قـمّـة تَـلِـد قـمّـة
الأمير: يجب حماية المقدسات ونتابع بقلق النووي الإيراني ونتطلع إلى احتضان العراق القمة المقبلة
• القادة يقرّون إنشاء «رابطة الجوار» ويضعون آلية لإدارة الخلافات العربية
• «إعلان سرت» يشترط وقف الاستيطان للتفاوض... وخلافات عملية السلام نُقِلت إلى «الاستثنائية»
• القادة يقرّون إنشاء «رابطة الجوار» ويضعون آلية لإدارة الخلافات العربية
• «إعلان سرت» يشترط وقف الاستيطان للتفاوض... وخلافات عملية السلام نُقِلت إلى «الاستثنائية»
أكد سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد في كلمته أمام القمة العربية الـ22، التي اختتمت أعمالها في مدينة سرت الليبية أمس، أن المنطقة العربية تمرّ بظروف دقيقة وتطورات متسارعة، مشيراً إلى أن لقاء القادة العرب "فرصة لتدارس تلك التطورات والبحث في السبل الكفيلة بمواجهة تداعياتها للنهوض بعملنا العربي المشترك بما يحقق تطلعات وآمال أبناء أمتنا العربية في حفظ أمنها واستمرار تقدمها".واعتبر الأمير أن "استمرار المجتمع الدولي في الوقوف متفرجاً وصامتاً إزاء مواصلة الآلة الإسرائيلية العسكرية قتل أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل وتدمير المقدسات جريمة أكبر وأبشع من جريمة إسرائيل نفسها"، مؤكداً أننا "مطالبون بدعوة الأطراف الدولية الفاعلة، لاسيما اللجنة الرباعية بتحمل مسؤولياتهم واستمرار جهودهم لوضع حد لهذه الممارسات، والعمل على وقف النشاطات الاستيطانية لما فيها من تدمير لعملية السلام وعدم السماح لإسرائيل بالمساس بوضع القدس الشريف".
وتمنّى سموه في كلمته أن تساهم مشاركة الشعب العراقي في العملية الانتخابية الأخيرة في العراق "في وضع حد لأعمال التفجير والقتل في صفوف أبناء الشعب العراقي الشقيق من قبل مجموعات إرهابية"، وعبّر عن تطلعه إلى "احتضان العراق الشقيق لقمتنا القادمة لنواصل معاً مسيرة ودعم عملنا العربي المشترك".وبشأن الملف الإيراني، قال الأمير: "نتابع بقلق تطورات الملف النووي الإيراني، وفي الوقت الذي نؤكد فيه على حق إيران ودول المنطقة باستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية ضمن إطار معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية فإننا نؤكد على موقفنا الثابت بأهمية الالتزام بقواعد الشرعية الدولية حيال هذا الملف وضرورة حله بالطرق السلمية".وكانت القمة العربية اختتمت أمس أعمالَها بهدوء ومن دون إنجاز حقيقي، باستثناء الاتفاق على عقد قمة استثنائية قبل نهاية العام الجاري، لمناقشة جميع الأفكار الخاصة بتطوير منظومة الجامعة العربية.وبينما أقرَّ البيان الختامي للقمة إقامة "رابطة لدول الجوار العربي"، فشل القادة في التوصل إلى قرار بشأن التجديد لمبادرة السلام العربية أو سحبها من التداول.وفي المقابل، جدد البيان الختامي تأكيد العرب أن السلام بين العرب وإسرائيل هو خيار استراتيجي، مع ضرورة وقف الاستيطان كشرط لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني بسقف زمني واضح ومرجعية محددة. كما أقرَّ القادة العرب زيادة الدعم لصندوقَي الأقصى والقدس إلى 500 مليون دولار، وفق خطة شاملة لدعم المدينة المقدسة سياسياً وقانونياً ومالياً.وقالت مصادر عربية لـ"الجريدة"، إن موضوع مبادرة السلام العربية وغيره من المواضيع العالقة سيُعاد بحثها في القمة الاستثنائية التي تم التوافق على عقدها.وكشف وفدان عربيان مشاركان في القمة، أن سورية وليبيا تضغطان على الفلسطينيين للتخلي عن إجراء مفاوضات سلام مع إسرائيل. وقال الوفدان إن الرئيس السوري بشار الأسد طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتخلي عن استراتيجية السلام "المتأزمة"، واستئناف "المقاومة" ضد إسرائيل. وقال الوفدان إن الزعيم الليبي معمر القذافي حذَّر من أن بلاده ستسحب دعمها لمبادرة السلام العربية.وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم، إن بلاده "ليست طرفاً" في أي بيان تصدره القمة بشأن المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل، مشيراً إلى بيان لجنة دول مبادرة السلام الذي هدد بسحب تفويضه للسلطة الفلسطينية بإجراء مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل إذا لم تسحب الأخيرة القرارات الاستيطانية التي أعلنتها أخيراً في القدس.وفي تصريحات على هامش القمة، قال الأسد، إن بلاده على استعداد لتحقيق المصالحة العربية في أي وقت، وأبدى استعداده لزيارة مصر في أي وقت "إذا أراد المصريون ذلك".وأكدت القمة عدة مبادئ لإدارة الخلاف، تشمل عدم اللجوء إلى أي نوع من الحملات الإعلامية الموجهة والتزام إبقاء الخلافات العربية داخل العائلة العربية، لأن تداولها خارج الإطار العربي يُدخِل عليها عناصر سلبية توسعها وتعمقها وتمنع إدارتَها إيجابياً، وضرورة تكريس لغة الحوار في العلاقات العربية مهما بلغت درجة الاختلاف، وجعله نهجاً ووسيلة للوصول إلى التوافق.وحققت القمة اختراقاً في جهود المصالحة العربية خصوصاً بين مصر وسورية، غير أن غياب العاهل السعودي والرئيس المصري لم يسمح بإنهاء حاسم للخلافات، وشهد اليوم الأخير مصافحة لافتة بين الأسد ورئيس الوزراء المصري أحمد نظيف.