الجاذبيّة والذكاء... أيّهما أكثر أهميّة في مجال العمل؟!
الجاذبية أم الذكاء؟ سؤال تصعب الإجابة عنه، خصوصاً بعد دراسة حديثة أجرتها أخيراً جامعة {ييل}الأميركية، بيّنت أن الفرق بين راتب الشخص ذي المظهر العادي وزميله الجذاب قد يصل إلى 80 دولاراً أسبوعياً.أشارت الدراسة إلى أن الجمال يمنح الموظّف ثقةً في النفس للقيام بعمله بطريقة أفضل، فيرتفع راتبه. وبيّنت أيضاً أن ارتفاع معدل الذكاء يرفع الراتب من 3% إلى 6%، أما ارتفاع مستوى الجاذبية فيرفعه من 5 إلى 10%.
كذلك لفتت الدراسة الى أنه إذا كان المرء ذا شكل عادي فعليه أن يكون أذكى بنسبة 40% من الشخص الجذاب حتى يحصل على الراتب الذي يتلقاه الأخير.إذا كان هذا هو المنطق المتّبع في الدول الغربية فهل ينطبق الأمر نفسه على عالمنا العربي؟الواقع لدينا يؤكد النتائج نفسها، ونظرة سريعة على عالم المشاهير تثبت ذلك أيضاً. فمثلاً، استُبعد الممثل الراحل أحمد زكي في بداية مشواره الفني من فيلم {الكرنك}على رغم موهبته وعبقريته كفنان، واستُبدل آنذاك بالفنان نور الشريف لأن {زكي} لم يكن وسيماً، كذلك فإن أكثر نجوم العالم شعبية هم الذين يتمتعون بدرجة كبيرة من الوسامة والجاذبية التي تمنحهم جواز مرور سريع الى قلوب مشاهديهم، في حين أن أكثرهم موهبة وذكاء يحتاج إلى مزيد من الجهد لإثبات ذاته وحجز مكانة متميزة له لدى الجمهور.تؤكد مي بدير (موظّفة علاقات عامة في إحدى الشركات) أن الجاذبية والمظهر الخارجي عاملان مهمان جداً وخصوصاً في الوظائف التي تعتمد في الأساس على التعامل المباشر مع الناس، لكن هذا لا يعني أن الذكاء غير مهم، {فإذا حاولنا مثلاً المقارنة بين شخص ذكي وآخر وسيم، أعتقد أن الذكاء سيكون الأهم في هذا الموضوع}.أما منى عبد المنعم (مخرجة وصحافية) فترى أن الكاريزما والجاذبية أكثر أهمية، فالإنسان الذي يتمتع بقدر كبير من الجمال، يتمتع أيضاً بقدر كبير من الثقة بالنفس، ما يساعده في إنجاز عمله بطريقة أسرع وبشكل أفضل ممن لا تتوافر لديه صفة الحضور والجاذبية. تضيف عبدالمنعم: {من المؤكد أن الذكاء مهم أيضاً، لكني أعتقد أن قليلاً من الذكاء مع كثير من الجاذبية وجمال الوجه والإطلالة يجعل الأمور تسير بشكل أفضل بكثير}.تتفق منار عبد الهادي (بكالوريوس إعلام) مع عبد المنعم في الرأي، وتوضح أن الإنسان الجذاب الذي يتمتع بقدر كبير من الجمال يستطيع لفت الأنظار إليه، حتى إذا لم ينجز عمله على أكمل وجه فإن الآخرين على استعداد لتقبّل تقصيره لأن الجاذبية والجمال دائماً ما يكون لهما سحرهما الخاص حتى في مجال العمل.لنانسي عزت (موظفة في إحدى شركات السياحة) رأي آخر إذ ترى أن الذكاء والثقة بالنفس أهم بكثير من الجمال والجاذبية، فالإنسان الذكي والواثق من نفسه يعرف جيداً كيف يحقق كل ما يتمناه، فالثقة بالنفس تجعل أي إنسان جميلاً في عيون الآخرين، وفي المقابل إذا كان المرء يتمتع بقدر كبير من الوسامة والجمال، لكنه غير واثق في قدراته فهو لن يحقق أي نجاح.إبراز الجمالتشير ريهام جمال (مصممة غرافيك) الى أن المرء الواثق بنفسه هو شخص ذكي، مؤكدة أن الجمال ليس له علاقة بالعمل، على عكس الذكاء الذي لا بد من أن يرتبط به، فالذكاء والخبرة هما اللذان ينجزان أي عمل وليس الجمال والوسامة.أما باسم مصطفى (طالب في كلية الإعلام جامعة القاهرة) فيلفت إلى أن للذكاء دوراً كبيراً في إبراز جمال أي شخص، بمعنى أن الشخص الذكي يظهر جماله للناس بسهولة لأن الذكاء في حد ذاته جمال، وفي المقابل من الممكن ألا يحظى الشخص الجميل باحترام الآخرين نتيجة لسطحية تفكيره وسذاجة عقله.من جهتها توضح د.نجوى عبد الحميد (أستاذة علم الاجتماع في جامعة عين شمس) أن موضوع الذكاء والجاذبية هو محطّ جدل، إذ اختلفت حوله الآراء والدراسات فالبعض يرى أن الجمال أكثر أهمية من الذكاء، بينما يؤكد البعض الآخر العكس، لكن في النهاية كلاهما مهم إنما تختلف درجة الأهمية من شخص إلى آخر ومن مكان إلى آخر، وأيضاً من مجتمع إلى آخر، فثمة مثلاً وظائف تتطلب قدراً كبيراً من الجاذبية، ووظائف أخرى لا تأخذ الجمال بالاعتبار ويكون الذكاء أكثر إفادة لها.تضيف د.عبد الحميد: {أعتقد أن {واثق الخطوة يمشي ملكاً}وبالتالي إذا توافر لدى الإنسان قدر كبير من الثقة بالنفس يكون في عيون الآخرين جميلاً لأن المهم أن يعرف جيداً كل ما يجعله متميزاً ليستطيع إظهاره للناس}.