مستشار البشير لـ الجريدة•: نسعى إلى تشكيل حكومة موسعة

نشر في 16-04-2010 | 00:08
آخر تحديث 16-04-2010 | 00:08
نفى د. غازي صلاح الدين مستشار الرئيس السوداني عمر البشير وجود اتصالات رسمية بين حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم وأحزاب المعارضة، بعد ورود أنباء عن عرضٍ قدمه الحزب الحاكم إلى المعارضة لتشكيل ائتلاف حكومي موسّع، ولكنه أكد في المقابل أن "المؤتمر الوطني" يسعى إلى ضم قوى المعارضة ولا يريد أن يحكم منفرداً.

ومع انتهاء أول انتخابات سودانية تعددية أمس، قال صلاح الدين في تصريحات خاصة لـ"الجريدة"، إن حزبه "حريص على أن تكون حكومته ذات قاعدة واسعة، خصوصاً أن السودان يواجه قرارات مصيرية أهمها تقرير مصير جنوب السودان في 2011".

وعما إذا كانت هناك أحزاب مستبعدة من هذا الطرح، قال مستشار البشير الذي يشغل أيضاً منصب مسؤول ملف إقليم دارفور في الحكومة السودانية: "قد تكون هنالك موانع سياسية من حزب أو أطروحاته أو من سلوكه السياسي، لذلك أنا لا أحدد ولا أقول إننا سنتصل بالحزب هذا أو ذاك، ولكني أقول إننا في سعينا إلى توسيع قاعدة الحكم نتصل بكل مَن يقبل هذه المشروعية ويعمل في إطارها، ومَن لا يرغب في المشاركة فهذا قراره، وموقفنا ثابت بأننا برغم القاعدة الجماهيرية الواسعة وبأننا نظرياً من الممكن أن يحكم المؤتمر الوطني منفرداً بحكم مستقر، فإننا نفضّل أن نوسِّع دائرة المشاركة".

وأكد صلاح الدين أن الأخطاء التي صاحبت العملية الانتخابية تم تصحيحها، مشدداً على أن "المراقبين أنفسهم لم يتحدثوا عن التزوير مطلقاً، وكل الذي تحدثوا عنه أخطاء فنية أو لوجستية أو إدارية أو تقصيرات، وهم أنفسهم أشاروا في الوقت نفسه إلى أنها صُحِّحت".

وعن تشكيك البعض في الدور الأميركي في السودان، أرجع صلاح ذلك إلى "نظرية المؤامرة التي تتسيّد الموقف في العالم العربي"، مشيراً إلى أنه "لم يلمس من المؤسسات الأميركية ميلاً نحو الانفصال"، موضحاً أن "الأميركيين يعلمون أن الانفصال سيؤثر في إفريقيا بصورة عامة، وقد يُغري دولاً أخرى بالانفصال". وتابع: "لكني أعلم أن هناك منظمات خاصة قد تكون دينية أو تطوعية تعمل من خلال الكونغرس الأميركي وتسعى إلى الانفصال"، مؤكداً أن هناك تفاوتاً في الموقف الأميركي ما بين المؤسسات الخاصة والرسمية.

وكان مرشح الحزب "الاتحادي الديمقراطي ـ الأصل" لرئاسة الجمهورية في السودان حاتم السر قال أمس، في حديثٍ مع "الجريدة"، إن "السياسة الأميركية تستخدم البشير لتمرير انفصال الجنوب".

ورأى السر أن "السياسة الأميركية تجاه الانتخابات هي مجرد ترتيبات خاصة بموضوع الانفصال، فأميركا ليست لديها علاقات مع هذا النظام، بدليل أنها قبل أسبوع من الآن أصدرت قائمة بالدول الداعمة للإرهاب في العالم. أما الموقف الأميركي من العملية الانتخابية فهو عينه على ما يأتي بعدها وهو الاستفتاء على حق تقرير مصير جنوب السودان المزمع إجراؤه 2011، والذي سيُفضي إلى انفصال الجنوب. البعض يتحدث الآن عن أن المبعوث الأميركي والأميركان وصلوا إلى قناعة بأن أفضل حزب يمكن أن يمرر عملية انفصال الجنوب وبسلام هو حزب المؤتمر الوطني".

وعن موقفه من هذه السياسة الأميركية، قال السر: "نختلف مع الإدارة الأميركية في هذا الأمر، وقد أوضحنا وجهة نظرنا هذه للمبعوث الأميركي سكوت غرايشن، وقلنا له نحن في الحزب الاتحادي الديمقراطي حزب وحدوي اتحادي يؤمن بوحدة السودان، وبالتالي لا يمكن أن نقبل بأي انفصال لا للجنوب ولا لغيره، بل ذهبنا إلى أبعد من ذلك وبشرناهم بأنه إذا انفصل الجنوب فلن يكون هناك استقرار لا في الشمال ولا في الجنوب، وبالتالي يبقى من الخطأ الكبير والجسيم أن يعتمد المؤتمر الوطني على التأييد الأميركي الخاص بعملية الانتخابات على علّاتها بغرض أنه في نهاية المطاف عين أميركا وقلبها على المحطة المقبلة وهي الاستفتاء الذي سيُفضي إلى الانشطار".

back to top