Date Night... تذكّروا اللقاءات الغراميَّة السيئة

عندما يتعلّق الأمر بموعد غرامي، السينما تكون الخيار المفضل لدى كثيرين. قد ينجح الأمر، لا سيما إن كان المرء حذراً في انتقاء الفيلم. على الأرجح يجب تجنّب الأفلام الإباحية، وتلك الطويلة عن الهولوكوست، وAudition للمخرج تاكيسي مايك حيث تواعد امرأة رجالاً، ثم تبتر أعضاءهم. لكن في الوقت عينه، يوضح Audition نقطة مفيدة للغاية: فكثيرون في صالات السينما يتواعدون، ونسبة نجاح علاقتهم كبيرة.

بما أن اللقاءات الغرامية، لا سيما تلك الأولى، محفوفة بالمخاطر، قد تسير الأمور في اتّجاه خاطئ، بطرق غريبة على نحو مضحك. لكن يبقى أن نرى إن كان ذلك سيكون في خدمة الكوميديا مع فيلم Date Night من تمثيل تاينا فاي وستيف كاريل. يؤدي كل من فاي وكاريل دور زوجين عليهما العودة معاً إلى المنزل عند نهاية كل فيلم. هذان النجمان ممثلان كوميديان سريعا التفاعل، لذا قد يولّد حس الفكاهة الروتين.

قد لا تكون الأفلام التالية أسوأ اللقاءات الغرامية في تاريخ السينما، لكن لا شك في أنها مريعة جداً. ملاحظة Knocked UP ليس من ضمنها، لأن اللقاء الذي يحدث بالصدفة في الحانات لا يُصنّف كموعد غرامي.      

After Hours (1985)

يمكن الحديث عن فشل لقاء غرامي حين يرتكب أحد المشاركين فيه الانتحار. ذلك أحد تصرفات جنونية كثيرة ينجو منها بول هاكين (غريفن دون) المعذّب في فيلمه الكوميدي الساخر للمخرج مارتن سكورسيز. يلتقي بول، مدقق لغوي يعيش في الحي الشرقي في مانهاتن، بنادلة تُدعى مارسي (روزانا أركيت)، فيأخذ رقم هاتفها ويتنقل في وسط المدينة للقائها فيخسر بالتزامن أمواله، ويصادف مجموعة متنوعة من متحوّلين وغريبي الأطوار، ويُتّهم بارتكاب عملية سطو، وتطارده عصابة من مثليي الجنس الغاضبين.

Spider-Man 2 (2004)

حين تلتقي ماري جاين السيئة الحظ (كيرستن دانست) وبيتر باركر (توبي ماغواير) في مقهى لحل مشكلتهما العاطفية، يظهر الرجل الأخطبوط ويرميهما بسيارة. فتلي ذلك معركة تستعر عشوائياً في أنحاء المدينة، وعلى أسطح المباني وفي قطارات الأنفاق وتتضمن اختطاف ماري جاين من الرجل الأخطبوط المتعدد المجسات (ألفرد مولينا). هكذا لا تجري الأمور بالطريقة التي يصفها موقع eHarmony.   

The Invention of Lying (2009)

قبل انتهاء أول لقاء غرامي بينهما، يستمع ريكي غيرفايس إلى جينيفر غارنر وهي تخبر والدتها بكل عيوبه- ولمَ لن تنجح علاقتهما، ولمَ لن يتقابلا مجدداً- في هذا الفيلم الكوميدي الذي تدور أحداثه في عالم مواز حيث يخبر الجميع الحقيقة طوال الوقت. مما لا شك في أن هذه ليست الطريق إلى الرومنسية.

The Awful Truth (1937)

هذا الفيلم قصة قديمة عن الزنا، جريئة بالنسبة إلى زمنها ومن تمثيل كاري غرانت، آيرين دون، ورالف بيلامي الذي يؤدي دور ريفي ثري من أوكلاهوما مغرم بدون العصرية. بعد تعرّض غرانت للإحراج بسبب المرأة التي يواعدها، لأدائها عرض تعر افتراضي في ملهى ليلي، ينتقم بيلامي من غرانت بجر دون إلى ساحة الرقص، مؤدياً رقصة ريفية.

Date Movie (2006)

من أين يمكن أن نبدأ؟

She's Out of My League (last month)

هذا الفيلم أحدث من أن يكون قد حقق شهرة كلاسيكية، لكنه قد يصبح كذلك. حين يصطحب رجل الأمن في المطار غي كيرك (جاي باروتشل) مولي الفاتنة (أليس إيف) إلى منزله للقاء أسرته البشعة، يسيل لعاب الذكور وتعجز النساء عن إخفاء غيرتهن، وتكاد مولي تشعل المنزل عند اعترافها بأنها لا ترتدي ملابس داخلية. لا شك في أنه إن صمد الحب في وجه ذلك، سيصمد أمام أي شيء آخر.

Forgetting Sarah Marshall (2008)

يعتقد بيتر (جايسون سيغل) أنه يحب الخائنة سارة (كريستين بيل)، ويهرب إلى هاواي لنسيانها، لكنه سرعان ما يكتشف أنها وصديقها نجم الروك المغرور، ألدوس سنو (راسل براند) يقيمان في المنتجع عينه. وحين تبدأ شرارات الحب بالانطلاق بين بيتر وكاتبة الفندق رايتشل (مايلا كونيس) يخرجان لتناول العشاء، لكنهما يجدان نفسيهما مجدداً بجانب سارة وألدوس في عشاء أليم ومخيف حيث يفرط بيتر والمرأة في تناول الكحول، ويحدثهما ألدوس مطولاً عن فلسفته الجنسية.

Must Love Dogs (2005)

تحمّل المسؤولية مهمة شاقة بالفعل، كذلك الرحلة المطوّلة والمتعبة إلى حيث كان هذا الفيلم متجهاً على ما يبدو منذ البداية. حين تقرر سارة (دايان لاين) وجايك (جون كوزاك) ممارسة علاقة جنسية، يكتشفان بأنهما لا يملكان أية وسائل حماية. وبعد رحلة مليئة بالتشويق إلى صيدليات عدّة، لا يجدان أياً منها، فضلاً عن أن مزاجهما يكون قد تعكّر فلا يسمح لهما بالقيام بعلاقة جنسية.

American Pie (1999)

كيف نصف ذلك؟ لا، لا مجال. يكفي القول إنه خلال وجود جيم ليفنشتاين (جايسون بيغز) في موعد درس مع الطالبة التشيكية ناديا (شانون إليزابيت)، دعونا نقول إن تفاعلهما بالكامل (بما فيه إخفاقات جيم الكثيرة) يُبث في كال الثانوية بواسطة كاميرا الكترونية. لا شك في أن هذا الفيلم عبارة عن قصة تحذيرية، لكن كذلك هي معظم الأفلام التي تتضمن لقاءات غرامية.

هل سيكون الفيلم الحالي موعداً مثيراً؟

قد يبدو مفهوم Date Night الرئيس، المتمثل في اضطرار زوجين إلى تنظيم أمسية لإبقاء جو الرومنسية حياً، غير مألوف بعض الشيء للجمهور الاعتيادي الذي يشاهد الأفلام الرومنسية السائدة، والذي يضم مزيداً من اليافعين ويتنصل أكثر فأكثر من مسؤولياته. لكن لا شيء في هذا الفيلم الكوميدي الذي أخرجه شاون ليفاي (مخرج الجزأين من Night at the Museum) يؤثر في المراهقين. فتاينا فاي في التاسعة والثلاثين من العمر، وستيف كاريل في السابعة والأربعين، وكلاهما يشاركان في سلسلات تلفزيونية تحظى بتصنيف متواضع، على رغم أن 30 Rock من إعداد فاي حاز مراراً جائزة إيمي، ومسلسل The Office الذي شارك فيه كاريل كُرم بجوائز عدة منذ عرضه الأول في عام 2005.  

صقل كلا النجمين شهرتهما في التلفزيون، كاريل في The Daily Show وفاي في Saturday Night Live، برنامج كانت العلاقة التي تجمعه بالشاشة الكبيرة أشبه بالعلاقة بين مرض جنون البقر وقطاع اللحوم. هكذا لا شيء واضحاً بشأن Date Night، باستثناء القصّة على الأرجح: هويات مسروقة، شخصيات مجنونة، وإيمان الزوجين المتجدد في ما أعادهما إلى بعض في المقام الأول.

لكن ما على الجماهير التساؤل بشأنه: هل هذان الشخصان مضحكان؟ لا يملك كاريل أو فاي رصيداً فنياً حافلاً أقله في الأفلام السينمائية. ففيلما Get Smart و Evan Almighty من تمثيل كاريل كانا فاشلين كوميدياً، على رغم أن The 40-Year-Old Virgin كان مضحكاً للغاية، إلا أن كاريل كان أكثر براعةً في أفلام مثل Dan in Real Life، أوLittle Miss  Sunshine. أمّا فاي، فعلى رغم تجسيدها البارع لسارة بالين، إلا أنها تجعلنا نرتبك في تحديد الهويتين وتحاول بشكل ساحر طمس شخصيتها، لكن Baby Mama فشل فشلاً ذريعاً. لا شك في أنها وكاريل يملكان الفرصة لإثبات أن القوة تكمن في عدد الجماهير، ولو كان هذا العدد اثنين.