27 ملياراً... خسائر المرور

نشر في 28-03-2010
آخر تحديث 28-03-2010 | 00:00
 مظفّر عبدالله أول العمود: وزير التربية السابق د.حسن الإبراهيم انتقد نوعية التعليم الحكومي عندما تقلد منصب الوزارة عام 1985... رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير انتقد هو الآخر نوعية تعليمنا في تقرير قدمه للكويت أخيرا، وبين الحادثتين 25 سنة ولايزال التعليم دون المستوى.

***

مر الاحتفال بأسبوع المرور الخليجي السنوي ولم يلحظه أحد، أي أن قائدي المركبات مارسوا طقوسهم كل حسب فنه وذوقه وأخلاقه (ثلاثية الشعار المروري). وزارة الداخلية حينما غلظت الغرامات المالية منذ سنوات كانت ترتجي أن يكون ذلك رادعا للالتزام بقوانين المرور (30 مليون دينار تحصيلات لعام 2008 فقط)، لكن النتيجة كشفت قدرة الأفراد على الدفع واستمر عدد الضحايا شبه ثابت (370– 450) قتيل سنويا. وبينما كانت قيادات المرور الخليجية تحتفل بأسبوعها، وكان برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يصدر تقريره المخيف عن وضع المرور في الكويت وعنوانه «مشروع الاستراتيجية الوطنية الشاملة للمرور وقطاع النقل للفترة من 2009– 2019».

التقرير رصد خسارة مقدرة بـ27 مليار دينار خلال السنوات العشر الماضية بسبب مشكلة المرور... ضحايا ومعاقون وعاهات مستديمة وتلوث وكسر للقوانين. والملاحظ أن المبلغ قريب من ذاك الذي رصدته الدولة وصادق عليه مجلس الأمة فيما سمي بخطة التنمية! محض مصادفة.

نحن نعيش في مجتمع يتوقع التقرير وصول عدد سكانه 7– 8 ملايين في 2017، وحاليا لا تتجاوز مساحة المناطق المأهولة 8% من المساحة الكلية للدولة ويقطنها 98% من السكان، وهو أهم الأسباب الجوهرية للزحام والحوادث.

هناك تراخ في منح رخص سيارات الأجرة الجوالة والأنواع الأخرى منها، ويشير التقرير إلى دخول 10 آلاف سيارة من هذا النوع في الخدمة سنة 2007، في مقابل توقف العمل في مشروع الميترو وتطوير خدمات النقل الجماعي، مع دخول 30 سيارة جديدة إلى الطرقات يوميا مقابل توقف 6 عن العمل.

إذن التقرير ذهب إلى أبعد من مسألة تغليظ العقوبات، فالمرور مشكلة ذات أبعاد متشعبة: سكانية ونمطية استهلاكية وإنشائية وقانونية، بمعنى أن الحاجة للتخطيط فيها يصبح من الأبجديات، فالكويت اليوم أصبحت الرابعة في معدل الزحام وهي تعاني تقلصا في روح التطوير ونقص الكوادر الوطنية القادرة على ابتكار حلول لمشكلة المرور.

وإذا كانت نتائج أي خطة منوطة بتحقيق أكبر قدر من السعادة والرفاهية للناس فنحن أمام خطر لم نستطع صده، فعدد ضحايا المرور يتزايد، والأحياء المتضررون من الإعاقات هم أيضا في تزايد... وكل أسبوع مرور ونحن بخير.

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

back to top