بركان أيسلندا يشلّ الملاحة الجوية في أوروبا غمامات هائلة من الرماد تغطي الأجواء... وترجيح استمرارها اليوم
شُلَّت حركة الملاحة الجوية أمس في شمال أوروبا بعدما لفظت الطبيعة غمامات هائلة من الرماد إثر انفجار بركان في أيسلندا.
وتسببت السحابات العملاقة التي انتشرت عبر الأجواء في إغلاق المجالات الجوية في المملكة المتحدة والدنمارك والسويد، إلى جانب اضطرابات كبرى في النرويج وأيرلندا. وأعلنت سلطات المراقبة الجوية البريطانية إغلاق المجال الجوي البريطاني بشكل تام أمام حركة الطيران، بسبب خطورة الرماد المنبعث من البركان على محركات الطائرات، اعتباراً من الساعة 11.00 (توقيت غرينتش) وحتى الساعة 6.00 (توقيت غرينتش) من اليوم، وذلك «بما يتلاءم مع سياسة الطيران المدني العالمية». وأكدت شركة «بريتش إيرويز» إلغاء جميع الرحلات حتى صباح اليوم، كما علقت رحلات الترانزيت كافةً عبر المطارات اللندنية، ومن بينها «هيثرو»، وهو المطار الأول عالمياً من حيث حركة الملاحة. ويشهد المطار إقلاع وهبوط نحو 1300 طائرة و180 ألف راكب يومياً. وأفادت السلطات الفرنسية أمس، بأن المطارات في شمال فرنسا وباريس ستُغلَق على مراحل في الساعات المقبلة، بسبب سحابة الرماد المتصاعدة. وأدى إغلاق المجالات الجوية المختلفة إلى إلغاء عشرات الرحلات حول العالم، ولا سيما في مطار «شيبول» في أمستردام. كما ألغيت جميع الرحلات المغادرة من مطار «رواسي» في باريس باتجاه لندن، اسكتلندا، كوبنهاغن، وأوسلو. ورجَّح الخبير البارز في منظمة الأرصاد الدولية التابعة للأمم المتحدة سكيلا سيلايا استمرار انبعاث الرماد من البركان الثائر وانتشاره في أنحاء أوروبا حتى صباح اليوم. وحذر سيلايا من أن الرماد المنبعث من البركان قرب النهر الجليدي «ايجافجالاجوكول» على بعد حوالي 120 كلم شرق العاصمة ريكيافيك ستتزايد كثافته، مشيراً إلى أن البركان «لا يقذف كثيراً من الحمم البركانية، وإنما يقذف كثيراً من الرماد». وقال خبير البراكين في جامعة أيسلندا أرمان هوسكولدسون إن أبخرة ساخنة من البركان أذابت كميات كبيرة من الجليد في «ايجافجالاجوكول»، لكن مياه الفيضانات التي ألحقت ضرراً واسعاً بالطرق والجسور بدأت تنحسر. وذكرت وسائل إعلام محلية أن طبقة سميكة من الرماد غطت آلاف الأفدنة من الأراضي شرقي البركان، بينما حجبت سحابة الرماد الشمس في بعض المناطق على طول الساحل الجنوبي لأيسلندا، مضيفة أن أغلبية السكان الذين تركوا منازلهم أمس، وعددهم 700 شخص لايزالون موجودين في مراكز طوارئ تابعة للصليب الأحمر. (ريكيافيك، لندن، باريس - أ ف ب، رويترز، أ ب، د ب أ)