حلا: المسلسلات الخليجيّة تُبالغ في إظهار الثراء
تشكّل حلا نموذجاً للفنانة الشابة التي تحاول شقّ طريقها في عالم الأضواء بموهبتها من دون الوقوع في فخ التنازلات الذي يؤدي إلى السقوط في الابتذال، وعلى رغم العوائق التي تواجهها وتعرقل انتشارها نوعاً ما، تثابر بعزم وإرادة قوية لتحقيق هدفها لا سيما في مجال الغناء. عن بداية مشوارها الفني ومشاريعها والصعوبات التي تحفل بها الساحة الفنية، كانت الدردشة التالية معها.
منذ متى بدأت علاقتك بالفن؟منذ طفولتي، كنت أغنّي وأمثّل وأجسّد الشخصيات وأقلّدها أمام أهلي وصديقاتي، ومن المطربين الذين كنت أقلّدهم في تلك المرحلة: نجوى كرم، وديع الصافي، الشحرورة صباح... أحمد الله أن حلمي أصبح حقيقة.كيف بدأت مشوار الاحتراف؟بدأت في مجال الغناء، لكني صُدمت بأشخاص يجهلون المستوى الراقي في التعامل مع الفنانة، ويطلبون مني تنازلات مقابل الوصول إلى الشهرة.كيف واجهت هذا الموقف؟رفضت بحزم وقررت الابتعاد فترة والاتجاه إلى التمثيل للوقوف على قدمي والتصدّي لأولئك الأشخاص.ما أبرز محطاتك في التمثيل؟انطلقت في مسلسل {وشاءت الأقدار}، من ثم شاركت في مسلسلات: {عيون الحب}، {عقاب} و{سارة}. كيف تقيّمين تجربتك في التمثيل؟يمنحني التمثيل الشعور بالراحة والثقة بالنفس والجرأة في الطرح، مع ذلك لا أودّ الابتعاد عن الغناء.من ساندك في مشوارك الفني؟أفراد أسرتي، علماً أنهم رفضوا في البداية، من ثم غيروا رأيهم حين لمسوا موهبتي، المنتج خالد البذال الذي وقف إلى جانبي في أعمال عدة، وأشخاص آخرون أتحفّظ عن ذكر أسمائهم كي لا أنسى أحداً. برأيك، هل الجمال وسيلة للوصول إلى الشهرة؟الجمال ضروري بالنسبة إلى الفنانة، كذلك حضورها وشخصيتها، إنما للأسف يبحث المنتجون اليوم عن الجمال بالدرجة الأولى ومن ثم عن الموهبة. في النهاية يبقى الحكم للجمهور الذي يفضّل متابعة عمل متكامل ومنطقي من حيث السيناريو والحوار وإمكانات الفنان الذي يؤدي الدور.وماذا عن التقديم، هل فكّرت في خوضه؟ ثمة مشروع في هذا المجال، سأفصح عنه في الوقت المناسب وحين تكتمل عناصره. حدّثينا عن تجربتك في الغناء مع {كلمة ولحن}. شاركت في هذا الألبوم بأغنية {هذا حبيبي}، يغلب عليها الإيقاع الهندي، وهي من كلمات الشاعر الكبير أحمد الشرقاوي، ألحان ضاري المسيليم، توزيع يحيى عبد اللطيف.هل فكّرت في إنتاج ألبوم غنائي مستقل؟ليس بعد، لأنني أريد الانطلاق مع شركة إنتاج قوية.ما الأدوار التي تستهويك؟الأدوار المؤثرة مثل الإعاقة أو التعرّض للظلم الشديد، كذلك دور الفتاة الشريرة، قد يحبّ المشاهدون هذه الأدوار أو يكرهونها، لكنها تبقى في الذاكرة فترة طويلة.لماذا لم تشاركي في برامج المواهب مثل {سوبر ستار} و}ستار أكاديمي}؟لأنني لا أعرف ما إذا كنت سأنجح أم لا، وما إذا كان البرنامج سيضيف إلي شيئاً. الأمر برمته مجازفة لم أشأ الخوض فيها.برأيك، هل تمنح تلك البرامج الشهرة المطلوبة للفنان؟الشهرة متاحة أكثر للشباب، أما بالنسبة إلى الفتيات فالأمر مختلف خصوصاً في منطقة الخليج، حيث لا تسمح العادات والتقاليد لنا بالظهور في مثل تلك البرامج. الملاحظ أن البعض يشتهر بسرعة الصاروخ ولكن سرعان ما تنطفئ شهرته، لأنه لا يبذل جهداً أكبر لتطوير نفسه وينظر إلى الأمر من زاوية التسلية، لذا كان الأجدر به، برأيي، الانسحاب أو عدم المشاركة أساساً وإفساح الفرصة لغيره. يقال إن طريق الفن مليئة بالإشاعات والمخاطر، ما ردّك؟من المؤسف أن تتعرّض سمعة الفنان للتشويه من أناس لا همّ لهم سوى إثارة الإشاعات وأن تكون الصحافة طرفاً في هذا الموضوع أحياناً. قد يكون الأمر أهون بالنسبة إلى الفنانين من الفنانات، لأن لا شيء يعوّض عن سمعة المرأة.ما رأيك بالدراما الخليجية؟حققت نجاحاً في الآونة الأخيرة، خصوصاً مع طفرة الفضائيات وعرضت قنوات عريقة، مثل المؤسسة اللبنانية للإرسال، أعمالاً خليجية، لكن يبالغ بعض المسلسلات في إظهار ثراء المجتمع وترفه، كما هو حاصل مع الأعمال الكويتية، هذا الأمر ليس صحيحاً مئة بالمئة، فالمجتمع الخليجي يتألف من الأثرياء والطبقات المتوسّطة وربما الفقيرة. كذلك أدت الفورة في ظهور الممثلين الشباب في الدراما الخليجية إلى تجسيد سلوكيات فاسدة، مثل المخدرات وشقق اللهو و{الوناسة}، وهي أمور ليست بالضرورة متوافرة في المجتمع الخليجي المحافظ بطبعه.وهل ينطبق الأمر على سينما الشباب؟ما زالت سينما الشباب في بداية الطريق، وإن كنا نرى بعض الإضاءات، لكن لا تقارن بالدراما التي قطعت أشواطاً كبيرة.ما دور المهرجانات السينمائية في هذا المجال؟تساعد في تطوير السينما، إنما تكمن المشكلة في التمويل، لا يريد المنتجون إنفاق أموالهم في مشروع خاسر، لأن شباك التذاكر لا يعوّض كلفة الإنتاج والمنافسة في السوق العربية الأخرى صعبة للغاية.وماذا عن الكادر الفني؟لدينا ممثلون شباب على قدر عال من الكفاءة، ومخرجون محليون أو عرب، مع ذلك لم تترسخ صناعة السينما في الخليج بعد ويبقى وجودها محدوداً.