للأسف ما نلاحظه أخيراً في سلوك الأفراد العنيف وانتشار جرائم قتل واغتصاب. بالتأكيد لسلوك الأم والأب دور كبير في هذه الممارسات فضلاً عن بعض العوامل الأخرى}.

الأخطر برأي د.النجار، انتقال تقبّل السلوك العنيف من الزوج إلى الابنة، بمعنى أن يكون لدى هذه الأخيرة استعداد نفسي لتقبّل العنف من زوج المستقبل، وبالتالي يعاد إنتاج أسرة معنَّفة وندخل في دائرة مستمرة وممتدة في ممارسة العنف وتقبّله، ما يصعِّب القضاء على ظاهرة السلوك العنيف داخل الأسرة سواء من الزوج أو حتى من الزوجة، لأن ثمة وقائع تؤكد ذلك، إذاً لا بد من وقفة حازمة تجاه هذه الممارسات من خلال أساليب التوعية عبر وسائل الإعلام المختلفة ودور العبادة للقضاء على هذه السلوكيات التي لا تتفق مع حضارتنا وديننا.

back to top